الشهداء بين أمس واليوم

الشهداء بين أمس واليوم
الى الشهداء الذين سقطوا في انفجار حي الاساتذه في محافظة بابل
1- الشهيد مجيد عبودي علي 2- الشهيد مروان اياد 3- الشهيد مصطفى حميد عبودي 4- الشهيد علي مجيد عبودي
يحدث فوق سطح الكرة الارضية زلازل كثيرة. هما بنوعين:- احداهما ذكر اسم سورته في المصحف الشريف. والاخر يصنع من عمل الشيطان، يزيل كثافة السكان، ويدمر بنية الجدران، وكل زلزال فيه نار ودخان. فجئة تحولت صورته الى حيوان كلون ظلام الليل الدامس يقفز بحركات بهلوانية ويصرخ بجنون. يختفي وبعدها يتحول الى صورة اخرى، امرأة حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد اخرجت مرآتها لتحدق في وجهها الشاحب القبيح، تعدل شعرها كالحرير وتضعه فوق اكتافه المنسدل رمت المرأة بحركة سريعة وبغضب مرآتها في حقيبته الجلدية صارت المراة كطير البومة غريبة الاطوار، عنيدة ومتكبرة جاءت لاول مرة لهذا المكان مقابل محله في بداية احد الاحياء الواقعة على شمال شرع 60. كان الرجل مشغولا بسماع دعاء الصباح عبر المذياع اخذت شفته المتعطشة لالفاض الدعاء تردد الكلمات وراء القارئ. تذكر الرجل قبل ان يرتحل عن بيته القديم في الريف بان هنالك مصاعب كثيرة اتعبته من كثرة الاملاح التي تتكاثر في ارضه وغلاء البذور وزيادة اسعار السماد والحراثة. جاء الرجل للمدينة ليستقر فيها بحثا عن لقمة الحلال لكسبها بعرق جبينه. اخذت تتردد عليه زبائن كثيرة لصدقه في العمل وتكريما لاخلاقه يعمل من اجل الخير كل يوم يخرج الى محله لايفرط بساعات العمل خلال النهار الصيفي او الشتوي ويرجع لبيته عند الغروب يحمل اكياسا سوداء في داخلها فاكهة متعددة الاسماء وخضار متنوعه قبل ان يختتم الدعاء كلماته الاخيرة طلب الرجل من عمليه الصغار ان يطردا هذه المرأة المشؤومة من امام محله كانها طير بومة جاءت في هذا الصباح لتبعد الرزق عنه خلال ساعات النهار تصوره الارهاب انه ضابط يعمل في وزارتي الدفاع او الداخلية يتقاضى راتبا شهريا، هنالك تغير رايه يقول بانه يعمل مهندسا يعمل في احدى دوائر الدولة قامت البومة بتغيير عدة طرق لمجرى ابعاد الرزق ركض الطفلان خلفها فلم يستطيعا الامساك بها. اقترب قرص الشمس البازغ من خلف البنايات الشاهقة حتى وصلت لشارع 60 تزداد اشعتها سخونة للمكان واذا بزلزال من عمل الشيطان يختلف عن بقية الزلازل التي تحدث على الكرة الارضية انه عنيف لن تظهر فيه نار بل فقط دخان اسود ارتفع الى السماء يمتلك الات حادة كالات الجزار يذبح بها شاة او بقرة قامت بتقطيع الجثة وحولته الى اشلاء تملأ المحل بها خيم الحزن مباشرة وتحول ديكوره الجميل الى خربة تمناه الارهاب الذي لا يرحم المملوء قساوة قلبه واصبح الشهداء نخلة شامخة ومعها الفسائل مباركة تعطي ثمارا ناضجة كحلاوة تطعم الصائمون عند الافطار اقترب احد افراد عائلته يهتف بلا وعي وشعور ودموعه تسيل كالشلال ويضيف لماذا اختير هذا الكاسب في هذه الساعة الاولى من الصباح لكونه يجلب لقمة العيش لاطفاله الذين ينتظرونه عن الغروب ويضيف بصوت مبحوح: ستبقون يا شهداء امس واليوم شامخون كالساريات بعز فخر ويبقى بلدنا بلد يطرد الارهاب مثلما هزم الله جند الاحباش عندا غزوا مكة المكرمة لرفع الحجر الاسود عن الكعبة بحبة صغير تحملها طيور الابابيل وانهزموا خائبين.
كاظم عبدان النجفي – بابل
/7/2012 24 Issue 4259 – Date Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4259 التاريخ 24»7»2012
AZPPPL

مشاركة