الشيب الأسود

الشيب الأسود
كل شيء في الحياة يخلق صغيرا ثم يكبر او يبدا كصفحة بيضاء ثم يكون للزمن الدور في تغيير لونها وهذا ما يحصل عندما نمد اوراقنا الناصعة البياض ويبدا الفحم الاسود لذلك القلم برسم السطور التي تحكي وقائع الحياة وتجاربها.
ونجد بان البياض قد انزاح فجأة لكثرة سرد تلك الذكريات والاحداث التي تمر امام اعيننا وهذا ما تترجمه عقولنا عند شروق الشمس في ساعات الصباح البيضاء فنغدو بها الى العمل او الدراسة وغير ذلك من اساليب ننهجها يوميا وكالعادة ثم تتساقط الدقائق والساعات ذلك اليوم الذي تعدى دون ان نتمكن من التدخل في غيبياته التي لا يعلم بها الا الله تبارك وتعالى وهذا ما يحدث ايضا لذلك الطفل الذي شق طريقه وفتح الابواب لدخول عالمه الغريب جاهلا للشخصية التي سوف تصقله بها وطباعه التي سوف تكون مشابها في حالته هذه تلك الورقة البيضاء التي ملائها الحياة بسطور من الطباع التي تعامل بها مع تلك الطبيعة وذلك العالم الجديد.
وتبدأ الاعوام عاما بعد اخر تنقش في وجهه تجاعيدا ويدا صلبة تحمل في شقوقها ذكريات الحاضر والماضي وما ال به المستقبل.
وعكس هذا وذاك ما حصل لخصال شعره الذي بدا اسود اللون ولمعته الايام حتى بات ابيضا بحلوها ومرها وكانه مؤلف من كتاب لا يخلو من عبر.
ابراهيم عبد الله محمد بغداد

/8/2012 Issue 4265 – Date 1 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4265 التاريخ 1»8»2012
AZPPPL

مشاركة