الشعور بالمسؤولية

الشعور بالمسؤولية

ونحن على اعتاب نهاية الدورة البرلمانية الثانية ورغم الموازنات السنوية العملاقة التي انفقت خلال الثماني سنوات الماضية فلاتزال احياء اطراف العاصمة الحبيبة بغداد تعاني من نقص واضح وملومس في الخدمات الاساسية والبنى التحتية.

فشوارعها مازالت غير مبلطة ومياه الشرب اضحت معضلة تفتك بسكان تلك الاحياء  وانابيب المجاري مخسفة وما يرافقها من اختلاط المياه الثقيلة المنقولة بواسطتها مع مياه الشرب تسببت في تفشي الامرا ض الوبائية التي لم ولن يكتشف لها علاج في معظم دول العالم حتى الان ومشكلة  بعد مدارس الاطفال وازدواج الدوام فيها  مازالت قائمة  حتى يومنا هذا.

ومع مناشدة مواطني تلك الاحياء للمسؤولين الا انهم لم يقدموا الحلول الجذرية والشاملة  لتلك المعاناة.

وكان المسؤول ما ان يتم انتخابه حتى يتربع على كرسي مكتبه ولا يفارقه  مستغلا اوقات دوامه الرسمي بالتوقيع على البريد، فهذه النظرة التقليدية للمسؤولية هي التي ادت الى قلة   الخدمات وتفاقم ازمات المواطنين وسوء الادارة  وتفشي الفساد، مما يقتضي على المسؤول النزول الى الميدان  والتماس المباشر بالمواطنين لكي يتعرف على مواطن الخلل في عمله وتقييم اداء دائرته ومن ثم وضع الحلول النافعة لابناء منطقته لاسيما الذين انتخبوه  واوصلوه الى سده المسؤولية لا ان يتسلق على اكتاف المحرومين من الخدمات  للوصول الى اعلى سلم المسؤولية ثم التنصل عنهم ووضع سور يبعده عن جماهيره  غير صاغيا لمناشداتهم ومعاناتهم.

فالمسؤولية عطاء وتشريف وبرا بالوعود وليست رياء وتحريفا ونقضا للعهود وللمواطنين من الحقوق الدستورية ما تكفل له العيش الكريم ويجب ان تصان تلك الحقوق ومن ابسطها توفير الخدمات الاساسية العامة للعيش الانساني.

ماهر امير شناوة – بغداد

مشاركة