
بكين-(أ ف ب) – واشنطن- برلين- الزمان
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الى «الهدوء» لأن كل شي سيكون «على ما يرام»، وذلك في ظل احتدام الحرب التجارية التي أطلقها وتداعياتها على الأسواق العالمية.
وكتب ترامب عبر منصته «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي «ابقوا هادئين! كل شيء سيجري على ما يرام. الولايات المتحدة ستكون أكبر وأفضل من أي وقت مضى».
من جهته دعا المستشار الألماني العتيد فريدريش ميرتس الأربعاء الى «رد أوروبي مشترك» على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العديد من دول العالم، في ظل اضطراب الأسواق العالمية جراء الحرب التجارية.
وقال ميرتس خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن الاتفاق على تشكيل ائتلاف حكومي «علينا التوصل الى رد أوروبي مشترك على السياسات التجارية للولايات المتحدة».
وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن ودخلت حيز التنفيذ الأربعاء، تشكل «سقفا» إذا اختارت الدول الأخرى عدم الرد، داعيا شركاء الولايات المتحدة التجاريين إلى التفاوض.
وقال بيسنت في كلمة أمام جمعية المصرفيين الأميركيين في واشنطن «أعتقد أن ما لم يلاحظه كثيرون هو أن هذه الرسوم الجمركية تُمثل سقفا. إن لم ترد، فسيكون ذلك سقفا».
وأضاف وزير الخزانة الأميركي أن «الصين هي المدافع الرئيسي عن النظام التجاري العالمي، وهي الدولة الوحيدة التي دخلت في عملية تصعيد».
وحضّ الدول الأخرى، وخصوصا الاتحاد الأوروبي، على عدم اتباع المسار نفسه، بل وعدم التقارب مع بكين لتعويض الخسائر الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية، مؤكدا أن مثل هذا القرار سيكون «انتحاريا».
كما قلل سكوت بيسنت من أهمية الهبوط الأخير في الأسواق المالية، مؤكدا أن سياسات دونالد ترامب تهدف في المقام الأول إلى تعزيز «الاقتصاد الحقيقي».
وأضاف «لقد أصبحت وول ستريت أكثر ثراء من أي وقت مضى، ويمكنها مواصلة النمو والأداء الجيد».
فيما أعلنت الصين الأربعاء أنها ستزيد رسومها الجمركية الانتقامية على المنتجات الأميركية إلى 84%، بدلا من 34% كما كان مقررا، في تصعيد جديد للحرب التجارية بين بكين وواشنطن.
ودخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ على عشرات الشركاء التجاريين الأربعاء، وتبلغ نسبتها 104% على واردات المنتجات الصينية.
عارضت بكين باستمرار رفع الرسوم الجمركية وقالت الأربعاء إنها ستتخذ خطوات «حازمة وقوية» لحماية مصالحها.
وقالت وزارة المالية الصينية في بيان إن «نسبة الرسوم الجمركية الإضافية» سيتم «رفعها من 34% إلى 84%» اعتبارا من الخميس الساعة 12,01 بالتوقيت المحلي (04,01 بتوقيت غرينتش).
وأضافت الوزارة أن «تصعيد التعرفات الجمركية ضد الصين من قبل الولايات المتحدة يؤدي فقط إلى تراكم الأخطاء فوق الأخطاء وينتهك بشدة حقوق الصين ومصالحها المشروعة».
وشددت على أن إجراءات واشنطن «تلحق ضررا خطيرا بالنظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد».
بحسب البيان، قررت لجنة التعرفات الجمركية التابعة للحكومة الصينية رفع الرسوم الإضافية إلى 84% «وفقا للقوانين واللوائح الصينية» و»المبادئ الأساسية للقانون الدولي».
وكانت الصين قد أعلنت في وقت سابق عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على المنتجات الأميركية اعتبارا من 10 نيسان/أبريل.
ويثير هذا التصعيد بين بكين وواشنطن مخاوف من تراجع النمو العالمي ويتسبب بموجة من الذعر في أسواق الأسهم.
- «أحادية وقسرية» -
وفي أعقاب الزيادة الجديدة التي بلغت 50 نقطة مئوية في الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين بدأت إجراءات بموجب آلية تسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية.
وقال متحدث باسم وزارة المالية في بيان إن الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن «تسلط الضوء بشكل كامل على الطبيعة الأحادية والقسرية للتدابير الأميركية»، مضيفا أن الصين «ستدافع بحزم عن حقوقها ومصالحها المشروعة».
وتعليقا على التطورات، قال كبير الاقتصاديين في شركة بينبوينت لإدارة الأصول تشيوي تشانغ إن الصين «أرسلت اليوم إشارة واضحة مفادها أن الحكومة ستلتزم موقفها بشأن السياسات التجارية».
واضاف تشانغ «لا أتوقع مخرجا سريعا وسهلا من النزاع التجاري الحالي»، مضيفا أن «الأضرار على الاقتصادين ستصبح واضحة قريبا».
في بيان منفصل الأربعاء، قالت وزارة التجارة الصينية إنها ستدرج ست شركات أميركية للذكاء الاصطناعي على القائمة السوداء، من بينها شركتا «شيلد إيه آي إنك.» و»سييرا نيفادا كورب».
وجاء في البيان أن الشركات إما باعت أسلحة إلى تايوان وإما تعاونت في «التكنولوجيا العسكرية» مع الجزيرة.
من جهتها، دعت وزارة الثقافة والسياحة السياح الصينيين الأربعاء إلى «تقييم المخاطر بالكامل» قبل زيارة الولايات المتحدة، مشيرة خصوصا إلى «تدهور العلاقات التجارية الصينية الأميركية والوضع الأمني المحلي في الولايات المتحدة».
وأخيرا، دعت وزارة التعليم الصينية الطلاب إلى أن «يزيدوا من يقظتهم إذا كانوا يخططون للدراسة قريبا» في ولاية أوهايو الأميركية التي اعتمدت وفق بكين قانونا «يحتوي على أحكام غير مواتية للصين».



















