الشلل الإنساني
– ان اغلب الافكار المتشددة سلبياً والحركات المتطرفة الخطرة ناتجة عن أشخاص مصابين بالشلل الإنساني وضمور في عضلات إنسانية الإنسان وتشقق في خلايا الوعي و الوجدان , ولهذا المرض أعراض متعددة واشكال مختلفة , وكلما كانت درجة الاصابة بهذا المرض مرتفعة كلما كانت تلك الافكار اشد همجية والحركات اكثر اجرامية وفي نفس الوقت كلما صعب علاجه والتخلص من آثاره , فهناك حالات يمكن علاجها وتداركها اذا كانت في مرحلة مبكرة او بدرجات غير خطرة او مخيفة , وقد يكون الكثير من كيان بنو البشر اصيبوا يوماً ما بدرجة من درجات هذا الشلل تارةً تكون نتيجة لعدم حقن العقل أو الوجدان بلقاح يقي من الاصابة بهذا الشلل وتارةً نتيجة لتوفر مناخ ملائم للإصابة بهِ او لمرافقة اشخاص مصابين بدرجة عالية بهذا المرض او نتيجة ضعف الوعي وضيق الإدراك وغياب البصيرة اوصغر السن الوجداني والمعرفي , ولكن عندما يتحرر ذلك الشخص من تلك البيئة الملوثة بميكروبات هذا المرض ومن عبودية تلك المجموعات التي تحتضن هذا المرض أو يعي مدى خطر الاندماج والاستسلام لمدمني هذا المرض وطاعة آرائهم مهما كانت والانخداع بالجلباب الذي يغطي تشوهاتهم و وحشيتهم ويتخلص من مرحلة قشرية القراءة , سوف يتمكن من السير بشكل سليم ويتخلص من ازمات ذلك الشلل المرير . وعندما ينتشر هذا المرض في مجتمع ما سوف يهدَم قلاعه الاجتماعية وجسور التعايش التي تربط افراده , وقد ينتشر هذا المرض بسبب حاكم عنصري او رجل دين متطرف او حزب قومي ملوث او اعلام طائفي متوحش او ايدلوجيات ضلامية او روايات وافكار مشوهة دونها مزيفين لتبرير الحكام السفاحين ولأسباب سلطوية ملوثة خالية من حروف السلام ونسبوها لشخصيات عظيمة ليتمكنوا من ارغام البسطاء على قرائتها, وهكذا الكثير من الاسباب , فكما ذكرت سابقاً ان هذا المرض فيه درجات , كذلك لهُ مواسم مناخية واشكال متعددة واساليب مختلفة لإختراق ذات الفرد , وعندما تروني ابكي على طفل قطعوا رأسه لأن اباه يدين بديانتي وينتمي الى طائفتي , ولا ابالي لطفلاً قطعوا رأسه لأنه ابيه لا يدين بديانتي ولا ينتمي الى طائفتي , فأعلموا حينها انني مصاب بمرض الشلل الإنساني , وعندما تروني اغضب واثور لفتاة أغتُصبت وأُخذت سبية لإنها تنتمي الى قوميتي , ولا ابالي لفتاة اُغتصبت واخذت سبية لأنها من قومية أخرى فأعلموا حينها انني مصاب بمرض الشلل الإنساني , وعندما تروني اكافح من اجل الفقراء البيض وامد لهم يد المعونة لأنهم من لوني , واغض الطرف ولا ابالي للفقراء السود لإنهم من من لون آخر ؛ فأعلموا حينها انني مصاب بمرض الشلل الإنساني , وعندما تروني اطالب بحقوق الرجال المضلومين والمضطهدين لأنهم من جنسي , ولا ابالي للنساء المظلومات والمضطهدات لأنهن من جنس آخر ؛ فأعلموا حينها انني مصاب بمرض الشلل الإنساني , وعندما تروني اوالي الحاكم الظالم لأنه من قوميتي او يدين بديني او لأنه من لوني او جنسي واخذل الحاكم العادل لأنه من لا ينتمي لقوميتي او يدين بغير ديانتي او من غير لوني او جنسي , فأعلموا حينها انني مصاب بمرض الشلل الإنساني .
حسن هادي الطائي – القادسية