الشاعر كامل الزهيري الوشم وغبار الموسيق

الشاعر كامل الزهيري الوشم وغبار الموسيق

 

احمد جبار غرب

 

منذ سنوات العشق الاولى للكتاب . وارتيادنا سوق السراي الذي كان في ذلك الوقت السوق الرئيسي لبيع الكتب وبحثنا في المكتبات منذ ( عندما يسقط الوشم عن وجه امي ) كانت البداية مع شوقي كريم حسن لم أره او التقي به كنت اسمع عنه فقط وكانت رؤيتي له اثناء التحقيق معي في اتحاد الطلبة في مدرستي المسائية حيث كان ضيفا على الاتحاد لانه من طلاب نفس الثانوية ولكنه سبقنا بالتخرج وله اصدقاء هناك . قرأت له وقرأت لكثيرين غيره لكني كنت اعود اليه ولم اكن اعرف السبب في هذه العودة ولكني عندما قرأت ( كهف البوم.. ممر الياقوت ) عرفت السبب وجدت مايسحبني ويعيدني الى كل احلام سبعينياتنا وجدتني ابكي في مواقف لا تدعو للبكاء اصلا . لكنه السحر.. سحر الكلمات والتمكن من اللغة ومعرفة محاورة النفوس ، بأطلاق الأسئلة واحيانا العوم والغوص في لجج الاجوبة . شوقي كريم حسن كتب الكثير لكنه عندما كتب ( كهف البوم .. ممر الياقوت ) حسبت انه لن يكتب بعدها ولكن ، هذا العطاء الثر أبا الاّ يتوقف ليتحفنا بمسرحيات وروايات زادت من رصيد معاناتنا في هذا العشق المطوح بنا في سموات الاسئلة القاذفة بنا في آتون مواجهة النفس واستكناه العبر. الصياغة في كهف البوم كانت اروع ما قرأت لشوقي ولملمة الاحداث واطلاقها في وقت واحد تصل الى الى درجة الثواني احيانا ، جعل مني قادرا على القول وانا واثق كل الثقة انه اختلف عن الكثيرين واشير الى ذلك كوني لست ناقدا ولم احلم ان اكون ناقدا في يوم من الايام ولكن كمتلقٍ استطيع ان اشير الى هذه الحالة فتجميع الافكار والاحداث وبثها في لحظة واحدة لهي من اصعب الامور على الكاتب فما بالك بالمتلقي ، بينما نجد في كهف البوم سلاسة في الطرح وفي التلقي . (الموازن ) المسرحية التي تحدثت عن واقعة الطف والتي تطرح فيها شوقي كريم حسن فكرته التي يؤمن بها وهي فكرة عدم الغاء الاخر والتي هي من ضمن مجموعة افكار عرفت انه يؤمن بها من خلال قراءاتي له ومن خلال معرفتي الشخصية له ايضا ، فلقد امتازت الموازن في طرح هذه الفكرة حتى نصل الى مايدور في مخيلة ومدارك (الشمر ) نفسه . وهكذا يقفز بنا شوقي كريم من جمال فكرة الى جمال اخرى عبر موسيقى من الكلام اجاد شوقي عزفها امام اعيننا واذهاننا برشاقة راقص باليه ، معتمدا على طرق كثيرة ليس لرضائنا وانما للوصول بنا الى اعماق الحقائق كاشفا كل الأدران كما فعل في ( شروكية ) و خوشية ) اما اخر ما وصلني منه فهو (غبار الموسيقى ) وهي مجموعة مسرحيات تنث علينا غبارا ملونا عطرا سيجعلنا ننتظر منه المزيد

 

مشاركة