السيدة

طارق النجار

بغداد

في صباح مشمس ذات نهار عابس داكن العبرة منكب على حافة الوجع ارتشف فنجان قوة ساخنة تحرق اللهاث،   اشمر سواعد حزني في الفضاء الطلق،   اتوجس خيفة من لسعتها للشفاه ترضب الروح الملتهبة بين حنايا الضلوع تغفوا على فراش الخاطر تجول بمشوارها ملتحفا بالسواد في عمة الحالات المؤلمة والاقصى على الحس الفاجع بالعزلة سبب لي اذى يمور بالغضب والاغفاءة في كل ليل لاصباح له،   مشوبا بالحسرة والخيبة والخسران،   من عمر  دمغني بتساؤلات فجة بغيضة ادركتها في سيرتي الذاتية من هذه الاستطرادات في مبتداها تحز النفس بالتردي والاسقاط الذي لايمت لها بوشيجة ذات هم،   وفي قول الى اين المنتهى والى الله المشتكى ادمنا عليها بأحلام فاقعة. رغم كل المنغصات التي ادركها الذبول تلوذ بالصخب والحركة مسكونة برفقة حياتنا الزوجية بتناظر وشكوى !! رغم كل التناقضات المتهافتة والمتوطئة بمنعطفات واحداث يومية بمواقيتها الثمينة افزرتها افكارنا في التناظر اليومي !!كانت رئتي التي اتنفس بها الصعداء وماحدث شيء مخيف ومذهل افقت منه بصدمة من حيرة وفزعني بخثرة في مجرى الدم. بذلت محاولات يائسة باءت بالفشل لتقع صريعة لعملية جراحية ما زالت ترفضها بيقين مؤمن وبحالتها السادسة والحدسية بان يومها الموعود من العشاء الاخير ات لا ريبة فيه.. وتطلخت بالازب من الاذى الذي ارزأته السنوات العظام فأي حزن هذا الذي يتعقبني ويمضي في اثري،   لانثني تحت وطأة التعب والتساؤل ؟ وافلت من رزنامة دنيا اغلقت ابوابها الموصدة بمزالق لتودعنا في امانة الله.. كانت تعشق محلتها القديمة التي كنا احد ساكينها وانتقلنا منها الى محلة جديدة لنبدأ مشوارنا بعيدا عن فعل فاعل تسلل خلسة الى بيتنا الصغير ليشق غبار السكينة والطمأنينة في غروب العاشر من رمضان لتحدث الجريمة النكراء لتصيبنا معا بجرح ترك نودبا في حياتنا المعنوية وبستحواء نفسي رغم صراخها المدوي والفاعل عبر نافذة بيتنا تتأمل  ان تجد من يسعفنا الصديق والجار الجنب من فعل حسن فلم تجد أذان صاغية ،   كان يفترشون الارض مجلسا وسمارا،   يتسامرون النميمة والاغتياب وابصارهم ترنوا نحو النافذة المطلة على مجلسهم الذي اتخذوا منه سجادة يجلسون القرفصاء يتناكرون قدسية رمضان. وبقدرته جل وعلا فشل ماكان مخططا له وهرب الجناة الاثمون والغادرون بغيرظفر وخاب مسعاهم في تحقيق ماكانوا  يربون اليه رغم المرارة والوجع خلال التحقيق الذي جرى معنا في احد مشافي بغداد لمعرفة ماحدث وماجرى ولم تبان حقيقة هؤلاء لشهور عدة ولم يظهر جليا للجنة الى ماكان يرمون اليه من فعلتهم الشنعاء وغلق الامر رغبة من عدم خوض امرا كان مفعولا وبمشورة نصوحة من لدن صادق وصدوق كان يعرفني من بعد ليقول اياي بترك ماتبغي الوصول اليه حبا لي كرجل مسالم يعتاش بامان وعهد وعطاء. وجال بخاطري موقف اخر مخزي منكوب بالروحية التي جسدها الحادث اياه والذي مضى وعكر صفوة حياتنا الرتيبة من قبل الاهل في استقبالهم لنا بوجوه باسرة يعلوها الضجر وباتت تصرفاتهم لايام معدودات متبولة بالجحود في السلوك والتعامل بعصبية واضحة وعقدنا العزم في مغادرة الديار والبحث عن مكان امن نمكث فيه بعيدا عن ذوي القربى وظلمهم اشد غضاضة على النفس.. وتجلت في قابل الايام الافعال والمواقف خربشاتها في حوائطنا وترملت بسقوطها التي كانت تسور مواساتي في الهجر وكانت المصائر الفاجعة تلاحقني بفعل حدس يراودني في موت اخي في يقظة وحلم في شرود فكري وعقلي مرارا يرهقني ليوقعني صريعا لحدث كنت اقرا صفحاته بتامل وصدق الفعل والقول. متى يريحني هذا العذاب المضني والمهلك لينتهي بحدث دراماتيكي وبخاتمة مآساوية يقع جرائها اخي بصعقة كهربائية ؟ ومات الاخ المظلوم والمنكود والمهموم في سنوات ما بعد السقوط المدوي،   وماحدث مرهق ممروض ممضي بطاعة القدر ازاء نازلة مفجعة حلت بي في ظهيرة من يوم جمعة قبل اداء الصلاة ليجلي الفراق ويدمي القلب،   اواه ياسيدتي !! فجيعتي فيك في العام الفائت اكبر من اي حدث قطف ذبالة روحك ليعم الظلام وتطبق على الدار العتمة ليشهد القتامة ويبعث رائحة الحنين اليك وخلا من بعد رحيلها الى جواربارئها،   الصخب والابتسامة المشرقة والروح الوثابة الى الذات والدردشة مع فنجان الشاي الاخضر الكوجرات ليبعث الدفئ في دواخلنا ويسرق التلفاز نظراتنا في مشاهد بعض المسلسلات التي كانت تعشق حلقاتها.. وانكفأت وسط الزحام لارتمي بنفسي في الدار الموحي بالفوضى والعبث.. متوحدا بعالم جديد من غير آنيس يخلو من الدعابة في بعض الاحابين في عصبية ومزاج حاد مهلهل بثياب الاحزان يملأ صدري الاه وكآبة بقرطاس يومي بما هو وارد في عصمة التصرف والاستئناس بمشورة ونصح لأبتغي شيئا وارد بخاطرها الممروغ بتفاعل ضمني صباح مساء متضرعا بما انا راغبة.. هذه الصور المعلقة على جدار القلب اشيح بصري نحوه في جذب انساني موشيا بالالم والمكابدة واللاوعي ضائقا بالحاضر ومراكما بسنوات بمرها وحلوها مكتضة بسجال من احداث مزكومة بالتضارع ومن يبتغي طلبا يروم من وراء تحقيقه نسيان ماحدث في فقدان ثلاث من الافضل والاعز،   فهذا الشقيق الاصغر ادمغني بختم الموت في فجيعته وهذه الزوجة احدثت بغيابها افولا لايأتي من قبل ومن بعد الا مجالدة سمار الليالي الباكيات.. وهذه الشقيقة كنت احنو اليها كام دفنها المرض بسواعده في علة لم تبتغ منها غير هوة من ارض لم تبور بالاموات.. اولئك لاشأن لهم غير لملمة المواعظ واللواعظ تعظ العاجز والخاوي،   يلقمون بها افواه عجزت وفقدت كل شيء لم يستطع هؤلاء ان يطفؤا اجذوة القلب المسجر والمودعة لتلك الغادة السمان الرافلة بالبهاء والاسطورة والزهد في المعيشة بفضيلة مطلعة مسموحة يسكن روحها السمو الالهي من دون الدعوة الى الترف والانغامس في ملذات الدنيا وشواغلها والاكتقاء بالمسموح من رزق الله وهو خير الرازقين والابتعاد بما هو محرم في شريعة الله.. وقفلت راجعا الى حاضر اتطلع من نوافذه الزجاجية المحطمة لعلي اجد من يصوغ حياة يملؤها التفاءل والتصالح مع النفس التي شب فيها لهيب الخراب ولم يخبوا او تنطفأ جمرة المواقد وتآبى التأقلم مع حاضر عاثر يعتلل بالعلل وبمشاق لايحتمل الاسى والندم عندما حل الحطب.. وقبحا لهذا الحاضر العسير الذي خلا من دعابة واستنارة فنار الانفس لالتقط التامل الى الماضي الغائب الحاضر  المترمل بالفجيعة لاستنطق ذاكرته الخصبة ولاحتسي من يتسد حليب الصحبة والمعاشرة التي طهرتها المعاناة بصبر وجلد واناة مأخوذا بالعري والدهشة..ولا انسى ذات لحظة مشهد هؤلاء الوعاظ ولاسطينهم بالنصح والارشاد وسيدتي متوشحة كفنا ابيضا تتدثر في تابوت قبر امات حواسها الحية وفي حالاتها الستة حين ارى الدمع يترقرق في محراب المآقي في سجدته متوكلا في نبذ الدنيا وما فيها وراء ظهرانينا بنسك وزهد اجهش بالبكاء الى ان اقع مغشيا في خواءيتيم الفؤاد متيم بفعل اثقلته سنوات عجزت من حملها بقلب معلول بعلة الزمن الغابر والمفعول لثلاث عقود من الزمن لم اجد من اعتمارها غير التواصل ببكاء مؤنس،   اعتادت عيناي لهذه الفواجع في ادراك لحظات الرؤية المريعة ذاتها لتوقعني في خوف ورهبة وفوبية من قلق يغامرني شك يقيني في حقيقة ما انا فاعله وغارقا في الخاطر السانح في الظن معا وتعبير يترامز بأيحاءات وايماءات رسمت ملامح اكتحلت رموش عينيها الذابلة بالملمح على مر السنين الخانقة كانت دائما تطوف على الخاطر الغامر بالمتبلبل لاثوب الى رشدي في خواتيم العلة التي تساورني رغباتها بالانهيار،   ومازالت كعواجير السياسة اللاهثة وراء سراب الحدث المفتعل والمميت والمخيف والمفجع والمبكي في ان وفعلها غير قادر على محاكاة خطوات الحاضر في مؤنسه لزيارة القبور من غيرصبر يجلد ظهري بسياط الحزن والالم اجثو عند حوافيها اجلالا واكبارا وابكاما لما عانته معي في مشوار دينوي قارئا مرتلا ايات من الذكر الحكيم،  في خشوع متضرعا بأدعية من اذكار الغفران والتوبة مبصرا محدقا شاخصا متسمرا اجد فيهما عيناي لاتنفك من دمع لم يجف بعد.

