تلك الكتب
الصادر عن المهرجانات والندوات – مقالات – رزاق إبراهيم حسن
تعد المهرجانات والندوات الثقفاية والادبية من اهم وابرز مواقع اللقاء بين المثقفين الذين تجمعهم اختصاصات ادبية وثقافية معينة، وهي ايضا مواقع للقاء المباشر بين هؤلاء المثقفين وبين الجمهور، وقد تكون ايضا ساحة للحوار المباشر والساخن بين المثقفين انفسهم، وبين المثقفين والجمهور، وتكون من مواقع طرح الاشكاليات المعقدة المطروحة في الكتب والصحافة الادبية، ومحاولة تناولها في اطار الحوار، وما يترشح عنه من اسئلة واجوبة واضافة الى ذلك فان الندوات والمهرجانات غالبا ما تجمع بين الاعمال الابداعية والتنظير النقدي، بين هذه الاعمال والنظريات الادبية، حيث تقدم من خلال ذلك متابعة جادة لما تقدمه الكتب والصحافة الادبية، او تقدم اسبقية على ما تطرحه هذه الكتب والصحافة، ويفضل بعض النقاد والباحثين والمترجمين طرح الاراء والافكار الجديدة من خلال المهرجانات والندوات لانها تجعل الادباء شهوداً فضلا عن دورهم في الحوار والنقاش، والتاكيد على ما هو جديد ومتميز.
ومما يعطي المطروح في الندوات والمهرجانات اهمية خاصة انه يضع المطروح فيها امام وسائل الاعلام من اخبار، وملفات وتغطية موسعة، وقد تقدم عنها متابعات تحمل بعض الاقتراحات والتوصيات التي تتواصل وتتفاعل مع اهدافها، وما يطرح فيها من موضوعات.
ولاهمية ما يطرح في الندوات والمهرجانات فقد اخذت المؤسسات والجهات التي تشرف عليها، وتتولى عقدها بجمع ما يقدم فيها من اعمال ابداعية ودراسات ومقالات نقدية، وطبعها في كتب، تكون فيها الاعمال الابداعية في كتاب، والدراسات النقدية في كتاب وقد تكون الاعمال الابداعية والدراسات والمقالات النقدية في كتب مكونة من اجزاء عدة ذات احجام كبيرة.
ومع اهمية التوثيق، ودور هذه الكتب في توثيق ما يطرح في الندوات والمهرجانات فان الهدف منها ليس توثيقيا فقط، وانما هي مثل كتب الدراسات والمقالات النقدية والاعمال الابداعية يمكن اعتمادها من مصادر ومراجع الدراسات والمقالات الادبية ويمكن ان توفر مادة ادبية للرسائل والاطروحات الجامعية وتوفر وثائق مهمة لدراسة العلاقة بين الادب والمجتمع، والادب والسياسة ايضاً.
ويبدو ان اغلبية الدراسات والبحوث النقدية في الادب العربي لا تعد ما يطرح في المهرجانات والندوات من المصادر والمراجع المعتمدة والجديرة بالاهتمام، لانها كما افترض تعدها نتاج ظروف انية، او انها تكرر ما يطرح في المؤلفات والصحافة الثقافية، او انها لا تقدم الجهد الذي يبذل في الدراسات والمؤلفات الساعية لنيل شهادة علمية، او تناول موضوعات معينة.
ولعل هناك من يرى : ان الندوات والمهرجانات تقدم ما ينسجم مع وقت انعقادها، اذ تطلب من المشاركين مواد في اطار وقت الانعقاد، حتى وان كانت مكونة من ورقة واحدة، او تقدم ارتجالاً، الامر الذي يتطلب من المشرفين على الندوات والمهرجانات التاكيد على تقديم اعمال ابداعية ونقدية جديدة، وعدم تكرارها نشرا ومشاركة في مهرجانات وندوات اخرى، والاشارة الى التكرار في مقدمات هذه الاعمال لكي يكون المستفيد منها في البحث والدراسة على بينة من امره، ما يحتاجه من تعامل مع مواد هذه المهرجانات والندوات.


















