الطائر الأخضر والأمل المنتظر – خليل ابراهيم العبيدي
لم تكن الخطوط الجوية العراقية ،، وهي تبلغ اليوم الثمانين ،، إلا أعرق متن حمل المسافرين ، تطوف بهم القارات منذ الخامسة و الأربعين من القرن العشرين ، لا يحد خطوطها منع دولي ولا حتى من الأوروپيين ، كانت مفخرة لنا أمام الاجانب من المسافرين ، ونحن في طائراتنا نقدم لهم مثلا لرقينا في المعاملة والخدمة بل وحتى بكلامنا ونحن اليهم متحدثين ، الكابتن نموذج في حسن الإستقبال ، والمضييفة في اناقتها كانت مضربا للامثال ، والنظافة تفتن الانظار ، ووجباتها العراقية بنكهاتها تنال الاستحسان والاقبال ، دون مواربة كانت دقيقة في مواعيد الإقلاع ومريحة في مواعيد الاتيان ، واليوم منتقدة دوليا من قبل منظمة الطيران ، ممنوع عليها التحليق في أجواء اتحاد الأورپيين ، يحرم من خدماتها المقيمين من العراقيين ، خسارتها لا تقدر بثمن لكثرتهم وهم إليها تواقين ، الأسباب عديدة منها سوء الادارة ومنها الفساد المبين ، منها ارتياد من لا يصلح لاعمال الطيران وخدمات المسافرين ، ومنها توظيف من لا يجيد لغات الاخرين ، ومنها تراجع سلوك المسافرين ، والاسف كل الأسف على طائر افتخر به العراق لسنين ، الامل كل الامل أن تعود الى ماضيها الرصين . بادارة تحاكي العصر ، تتقدم بالحلول المبتكرة، تتجاوز سوء المعاملة ، وضبط أوقات المغادرة ، الطيران عند الدول صار موضوعا للمفاخرة.