الصمت العربي إلى أين؟

العدوان الإسرائيلي

 

الصمت العربي إلى أين؟

 

 

لعل السبب الجوهري المتفق عليه والذي دفع بالكـــــــيان الصهيوني في عام 2009 ومؤخرا الى التخطيط والتدبير لشن هجوم عسكري واسع النطاق على قطــــــــــاع غزة الآهل بالسكان المدنيين ،وكذا الحال على غيرها من المدن الفلسطينية الاخرى في عدوانات سابقة راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والمعوقيـن يكمن في تخاذل الموقف العربي الرسمي ليس في اتجاه مادار من احداث واهوال على الساحـــة الفلسطينية التي ظلت وللأسف مخضبة بالدماء الزكية للأطفال الرضع والأحداث والنساء والشيــــــوخ بل هناك مناطق منكوبة في بلداننا العربية باتت هي الاخرى تعاني من المشكلة ذاتها ،وهذه التداعيات الخطيرة لم تمر دون رد بل اثارت انتباه ومشاعر الرأي العام العربي والعالمي الى حيث الارتقاء بمستوى التعبـــــــــير عن حالة الغضب الشعبي الذي تجسد كعادته في تنظيم مسيرات سلمية راجلة تندد بهمجية العدو وجبن الحكام العرب الذي وصل الى حد غير قابل للسكوت عليه والتعويل على من هم كــــــــــانوا السبب في تفاقم الاوضاع في الاراضي العربية المحتلة والتمهيد بطريقة او بأخرى لأبتلاع القضية الفلسطينية ،وبـــــــــلا شك فلقد اثبتت التطورات الاخيرة الحاصلة في القطاع المذكور استسلام العدو للأخفاق وفقدانه للمعنويات قبـــــل ان يجهز على تدمير القطاع وتحويله الى اطلال وخرائب عبر آلته العسكرية المتطورة وذلك بفضل الثبات المتــــصل والمتواصل والذي حظي به الرجال منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا ،وهل كــــــــــان كل الذي جرى يكفي ليتيقن الملوك والحكام والرؤساء العرب من ان الكيان الصهيوني ماض في تكـــــريس المخطط الاستيطاني على حساب الشعب الفلسطيني والضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط ؟ومن هنا لاعبرة بمبادرة من بادر لوقف العمليات العسكرية من الجانبين وسحب قوات الجيش الاسرائيلي خارج القطاع واكتفى بذلك حصرا أهو هذا الصراط الى النجاة من آلة الحرب الصهيونية ولأنتزاع الارض المقدسة فباقي الاراضــــــي الاخرى المسلوبة ؟اذن باختصار فالعبرة هي بحضور الموقف العربي الرسمي المسؤول والعازم على توحيد الطاقات العربيـــة الغفيرة قولا وعملا كسلاح ضارب في المعركة وحاسم للنزاع القائم لصالح الفريق المحق لا بالمبــــــادرات الاستسلامية.

 

 

جاسم محمد حمزة-كربلاء