الا الليل من اخر ؟.. كلا.. !! لا اظن ان ينجلي الصمت غير مناجاة روحية مع الله،   سامحيني سيدتي ان بدر مني مايضيق صدرك الرحب.. ان زعلك يوخز القلب.. سامحيني ان لم ادفن جسدك الطاهر والاكتفاء بالمعاينة والمساعدة بتقبيل وجنتيك وصدغيك وعيناك المغمضتان في مغتسل الاموات.. مجاهدا بالمحاكاة والبوح مع النفس المقبوضة بالالم المقيت في مشهد مريع وسوء حال معتلجا في ابطان. سامحيني ان وطأة قدماي حوافي قبرك المشاع مع الاهل في ارض المقابر :- لم اتبرأ من ذكراك ماعلق منها في جدار العقل والنفس رغم كل الفواجع المتواترة بحزمة ضوء شارد في الذهن المزدحم بالمشاهد والصور توحي بتحملك اعباء مثقلة بهموم وجهد متعب من غير كلل جذلة بصبر واناة لم اطمر اثارها مهما طالت بنا سنوات حفرت اخدودا في مشواري الصعب وتلمست فيك حنان لم يمح من فلاة القلب المتعب والمعلول بالجوار لزيدني حرقة وترملا في رحيلك الابدي ليستقر بك الحال في حفرة يعفرك ترابها الطهور.

مشاركة