الطلاق والزواج

الطلاق والزواج

التربية أساس المجتمع

وانا اتصفح الجريدة صباحاً قرأت احصائيات صادرة من مجلس القضاء الاعلى عن المحاكم وحالات الزواج والطلاق ….

وان الطلاق منتشر بشكل ينذر بالكارثة خاصة الطلاق في المكاتب الشرعية وخارج المحكمة (زواج شيخ وطلاق شيخ).

تقول الاحصائيات خلال 11 شهر فقط

5560 عقد زواج في عموم العراق يقابله في نفس الشهر 4402 حالة طلاق وفي بغداد فقط في نفس الشهر

1758 عقد زواج و2300 حالة طلاق

يعني في بغداد الطلاق اكثر من الزواج وبفارق كبير .

هذا الموضوع يجب ان نتوقف عنده طويلاً وان غاب الوعي والتثقيف الحكومي علينا نحن ان نثقف ونزيد الوعي لدى قارئينا ومتابعينا …..

سوف يجتاح هذا الخلل كل البيوت بعد ان يصبح عادة مجتمعية مستحبة تحت عنوان ( لعد ليش الله حلل الطلاق ).ومن هذا المنطلق اليوم اصبح الطلاق شيئاً عادياً ولم يعد يحسب لتبعاته الاجتماعية والاسرية اي حساب. حتى شجع الطرفان واقصد الزوجان على التمرد ونتيجة اي خلاف بسيط يتم الطلاق ووصل الحال ان يتم الطلاق بسبب نوع طعام او هدية او متابعة تلفزيون.

ولاأريد ان اتطرق للماضي كثيراً لأنه بكل القياسات التي سمعناها من اجدادنا وأبائنا وماعشناه نحن جيل الستينات والسبعينات لايمكن وضع نسبة مابين كل هذه الاجيال الماضية ومابين الجيل الحالي واقصد جيل مابعد التغير وشعار ( موكالوا جديد الوطن راح يصير) ونتيجة الوطن الجديد ومناهج قادة التغير الجدد الاسلاميين والعلمانيين ونقل تجاربهم المريرة من خارج العراق ومن مجتمعات متفسخة ومنحلة وصادقني واحبل واجيب وبعدها نفكر نتزوج حتى نعترف بالولد ….

هذه التجارب نقلت بأبشع صورة لداخل البلد وبعد 14 سنة من التغيير مع وجود انفتاح كامل وبدون رقابة على الانترنت والقنوات التلفزيونية التي تنقل من كل العالم احداث واخبار وعادات وتقاليد شعوب تختلف كلياً عن واقع وخلفيات وموروثات مجتمعاتنا.

وازع ديني

بدأ المتلقي يتأثر رويدا رويدا مع غياب الوازع الديني الذي شوهته سمعة رجال الدين وفسادهم حتى لم يعد هناك من يسمع لهم او يأخذ بنصائحم وان كان بعضهم مخلصين للدين ولله ولكن غلبت الصفة العامة عليهم هذا من جانب.

من جانب اخر دخول المال الحرام والرشوة واموال السرقات والربا حتى بات الكل الا ماشاء ربي قد اصابه من هذه الاموال شيء ان كان بعلم متعمد او بغير علم او علم وتغاضى عن الامر.

انشغال الاب والام ايضا بالانترنت والفيس واصبح لكل واحد منهم جمهور واصدقاء واصبح للزوج حيز خاص به ولبعض الزوجات ايضاً مما اصبح لكل واحد منهم عالمه الخاص ومفضلاته الخاصة وطعامة الخاص واغانيه الخاصة حتى لم يعد لهذا الترابط الروحي قبل الورقي اي اهمية..

زادت حالات النفور والبغضاء والمشاحنات واصبح الحل الانفصال مع تشجيع الاهل ايضا ودخول الرجال والشيوخ والفصول العشائرية بين المرء وزوجه جعل من الروابط الاسرية هشة يحكمها العامل المادي وخلفيات العائلة العشائرية.

الاجيال السابقه كانت اكثر تماسكاً واكثر رصانة في بناء العائلة والبيت والمجتمع لذلك كانت البيوت والغرف الزوجية صناديق مقفلة على من فيها من المعيب جدا التحدث بها الا ان تصل الامور لحالة تخدش الشرف او تصبح الحياة مستحيلة.

