بكين- طوكيو – (أ ف ب) – واشنطن – الزمان
أعلنت الصين الجمعة وقف التعاون مع الولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأساسية بما في ذلك تغيّر المناخ ومكافحة المخدرات والمحادثات العسكرية، في ظل تدهور العلاقات بين القوتين بسبب تايوان ، وقالت واشنطن ان بكين تبالغ في رد فعلها على زيارة بيلوسي. حيث ردّت بكين بغضب على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها وتتعهد استعادتها وإن كان بالقوة .
واعلنت وزارة الخارجية الصينية الجمعة أنها ستفرض عقوبات على رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي
وبعد زيارتها إلى تايوان التي أثارت غضب بكين، أكدت بيلوسي في طوكيو المحطة الأخيرة في جولتها الآسيوية، أن الولايات المتحدة «لن تسمح» للصين بعزل الجزيرة.
وتعتبر الصين الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة جزءا لا يتجزأ من أراضيها. وقد ردت على الزيارة بتدريبات عسكرية واسعة غير مسبوقة حول الجزيرة، لا سيما إطلاق صواريخ بالستية كان يمكن أن يسقط بعضها في المنطقة.
ولم تعلق بيلوسي (82 عاما) على المناروات بشكل مباشر لكنها أكدت أن السياسيين الأميركيين يجب أن يتمكنوا من السفر إلى تايوان بحرية.
وقالت المسؤولة الأميركية في مؤتمر صحافي في طوكيو الجمعة أنهم «قد يحاولون عزل تايوان عن الزيارات أو المشاركة في أماكن أخرى، لكنهم لن يعزلوا تايوان عبر منعنا من السفر إلى هناك». وبعدما أشارت إلى أن بكين رفضت في الربيع الاستجابة لدعوة الولايات المتحدة السماح بمشاركة تايوان في الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية، قالت «لن يعزلوا تايوان عبر منعنا من الذهاب إلى هناك». وأضافت «قمنا بزيارات على مستوى عال (…) ولن نسمح لهم بعزل تايوان»، مشددة على أنهم «لا يملكون قرار تحديد تحركاتنا».
وحاصرت الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ديموقراطي منذ الخميس عبر إجراء سلسلة مناورات عسكرية ضخمة قوبلت بتنديد واسع من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
والجمعة، ذهبت وزارة خارجية أبعد من ذلك فعلّقت المحادثات والتعاون المرتبط بعدد من الاتفاقيات بين البلدين بشأن ملفّات من بينها مكافحة التغير المناخي.
تعهّد أكبر بلدين مسببين للتلوث في العالم العام الماضي العمل معا لتسريع التحرّك من أجل المناخ خلال العقد الجاري، وأكدا بأنهما سيعقدان اجتماعات دورية «للتعامل مع أزمة المناخ».لكن يبدو هذا الاتفاق في وضع هش حاليا مع تدهور العلاقات بشكل كبير، كما هو الحال بالنسبة للاتفاقيات المرتبطة بمسائل عديدة تبدأ بالمحادثات في الشؤون العسكرية ولا تنتهي عند التعاون لمكافحة المخدرات.
وأما بيلوسي التي فرضت بكين عقوبات عليها ردا على الزيارة، فدافعت عن موقفها مشيرة إلى أن واشنطن «لن تسمح» للصين بعزل تايوان.
من جهته، دعا رئيس الوزراء التايواني سو تسينغ-تشانغ حلفاء بلاده للضغط من أجل خفض التصعيد.
وقال للصحافيين «لم نتوقع أن يستعرض الجار الخبيث قوّته على عتبتنا وبأن يعرّض إلى الخطر بشكل تعسفي الممرات المائية الأكثر انشغالا في العالم عبر تدريباته العسكرية».
وذكرت بكين بأن المناورات ستستمر حتى منتصف نهار الأحد، بينما أعلنت تايبيه أن مقاتلات وسفنًا صينية عبرت «الخط الأوسط» الذي يمر عبر مضيق تايوان صباح الجمعة.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان «منذ الساعة الحادية عشرة، أجرت مجموعات عدة من طائرات حربية وسفن حربية صينية تدريبات حول مضيق تايوان وعبرت الخط الأوسط للمضيق».
وأوضحت في بيان لاحق بأن 68 طائرة صينية مقاتلة و13 سفينة حربية عبرت «الخط الأوسط» الواقع على طول مضيق تايوان خلال مناورات الجمعة.
وقالت الوزارة في بيان «ندين الجيش الشيوعي لعبوره المتعمّد الخط الأوسط للمضيق وقيامه بمضايقات في البحر والجو في محيط تايوان».
شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في جزيرة بينغتان مقاتلة تحلّق فوق المكان حيث التقط سياح صورا لها بينما حلّقت فوق الساحل.
كما شوهدت سفينة عسكرية صينية تبحر عبر مضيق تايوان.
أعلن الجيش الصيني أن التدريبات تضمنت «هجوما صاروخيا تقليديا» في المياه شرق تايوان.
وذكرت شبكة «سي سي تي في» الرسمية أن الصواريخ الصينية حلّقت مباشرة فوق تايوان.
وفي بينغتان، تباهى سياح من الداخل بقوة بلدهم العسكرية بمواجهة جارتها الأصغر بكثير.
وقال سائح يبلغ من العمر 40 عاما ويدعى ليو قدم من مقاطعة جيجيانغ لفرانس برس «وطننا الأم قوي. لا نخشى من دخول حرب مع تايوان أو الولايات المتحدة أو أي بلد في العالم».
وتابع «نأمل بتوحيد تايوان (مع الصين) قريبا. لا نخشى من أحد».
وأكد «بلدنا قوي. لا نرغب ببدء حرب، لكننا لا نخشى الآخرين».
يعتبر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين تايوان جزءا من الأراضي التابعة له وتعهّد استعادتها يوما ما، وإن كان بالقوة.
لكن حجم وكثافة التدريبات أثارت حفيظة الولايات المتحدة وقوى ديموقراطية أخرى.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد محادثات مع وزراء خارجية من دول جنوب شرق آسيا في بنمو بنه عن المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان «تمثّل هذه الأعمال الاستفزازية تصعيدا كبيرا».
وأضاف «الحقيقة هي أن زيارة رئيسة مجلس النواب كانت سلمية. لا يوجد مبرر لهذا الرد العسكري المتشدد والمبالغ فيه والتصعيدي».
وتقدّمت اليابان باحتجاج دبلوماسي رسمي ضد بكين إذ يُعتقد أن خمسة من الصواريخ سقطت في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة إليها.
ودانت أستراليا التي تربطها علاقات متوترة مع الصين أكبر شريك تجاري لها، المناورات على اعتبار أنها «مبالغ فيها ومزعزعة للاستقرار».
تجري المناورات في منطقة تعد من أكثر طرق الشحن نشاطا في العالم، وتستخدم في توريد أشباه الموصلات والمعدات الإلكترونية المنتجة في مصانع في شرق آسيا.