الطاقة الكهربائية نعمة الإستقرار ونقمة الإستخدام
شهدت بداية الشتاء الحالي بعض الاستقرار النسبي في توفير الطاقة الكهربائية لعموم المدن العراقية وهذا واقع لايمكن لاي منصف نكرانه , بغض النظر عن الاموال التي انفقت من ميزانية الدولة لهذا القطاع الحيوي خلال عقد من السنين مما دعانا للتفاؤل والاستبشار بأمكانية الاستقرار التام للطاقة الكهربائية مع قادم الايام، وقد عادت الحياة للكثير من اجهزتنا المنزلية وعاودت نشاطها الذي كان راقدا في سبات عميق وبدأت تلبي البعض من احتياجاتنا اليومية المرتبطة باستقرار الطاقة الكهربائية الا ان هذه الاستفاقة من السبات لم تدم طويلا لصطدامها بكثرة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي خلال اليوم الواحد والتي تعود في تقديرنا المتواضع الى عدة عوامل، بعضها يعود الى انعدام ثقافة المواطن من ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية، واخرى ترجع لسوء التقدير الفعلي لاحتياجات الكمية المنتجة للطاقة من محطات توليد الطاقة الكهربائية المنتشرة في ارجاء البلد، فضلا عن اللامبالاة من قبل المواطن بوجه عام ومن بعض اصحاب المولدات بوجه خاص وجشع البعض منهم في التجاوز على الخطوط الناقلة للتيار الكهربائي بين الاحياء. ففي الوقت الذي يكون القطع للتيار الكهربائي مبرمجا داخل الحي الواحد بحيث يكون نصف الحي مزودا بالطاقة الكهربائية ونصفه الاخر بدون كهرباء للتناوب فيما بينهما نجد البعض من اصحاب المولدات الاهلية من ذوي الجشع وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه البلاد والعباد يعود الى تزويد النصف المنطفئ من الحي على حساب النصف الاخر الذي يكون منيرا من ذات الحي متجاوزا على الخطوط الناقلة للتيار الكهربائي مما ترتب على ذلك بروز ظاهرة تعطب محولات الكهرباء الفرعية التي تعود لدائرة الكهرباء الوطنية داخل الاحياء نتيجة الحمل الكبير الذي تتعرض له بسبب التجاوز من قبل اصحاب المولدات الاهلية، كل ذلك من اجل عدم تشغيل المولدة الاهلية في الفترة التي تكون فيها الطاقة الكهربائية متوافرة في احد نصفي الحي الواحد، وقد صدق القائل (مصائب قوم عند قوم فوائد) ففي الوقت الذي نعاني من عطب المحولات الفرعية واستمرار انقطاع التيار الكهربائي نتيجة لذلك العطب نجد ان صاحب المولدة الاهلية السيء الصيت ينعم بجني ثمارها لعدم التشغيل لتوافر التيار الكهربائي في نصف الحي الاخر والذي معظم افراده من المشتركين في ذات المولدة الاهلية ونحن بين هذا وذاك نعاني من نعمة استقرار الطاقة الكهربائية ونقمة استخدامها السيء .
ماهر امير شناوة – بغداد