العاهل المغربي يزور الأردن وثلاث دول خليجية لحل أزمة السيولة

العاهل المغربي يزور الأردن وثلاث دول خليجية لحل أزمة السيولة
واشنطن لا شيء يفرض إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر
الرباط ــ عبدالحق بن رحمون
بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس امس جولة خليجية تشمل المملكة العربية السعودية، الأردن والكويت وقطر اضافة الى الاردن، وهي تحمل دلالات على مستوى العلاقات المتميزة بين الملكيات. ويرافق محمد السادس في زيارته عدد من مستشاريه ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني.
فيما يزور الأردن الأربعاء في زيارة تستمر لمدة ثلاثة أيام
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سيجري مباحثات مع الملك محمد السادس تركز على علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المشتركة ويخدم القضايا العربية والإسلامية ويعزز مسيرة العمل والتضامن العربي .
كما يبحث ملكا الأردن والمغرب تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خصوصا المستجدات المتعلقة بالأزمة السورية وجهود تحقيق السلام بهدف إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية والوضع في مدينة القدس وما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها من تهديدات واعتداءات إسرائيلية متكررة وسبل مواجهتها والتصدي لها. من جهة أخرى سيكون رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران في أول امتحان له مع بداية الدخول السياسي الجديد، حيث سيمثل أمام مجلس المستشارين الأربعاء المقبل في اطار الجلسة الشهرية التي يخصصها لغرفتي البرلمان لمناقشة السياسة العامة للحكومة، وستخصص الجلسة الشهرية لمناقشة محور النقل، ومن المنتظر أن يتطرق المستشارون البرلمانيون لملف ريع مأذونيات النقل، وتزايد حوادث السير في الآونة الأخيرة.
أما بخصوص زيارة العاهل المغربي لدول الخليج الثلاث فيرى متتبعون أن الدافع لهذه الزيارة يرجح أن يكون بسبب أزمة السيولة الحادة التي يعيشها المغرب منذ أشهر، خصوصا وأنها بدأت تظهر من خلال سمات التقشف التي حملها مشروع ميزانية 2013، كما أن الزيارة الى دول الخليج تعد فرصة لتسويق مشاريع مغربية، تدخل في سياق الأوراش الكبرى، والحصول على تمويلات لها من الصناديق السيادية الخليجية التي يبلغ حجم السيولة بها ما يزيد عن ألف وثلاثة مائة مليار من الدولارات الأمريكية.
من جهة أخرى، كان لدعوة رئيسة الدبلوماسية الأمريكية هيلاري كلينتون بواشنطن ردود فعل ايجابية وأملا في تذويب الجليد بين الرباط والجزائر ومؤشرا على انفراج فتح الحدود مابين الجزائر والمغرب بهدف اعطاء دفعة قوية لمشروع اتحاد المغرب العربي، وقالت هيلاري كلينتون لا شيء يفرض أن يبقى هذا الوضع اغلاق الحدود على ما هو عليه . ويذكر في هذا السياق أن كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية جددت الدعوة الى اعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر معربة عن الأسف لكون المغرب العربي يظل من بين التجمعات الاقليمية الأقل اندماجا في العالم. وفضلت وزيرة الخارجية الأمريكية تخصيص شق للجزائر والمغرب معا، في كلمة مطولة لها حول عمليات التحول الديمقراطي في دول المغرب العربي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن. ويشار أنه قد سبق للمسؤولين الجزائريين أن قالوا إن بلادهم تخسر حوالي ملياري دولار كل سنة بسبب الحدود المغلقة. من جانب آخر، يشار الى أن المغرب ليس هو الذي يدعو لوحده الى فتح الحدود، بل هناك جمعيات ومؤسسات من المجتمع المدني الجزائري تطلب هي أيضا الشيء نفسه.
كما أضافت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية في كلمة خلال مؤتمر حول موضوع التحولات الديمقراطية بالمغرب العربي أن اعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر سيشكل خطوة هامة نحو هذا الاندماج المنشود . وأبرزت هيلاري كلينتون أن تشجيع المبادلات التجاربة بين البلدين يأتي في مقدمة أولويات الحكومة الأمريكية مضيفة أن اندماجا من هذا القبيل بين بلدان المغرب العربي سيمكن من خلق مناصب للشغل للمواطنين وفتح أسواق جديدة.
من جهته، قال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي خلال المناقشة العامة التي جرت يوم الجمعة الأخير في اطار اللجنة الرابعة بنيويورك أنه ليس من قدر قضية الصحراء أن تبقى دون حل الى ما لا نهاية مشيرا الى أنه وكما هو شأن كل نزاع اقليمي يتعين تسويتها من خلال التفاوض والانخراط الجدي والنية الحسنة لدى جميع الأطراف.
وأضاف أن المغرب وعلى الرغم من المحاولات العنيدة واليائسة لاحباط عودة الصحراء المغربية الى الوطن الأم عمل كل ما في وسعه للحفاظ على علاقات حسن الجوار وعبر عن استعداده للتوصل الى حل سياسي لهذا النزاع مشيرا الى أن هذا الالتزام تعكسه الآن مبادرة الحكم الذاتي التي تم تقديمها في نيسان 2007 والتي أقرها مجلس الأمن باعتبارها اطارا ملائما لايجاد حل سياسي نهائي وواقعي ومتجه صوب المستقبل.
وقال الدبلوماسي المغربي انه منذ اطلاق مسلسل التفاوض في 2007 حيث كانت المبادرة المغربية للحكم الذاتي العنصر المؤسس وما تزال وانخرط المغرب بحسن نية وبعزم في هذا المسلسل ووافق على استكشاف كل السبل الممكنة للمضي قدما مشيرا الى أن الرباط مستعدة للمساهمة في اعادة اطلاق مفاوضات موضوعية بناء على قواعد سليمة وواضحة وفقا لمحددات أقرها مجلس الأمن.
وأضاف محمد لوليشكي أنه في نفس الوقت وبغرض التخفيف من معاناة ساكنة مخيمات تندوف في الجزائر واصل المغرب على الرغم من الاستفزازات المتكررة تنفيذ تدابير بناء الثقة وفضل العمل على تعزيزها معربا عن أسفه لكون صبر الساكنة في انتظار العودة الى الوطن واستعادة الاستقرار والحياة الكريمة بين الأهل بدأ ينفذ لديها.
AZP01