الشباب أمل المستقبل

الشباب أمل المستقبل

 ان الشباب بعقولهم وطاقاتهم يتطلعون الى بناء بلدهم ويشكلون عنصرا اساسيا وغنيا بالطاقات الكبيرة والواهب الرائعة وكلهم عزم وايمان في الدفاع عن الوطن وكل من موقعه وما يتوفر له فرصة في مجالات العمل والبناء والشباب هي تلك الفترة العمرية ما بين الطفولة والبلوغ، وتوصف بأنها فترة من النمو البدني والنفسي من سن البلوغ إلى مرحلة النضج والبلوغ المبكر وتختلف المصطلحات لتحديد الفترة العمرية المحددة التي تشكل الشباب ..

فقد لايتوافق نضج الافراد الفعلي مع عمره فمصطلح شاب يرمز أيضا إلى صغر السن وهي كلمة بديلة للكلمة المطلقة علميا (المراهق) والمصطلحات الشائعة عن سن المراهقة وهناك مصطلح اخر هو اليافع أو الفتي..ويحاول الشباب في المرحلة الجامعية الوصول الى اهدافهم الشخصية في قمة النضوج تحت شعار (الدنيا ربيع والجو بديع) واذا بسنوات الدراسة تذهب سريعة لعذوبتها لتأتي هموم البحث عن فرص عمل التي غدت شحيحة كالطاقة الكهربائية ومفردات التموينية وكم من احلام وردية لهؤلاء الشباب غدت سرابا بعد التخرج ..

اما الكهول الذين يزحفون الى خريف العمر فالبعض منهم يحاول التمسك بأنه مازال شابا مع أنه يخطو في تثاقل نحو مؤخرة الصف الطويل مع الشباب لتعدد الامراض التي غزت جسده وجاءت الشيخوخة وولى الشباب ببهائه واتى خريف العمر باوجاعه وامراضه وهو يستند الى الجدار خلفه بعد ان اكمل حديثه مع نفسه ….

اه ايها الزمن وهو واقف في مكانه يتوكأ على عصاه – تحمله مرة وتنوء بحمله مرات، فيتعثر ويواصل .. انها مسيرة الحياة تمضى هكذا وتخرج من صدره تنهيدة عميقة وسرح بخياله في (زمان رايح) ومن بين السفر في الخيال  والذكرى افاق على صوت بجانبه يدعو بهدوء واحترام الى دوره بالدخول الى طبيب (السكر والغدد) ومع ذلك يصر بانه في ريعان الشباب وان أنتقده أحدهم ان ذلك الزي لايناسب عمره حتى ينتفض رافضا (على أساس أني هاز كاروك) وبعض الميسورين يحاول جاهدا الاقتران بزوجة تصغره عشرات السنوات لكي يشعر انه مازال في ربيع عمره الا انه مع اول نزلة برد (كانونية) ترتفع في صدره موجات (الكحة) المتواصلة وضغط الدم والكولسترول ولايفيد معه لا (الكباب والمعلاك ولا الجلاوي) الا انه يصر على انه  ما زال شابا  بل بعضهم  يحاول العودة الى المراهقة المتأخرة من خلال (طلاء الشعر وتغييب الشيب) وارتداء ملابس ملونة شبابية حديثة تتضمن (طيور وفراشات وتوم وجيري والكابتن ماجد) وتجده يطلق عبارات الحب لبعض الفتيات في الاماكن العامة وسط ضحكاتهن.

وهكذا لابد من الاقرار بأن  لكل وقت ظروفه ولكل عمر مزاياه وامراضه ورحم الله من عرف قدرنفسه كما ان على الجهات الرسمية توفير فرص العمل امام الشباب دون ان يندفعوا الى مستقبل مجهول والتفكير بالهجرة الى خارج البلد وبالتالي ضياع تلك الطاقات دون فائدة ..

عقيل المكصوصي

مشاركة