الطبيب المهاجر – ماهر نصرت

الطبيب المهاجر – ماهر نصرت

إن الطبيب الذي اغترب وهجر بلده وحصل على الجنسية الأجنبية لايمكن إن يحتسب بعد ذلك على مكون بلده مائة بالمائة فقد اختار العيش في بلد آخر وتجنس هناك وأصبح بلده القديم ذكرى تحتضن طفولته وشبابه وماضيه ليس الاّ.. ولو كان يهوى العيش في بلده وبين أولاد محلته لعاد إليهم وأطفأ نار الشوق إلى ذكرياته بدلاً من العيش في ارض الغرباء متنعماً بخيراتهم ومندمجاً مع مجتمعهم وواقعهم بكل أشكاله يقدم خدماته إليهم ويصب خبرته في وعائهم و نسى أن بلده الأم هو بأمس الحاجة اليه اليوم وخاصة في الظروف الصعبة .. ان الطبيب هو جندي من جنود الشعب، والمجتمع بحاجة الى مثل هذه الخدمات الإنسانية وخاصة في أوقات الحروب والاضطرابات ومن المفروض ان يضحي من اجل مجتمعه لا ان يرحل ويترك بلده وراء ظهره ويؤلف من هناك قصائد الشوق والحنين وينثرها للوجود لقد رأينا في حربنا مع ايران الاف الاطباء المخلصين يخدمون وطنهم في الساحات الامامية للقتال .. الذي يهجر بلده الى الأبد يجب أن يعاد النظر بموضوع انتسابه الصحيح وعلى وزارة الخارجية ان تتوقف عن مصادقة شهادات هولاء الفارين التي حصلوا عليها من جامعاتهم الحكومية الا بعد تغريمهم كافة الاموال التي صرفتها عليهم الجامعة فقد احتلوا فيها مقعد دراسي وحرم الاخرين وكان من الممكن ان تشترط عليه الدولة أن يبقى في بلده ويخدم مجتمعه والا فتغريمه مصاريف الدراسة وليرحل من يرحل فالأرض واسعة والنسيان نعمة ..

مشاركة