الصادق الأمين
نتخذ من الكذب احياناً أسباباً ونضع لهُ مبررات نقتنع نحن بها ، لنحافظ على من نحب في حياتنا ..وننسى أن الكذب من أسوأ القرارات التي سنندم كثيراً عليها فيما بعد .. كم مرة كذبت على من تحبهم ؟
كم مرة كذبت على غريب لا تعرفهُ ولا يعرفك ؟
والأهم من كل ذلك كم مرة كذبت على نفسك وصدقت كذبتك حق التصديق لدرجة إنك آمنت بها وكأنها هي الصواب والحقيقة !
لما نكذب لما نقرر أن نحمل صفة النفاق في أعماقنا حتى تمتد جذورها شيئا فشيء فلا يعد بإستطاعتك أن تمارس حياتك بطبيعية من دونها .. ستشعر إنها تنقصك وهي حالتك الإعتيادية التي ترتاح كثيراً لها .
ستقولون من يرتاح للكذب ؟!
الكثير يا أعزائي وربما أنت واحداً منهم من يتخذ الكذب طوق النجاة لهُ بسبب خوفهُ من قول الحقيقة التي يحرص على أن يخبأها .. لسبب أو لآخر سوف يستمر في كل مرة يتعاطاه لينجو مجدداً في الإختباء خلف ظلال الكذب وظلمهُ ، والكاذب أول المظلومين بسبب كذبهُ وتتوالى المرات ويصبح أخونا كاذباً والجميع مُصدقاً لهُ . بهذا الشكل يصبح الكذب عادة لا يلاحظها الإنسان في نفسهُ وربما يعتاد عليها الناس منهُ فينعتوه بالكاذب والمحتال ويتهامسون عليهِ بعد مغادرتهُ لمجالسهم . وإن حدث و أمتنع عن الكذب ستبقى الصفة ملازمة لهُ ملتصقة مع أسمه .
نَحْن يحزننا الكذب ممن نحبهم ونتمنى أن نواجههم نتمنى إن لم يكن حبل الكذب قصيرا لنكتشف حقيقتهم وننظر إليهم بعيون الحقيقة التي ماعادت تليق بهم وينزلون من مقامهم العالي لمرحلة نتجنب فيها التعامل معهم لكي لا نواجه من جديد كذباتهم . فقدنا الثقة بهم وفقدنا الرغبة في التواصل معهم هذا هو ما يحصل حين نمارس الكذب على من نحبهم البعض يعتبرهُ أمرا لا يستدعي القلق فالكذب بالنسبة لهم أشكال وألوان لا حصر لها ومن الطبيعي إستخدامها فيتحول حضورهم وكلامهم لا قيمة له بين الناس من حولهم .
حال الكذب كحال الكثير من العادات السيئة التي خرجت عن حدود العيب والحرام التي تنافى عاداتنا وتقاليدنا والأخلاق والمبادئ التي يحرص عليها ديننا الإسلام .. من الضروري أن نستعيد الأخلاق والقيم ونربي أبناءنا على أسسها ، من الضروري أن لا نمارس الكذب بألوانه حتى الأبيض منها ، من الضروري أن نتحلى بصفات تجعل أمتنا ومجتمعاتنا تستعيد عافيتها من خلالنا . كل واحداً منا مسؤول عن ذاته وعن من حولهُ بتقديم النصح والموعظة لهم لعل في كلامك ومواجهتك لهم بحقيقة أفعالهم شيء ما يصلحهم .
الكذب ليس هو الصفة الوحيدة لكنه كان كنموذج عن مُجمل الصفات والعادات القريبة والبعيدة عنه ولا مجال لذكرها لكن علينا الحذر ..شديد الحذر من إتباعها أو إتخاذ الصمت على من يتبعها .
واذكر هنا قَول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).
تمارة عماد