الأعمال الشعرية الكاملة لفوزي الأتروشي
العاشق الأبدي – نصوص – رعد كريم
يحتفل الشاعر فوزي الاتروشي باللغة والاشياء والبشر في منطقة اشتغال خاصة تمثله بعيدا عن التأثيرات التاريخية للشعر العراقي ويجنح نحو مدرسة نزار قباني في التعلق بالعشق والوله بالمرأة ومراقبة العاطفة الكامنة في روح الشاعر على الرغم من بداياته في الكتابة للقضية الكردية والانسانية عموما، حيث بدا سائرا على طريق الكتابة للثورة واستنهاض الهمم:
(قف وترجل
فالنسغ النازل منقلبك الصاعد من جرحك
يمنحنا حبل الرجاء
ووجهك يقتل كل جذور البؤس فينا)
عناقيد الغضب (ص17) المجموعة الكاملة
ويكتب الشاعر لقضيته بلغة مباشرة وبخطاب واضح وانحياز لا لبس فيه:
(في ايار ضرب البارزاني المتوغل في الاعوام
عصاه على ارض الوطن الغالي
فانشقت هذه الارض وانجبت الفرع الاول
لا بأس ان نستحم بالدماء)
مدينة بلون الوشم (ص 26) المجموعة الكاملة
ويتشبث الشاعر فوزي الاتروشي بالامكنة الاولى كردة فعل على المنفى الاجباري ويذهب الى رحم النشأة الاولى
(الى اتروشي الغربة ومسقط الرأس
وحافظة الذكريات التي لايعلوها غبار النسيان
بيتا ..بيتا
سقفا..سقفا
حجرا..حجرا
تتساقط قريتنا اتروش)
اتروش (ص35) المجموعة الكاملة
ولكنه لايغفل الصبايا, والحس الاممي الذي يقود الى انسانية متوحدة نحو هدف التحرر والسلام:
(رقصات صبايا القرية يغمرها مأتم
وتخبئني امي كهف مهجور معتم
رجل مرفوع القامة يسقط ..يسقط
يسقط, يصرخ كل الناس
دعوه يسبح في دمه ..دعوه ضمآنا
جيفارا لم يسعفه احد
دعوه ينزف اخر قطرة دم)
قصيدة اتروش (ص35) المجموعة الكاملة
وهو في تطلعه لعلاقة صافية مع الاخرين دونما تمييز او امتثال لظرف طارئ جعل مصير الاخوة اعداء فيرفع صوته:
قتلنا بعضنا بعضا
نسينا لأي دين ننتمي
لأي نبي ننتمي
وهدمنا مداخل المعابد
والمصلون الصائمون الصالحون
قرءوا سورة يوسف في المساجد
فأخوة يوسف ملعونون الى يوم القيامة
لانهم رموه في البئر كادوا له المكائد
وراية الاقتتال الداخلي في بلادي
صادر البلاد كلها..صادر ارضها والسماء
صادر حتى قبور الشهداء الاماجد
لمن نعلن الحداد؟
قتلنا بعضنا بعضا (ص55) المجموعة الكاملة
الا ان الشاعر الاتروشي سرعان ما ينسحب الى منطقة اخرى مغايرة يتنفس فيها شعره الذي يحبه وينتمي اليه, الشعرالعاطفي والتغزل بالانثى دافعا فنه للعيون والشفاه والموسيقى
“ترى انا من اكون
من اين لي ان استريح دقيقة
وعيونك الزرقاء
تدعو للجنون؟
الى عينيك (ص67 )المجموعة الكاملة
رغم ان الغربة والحس الوطني يعودان بين قصيدة واخرى فنجد الوطن يحضر بين جروح الحب وسهام الغزل:
(فهذا العالم ياسيدتي ماجن
نبكي ام نضحك
يا جرحا محفورا في قلبي
فالعالم تأكله افواه ذئاب
جائعة
وانا وعيونك مغتربان بلا وطن).
