
حوار: كاظم بهيّة
بدأت الفنانة السورية رانيا مرعي رحلتها مع الرسم منذ الطفولة، حين كانت تحاول رسم كل ما تراه بعينيها، كما تقول، وتضيف: “كانت الموهبة تنمو معي شيئاً فشيئاً، فأخذت أرسم بالفطرة، أخلط الألوان وأكتشفها بنفسي، وذلك منذ أيام المدرسة”. ورغم عشقها المبكر للفن، لم تتمكن من الالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة، كما كانت تتمنى، والسبب – كما أوضحت – هو أن مدينتها حمص لم تكن تضم أكاديمية فنية في ذلك الحين. وأضافت: “درست الأدب العربي في كلية الآداب، وتخرجت من الجامعة، لكن الحلم ظلّ قائماً، فاجتهدت في أن أعلّم نفسي بنفسي”.
وأكملت حديثها قائلة: “كنت أشتري الكتب التعليمية الخاصة بتقنيات الرسم ومزج الألوان، وقرأت كثيراً وتعلّمت من كتب فنية متخصصة، أذكر منها كتاب الفنان أحمد مفتي. كما كنت أبحث في المجلات عن أي معلومة تخص الفن والفنانين، وقرأت عن المدارس الفنية وأنواعها وتأثرت كثيراً باللوحات العالمية القديمة. ومع تطور التكنولوجيا، وجدت رانيا مساحة أوسع لصقل موهبتها، وتقول: “تابعت برامج تعليم الرسم عبر الإنترنت، وقرأت عن المدارس الفنية وروادها، ما ساعدني على توسيع مداركي الفنية”. وعن معنى الرسم بالنسبة لها اليوم، أكدت: “الرسم بالنسبة لي رسالة خالدة عبر الزمن. كنت أجتهد كثيراً لإنجاز اللوحة بدقة متناهية، لكنني أؤمن بأن الإبداع الحقيقي يكمن في الإحساس الذي تولّده اللوحة لدى المتلقي”.

أما عن الفنانين والمدارس التي تأثرت بها، فتوضح: “في بداياتي تأثرت بالفنانين العالميين مثل ليوناردو دافنشي ورامبرنت، ثم انجذبت للمدرسة الانطباعية الفرنسية ورائدها كلود مونيه، وما زلت أحاول محاكاة هذا الأسلوب في أعمالي لإعجابي الكبير به. لاحقاً، وجدت نفسي أيضاً مأخوذة بالفن السريالي، وبالرسام الإسباني سلفادور دالي تحديداً”. وتتابع: “أميل إلى رسم النمنمات والزهور والطيور والحيوانات. ومنذ طفولتي تسحرني الأيقونات الدينية، وقد أنجزت العديد منها”. وعن أسلوبها الفني الحالي، تقول مرعي: “أعمل اليوم ضمن إطار الرسم الانطباعي والتعبيري، وأسعى إلى توصيل رسائل تخدم المجتمع، من خلال خلق شعور إيجابي لدى المتلقي، مثل الأمل والفرح والتفاؤل”.
ولا تغيب المرأة عن أعمالها التشكيلية، بل تحضر فيها بقوة. تقول رانيا: “المرأة عنصر جمالي أساسي، ومن أبرز رموز الحياة. في البداية كنت أرسمها كعنصر جمالي، ثم بدأت أرسمها كتعبير عن الأم، عن الأرض، عن الطبيعة، عن الحب والعطاء والسلام. وجود المرأة في لوحاتي هو انعكاس حقيقي لأحلامي وعطائي في هذه الحياة”. وعن أهمية اللون مقارنة بالفكرة، أشارت قائلة: “كلاهما بنفس الأهمية. أحياناً تولد الفكرة من اللون، وأحياناً الفكرة في خيالي تتحول إلى لون”.
أما عن طموحاتها المستقبلية، فتختم مرعي حديثها بالقول: “أشعر أنني ما زلت في بداية الطريق، وطموحي يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة. هناك رسالة بداخلي لم تكتمل بعد، وسأظلّ أجتهد حتى أحققها”.


















