الطرق النوعية للنهوض بالأدب

الطرق النوعية للنهوض بالأدب
قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام) :(ادبني ربي فأحسن تأديبي) هذا الحديث النبوي الشريف ماهو الا رسالة مبعــثة الى الأنسانية عبر المسلمين تتلخص في ان الأدب علم واسع النطاق لايوجز في حالة معينة وينتهي الأمر بل يمتد ليعم كل الحالات فالمأكل والمشرب والتعايش السلمي مع الآخرين وأداء التحية ولفظ الكلام والمشي في الطريق كـــل هذه التفاصيل تبقى ناقصة وبتراء مالم نلتزم بهذا المعيار الذي يدعى بالأدب إذ كلما يفرض لنفسه حضور غليظ في جميع التــــفرعات الحياتية فبلا شك سيظفر المجتمع بقاعدة اخلاقية محكمة ثابتة ، وان الحليم في عراق هذا الزمان عليه ان ينعى نـــفسه لأننا أصبحنا تحت نجمة والحديث السالف الذكر لنبينا الأكرم محمد(عليه الصلاة والسلام) تحت نجمة أخرى فالعراق فــــي هذا الظرف المهزول بحاجة ماسة الى نطق الكلمة الطيبة لأن التفوه بها في كل محفل ينم عن الأدب الرفيع الذي يجب أن يتفكه به المجتمع في كل زمان ومكان لتدارك ما يستجد لا سامح الله من فساد او خلل في هذه القناة ونحوها ، والآن أو ابدا فـــأي فتور في المداواة لهذا المرض الذي طال هذه القنوات فهو يساوي الموت ، ولذلك لابد من التعاون فيما بيننا ليكمل بعضــها بعضا لا لشيء آخر الا لتمشية عجلة الحياة الى أمام ، وقد أحتلت الكلمة الطيبة التي هي في الأساس صنيعة الأدب حــظوة ومنزلة لدى نبي الأنسانية (عليه الصلاة والسلام) حيث رعى ذلك قائلا: (الكلمة الطيبة صدقة)0
فتارة لو أخذنا على صعيد السياسية مثلا فيوميا نطلع على تصاريح صلفة بالجـــــملة تحرض والعياذ بالله على اضرام فتيل الحرب الأهلية وتأجيج الصراع الطائفي بين أهل العراق الواحد الموحد والذي عاشوا على أرضـــه منذ مئات السنين أخوة متحابين في لله توحدهم رابطة المواطنة والأنتماء الى الوطن ، وأما في التارة الأخرى لو تحولنا الى مســــــــتوى المواطن فالصورة كذلك مذلة بسبب ما يجري من انجراف مفرط الى الأحزاب الميليشياوية التي اعتادت على اطلاق شـــــــــعارات ارهابية مروعة وكلمات فضفاضة لتفريق ابناء الأمة ، وهذا كله لايخدم سوى عقيدة الطاغوت التي بنيت علـى هذا الأساس القائم على تهديم المجتمع ومسح ذاكرته باستخدام وسيلة بث روح الفرقة والعداوة بين ابنائه خـــــدمة للأحقاد الدفينة لتأريخ العراق الناصع وحضارته المشرقة المعطاء ، وحتى تطمئن قلوبنا فلا حيلة أمامنا في مقاتلة الفساد المزمن في بنية المجتمع غير العمل بهذا المصطلح (الأدب) وانتقاء الطرق النوعية لتطويره لأن الأنسان عندما يستأدب تفتح له فضـــــــاءات جديدة تعطي طعما آخر للحياة ما أطيبه لاسيما اذا كنا نسعى به الى الله تعالى ، ولم تكن هذه الكـلمة التي دائما نتلفظ بها لأطفالنا ولتلاميذنا الصغار في المدارس مقتضبة بل انما هي في علم الشريعة جزء لايتجزأ من المنظومة الخلقية ومادة قانونــــــــــية سماوية تحرم على الأنسان التجاوز على حق غيره وكذلك هي المصدر الذي يعلم كيف يحترم الأنسان نفســه عندما يتحدث ويأكل ويشرب وينام ويعبر طريق ونحو ذلك ، وان الأسلام لا يستبقي أن يضع حديثا في هذه المفردة ومن هذه الأحـــاديث في هذا الدرس على سبيل المثال لا الحصر مقولة الأمام علي (ع): (غاية الأدب أن يحترم الأنسان نفسه).
ومن زاوية الشـــــعر قال(ع):
صن النفس واحملها على ما يزينها
تعش سالما والقول فيك جمـــيل
ومرة أخرى أنشد (ع) قائلا:
واحفظ لسانك واحترز من لفظـه
فالمرء يسلم باللسان ويــــــعطب
وزن الكلام اذا نــــطقت
ولاتكن ثرثارة في كل ناد تخطب
هذه هي الأخلاق والآداب التي أوصى الأسلام بممارستها على الوجهين النظري والعملي فأين نحن من هذه الوصايا التـــي أصبحت في خبر كان منذ العام 2003 الذي ثبت رسميا بأنه تاريخ الولادة لهذه الحكومة حتى هذه السنة الجديدة 2013 ولأنه هناك تقاطع في الرؤى للقضية العراقية على المستوى السياسي فلنسأل ماذا سيكون نوع البشارة الآتية الينا في ظـــــل مثل هذه الأوضاع فالجواب على ذلك انه من المحال أن تكون مطلقة بالخير وانما تكون بالشر ومقيدة بــــــــه كقوله تعالى: (فبشرهم بعذاب عظيم) اللهم اجعلنا من دعاة الأدب والكلمة الطيبة والمغادرين لكل فعل يبدد الـــــــــجمع وينتهك العرض والكرامة ويستبيح دماء الأبرياء لمجرد أنهم من المكون الفلاني سواء كنا سياسيين أو مواطنين عاديين كي نتــوفق في الأنتقام من معضلتنا التي مازالت تتفاقم يوما بعد يوما بسبب هبوطنا عن حالنا الذي يحتاج ترميمه الآن منا الى النهوض بأدبنا الى مستوى الأتصاف بالخلق الكريم والفضائل وتهذيب النفس، وكذلك التحري عن الطرق النوعية لتطوير كلمة الأدب كتأسيس قنوات فضائية وانشاء مناهج دراسية للطلبة من جميع المراحل تتوليان مهمة تثقيف نفس المتعلم او الذات العراقية وتهذيبها وصقلها من أجل اثرائها بالمعلومات الموفورة ذات العلاقة بالأدب ومنحها القابلية في استظهارها شيئا بعد شيــــئ لتعتاد الى الأبد على صفات جيدة مرغوبة.
جاسم محمد حمزة – كربلاء
AZPPPL

مشاركة