الشقة الملعونة

قصة قصيرة        (3)

 

الشقة الملعونة

 

 

ما ان انتهيا من عشاءهما خرجا وهي تحتضن ذراعه وسارا صوب الشقة.. ودخلا الشقة واسامة يقرأ اية الكرسي ثلاثا.. وما ان جلس حتى قال لنرمين: لاول مرة اشتري ثيابا نسائية واريد ان اعرف رأيك بذوقي.. وناولها ما اشتراه من البوتيك فقالت وهي فرحة: وهل ما اشتريته كان لي.. فقال: ومن غيرك.. فاخذت منه الكيس ودخلت غرفتها.. وكان ينتظر ظهورها بفارغ الصبر فلم يسبق له وان شاهدها بثياب البيت.. ولحظات وكانت كالقمر في ليلة كماله وهي ترتدي ثوبا قصيرا يكشف الكثير من صدرها واردافها وسيقانها.. وبلون احمر مشعا.. ووقفت امامه.. وهي تقول: فعلا انت ذواق.. فقال لها: شكرا لفي حول نفسك.. فاخذت تدور ثلاث او اربع مرات حتى وصلت لعنده ولترتمي باحضانه ويأخذها بكل رقة ويجلسها بحجره ويغوصا في قبلة كبيرة وهي الاولى بينهما.. اما هو فيكاد يعمى عليه من السعادة والفرح.. بعد ان اثارت كل شجونه.. وكل عواطفه.. وقبلها من كل مكان قد لاحته شفتيه.. وقال: اليس من الحرام ان تحرميني منك بلا داع.. ونخفي علاقتنا عن الجميع.. نحن لا نفعل ما يغضب الله.. نرمين: وهل تعتقد اني راضية على ذلك ولكن.. وقاطعها.. نرمين بلا لكن الامر اما ان يكون اسود او ابيض.. فضحكت وقالت وهي تلف يدها حول عنقه: اريد ان يكون كل شيء ابيضا وانا موافقة على طلبك.. وما ان قالت ذلك حتى نهض واقفا واوقفها امامه.. وقال: اوعدك بانك سوف لن تندمي يوما على قرارك هذا.. فاجابته: انا متأكدة من ذلك.. وقبلها من جبينها.. وطلبت منه استبدال ملابسه ريثما تعمل فنجان قهوة.. فاستبدل ملابسه وجلس بانتظارها وهو يشاهد التلفاز وجاءت تحمل فنجانين من القهوة.. وجلست الى جواره.. وتحادثا كثيرا واتفقا على اعلان خطوبتهما والشروع بالتجهيز للزواج.. وامتدت سهرتهما الى ساعات متأخرة من الليل..

 

ونام هو في الاستقبال بينما هي نامت في غرفتها ومرت عليهما تلك الليلة دون حادثة تذكر.. ولاول مرة تنام نرمين باطمئنان كبير وملئ الاجفان.

 

وفي المصرف تلقى نرمين واسامة التهاني الخاصة بمناسبة خطبتيهما متمنين لهما حياة سعيدة هانئة.

 

وشرعا نرمين واسامة بالتحضير لزواجهما واتفقا على ان يتم زواجهما في شقة نرمين ولا يحتاجان الا الى غرفة نوم لنفرين وانتهيا فعلا من كافة الترتيبات لزواجهما.

 

الا ان نرمين كانت تلاحظ ان بعض الاواني تكون في غير محلها او متناثرة على الارض.. وكثيرا ما كانت نرمين تتعثر وتقع ارضا بعد وجود حاجيات على الارض لم تكن موجودة اساسا وفي الاونة الاخيرة كانت تشعر بان هناك من يخنقها ليلا وهي نائمة.

 

وعلى الرغم من معاودة اسامة العزيمة مرة اخرى في الشقة الا ان  معاناة نرمين بقيت كما هي خائفة من كل شيء وقد عاد الطرق على الباب.. واصوات الاواني وهي تطقطق وكانها تقع على الارض من مرتفع.. او تغلق الابواب وتفتح لوحدها وذات مساء وهي جالسة في الاستقبال وتتناول شايا.. طار الكوب من يدها وكان احدا قد ضربها على يدها فنهضت راكضة صوب غرفتها فوقعت ارضا  وترك  ذلك جرحا عميقا في ساعدها فارتدت ملابسها على عجلة وتركت الشقة وقصت على اسامة ما حصل  معها.. فذهبت الى بيت صديقتها  (لمياء) بينما ذهب هو الى الشقة ووجد ان كل شيء هادئا ومرتبا.

 

ورفضت نرمين العودة الى الشقة ريثما يجدا مكانا جديدا للانتقال اليه.. وبعد ايام تم العثور على مشتمل ارضي انتقلوا اليه تاركين الشقة الملعونة مع اللغز الذي يلفها والذي لا يعرف احدا ماهيته.. كما تلقت التهاني من الجميع لسلامتها وخروجها  سالمة من الشقة.. وقيل ان صاحب الشقة قد قتل وبقيت روحه معلقة في الشقة والروايات التي تروى كثيرة ومنهم من يقول انه ملك صالح.. يرفض ان يكون في الشقة ما يدنسها وهناك حوادث عدة حدثت فيها مما جعلها شقة ملعونة.. لا يسكنها احد.. وتم تحديد موعد زفاف نرمين واسامة وكانت حفلة زفافهما كبيرة رائعة واقيمت في احدى القاعات الصيفية وبينما كانت نرمين ترفل باثواب عرسها البيض كانت اية من ايات الجمال وكانت فرحة الاصدقاء كبيرة بهما.. وكانت اكاليل الورد منتشرة في كل مكان وسط زغاريد ورقصات الاهل والاصدقاء تم زفافهما الى بيتهما الجديد.. وليكون هذا اليوم هو البداية لحياة جديدة بكل ما فيها.. وبعيدا عن منغصات الحياة.

 

محمد عباس اللامي – بغداد

 

مشاركة