بنات عوائل كبيرة ومرموقة مجتمعيا وماديا لاقن الكثير من الويلات والمأسي في بيت الزوجة وتحملن ماتحملن ولكن لم يكشفن اسرارهن حتى امهاتهن لم تكن تعلم مايدور في غرف وبيوت بناتهن بل كانت المرأة تظهـــــــــر الجانب الايجابي فقط وبعض الاحــــــيان تكذب لترفع من شأن زوجها وهو قد لايستحق كلمة طيبة . وبنفس الحال للرجل كان يعاني كثيرا من زوجته داخل البيت كعدم النظافة وعدم اجادة الطبخ او تكون سليطة اللسان او حسود او غير قنوعة او لاتملك عاطفه ولكنه كان امام الناس يصفها بصفات الاميرات .

مسامع الناس

هكذا كانت البيوت ولم نكن نسمع عن حالات طلاق او تفريق او خلع الا نادرا او قد تكون موجودة في حينها ولكن لاتصل لمسامع الناس والبيوت في ظل اعلام دولة محكم ونقل اخبار في الشارع مسيطر عليها.

اليوم تشاهد الفتيات من على قنوات التلفزيون ماتبثه قنوات اعلامية بعضها بصورة عفوية وبعضها ممنهج تديره مؤسسات اعلامية تابعة لجهات يهمها تفسخ المجتمع العربي والاسلامي وانحلاله كما هو مجتمعنا الان الذي وصل لمراحل متقدمة في استعياب كل الفكر المنحل والتهديمي للاسرة .

تفريق وطلاق

وكما قلت في بداية مقالي اصبح الطلاق والتفريق عادة مجتمعية مستحبة.

بعض الحلقات والندوات والمناقشات التي تحصل على التلفزيون وفي الاعلام وعلى قنوات التواصل الاجتماعي ظاهرها اصلاحي وبنفس الوقت داخلها يعكس الصوره كاملة لما يحصل.

بل بعض هذه الحالات تشجع المستمع ان كان رجلاً او امراه على اتخاذ القرارات الخاطئة نتيجة لاستماعه لحالات تشبه حالته ومعيشته فيحاول ان يتقمص نفس الدور الذي مر على الذي معروضه قضيته وقد لاتكون صحيحة بكامل فصولها.

عندما نشرت مقالتي في جريدة الزمان عن الانترنت وادمانه.

قالت لي احدى الزوجات ماقلته ينطبق على زوجي بالحرف فهو دائم الانشغال بالانترنت وتبادل الصور على الانستكرام ان كان هذا اسمه الصحيح وهجرني وهجر بيته وعمله وحتى هجر حقوقي الزوجة …..

هذه الحالة  وغيرها الكثير تساعد على الانحراف والتشظي للعائلة ومن بعدها يصبح الانفصال هو الحل الانجع لان لم يعد للاثنين اي رابط يربطهم سوى اجسام توجد في مكان واحد لاصلة بينهما … انا في نظري الحل يكمن في عدة عوامل

– اولا الرجوع الى الله بصدق واخلاص

الرجوع للبراءة داخل البيوت والعوائل.

– احياء الماضي بكل جماله مع الاخذ بحالة التطور التنكلوجي والسيطرة عليه.

– الصبر ومعالجة الامور بحكمة وترو وعدم الاذعان للطلبات التافهة والحزم من قبل الاباء والامهات في طريقة الشكوى التي تـــــأتي من البنت والولد.

– عدم التشجيع او حتى التلميح للطلاق والانفصال .

– على اولياء الامور مراعاة مابعد الطلاق واثاره السلبية على البيت والعائلة .

– الجلوس طويلاً مع الابناء ان بلغوا سن الرشد وتوعيتهم بشكل شفاف وبدون خجل لمعرفة حجم تفكيرهم وما تراه اعينهم لا اعيننا نحن والولوج لداخل عقولهم وتفكيرهم وما يرسموه لمستقبلهم

لكي نرجع نبني المجتمع بشكل صحيح علينا ان نأخذ من ماضينا مع حاضرنا لنخرج بنواة عائلة تواكب الحدث والتطور ولكن بدون مشاكل كبيرة.

التربية والتعليم اساس المجتمع السليم ..يزي قهر

احمد ثامر الجبوري –  بغداد

مشاركة