السوداني يؤكّد للمسؤولين الألمان رغبة العراق في تطوير القطاعات الإنتاجية
بغداد وبرلين تتطلّعان إلى تعاون ينطوي على تفاهم بمجالات الطاقة والإقتصاد
برلين – الزمان
تطلع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، خلال زيارته العاصمة الالمانية برلين ولقائه كبار المسؤولين ، الى تحقيق تعاون بناء ينطوي على تفاهمات ستراتيجية بين البليدن الصديقين في مجالات الطاقة والاقتصاد.
وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (السوداني الذي عاد الى بغداد أمس مختتما زيارة رسمية، التقى في برلين المستشار أولاف شولتس، وناقشا ملفات التعاون الثنائية وذلك بعد مراسم استقبال رسمية)، ولفت الى ان (الجانبين استعرضا ملفات الطاقة والطاقة المتجددة، وفرص توسعة مشاركة الشركات الألمانية في تنمية البنى التحتية الخدمية في العراق). كما التقى السوداني ،الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، وجرى تناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل توطيدها، فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
آليات التعاون
وذكر البيان ان (اللقاء شهد البحث في آليات التعاون المتبادل بين البلدين الصديقين، وسبل تطويره وتوسعته في مختلف مجالات الاقتصاد والطاقة، بما يسهم في تعزيز مصالح البلدين وازدهار شعبيهما). فيما أكد السوداني، رغبة بغداد بالتعاون مع برلين في مجالات عدة. واشار البيان الى ان (السوداني، استقبل في مقر إقامته في برلين، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية سفينيا شولتسه، وشهد اللقاء مناقشة عدد من ملفات التعاون في مجال التنمية والاقتصاد والاستثمار، وتعزيز الشراكة بين الجانبين بهذا الصدد، فضلاً عن تأكيد التعاون مع ألمانيا في مجال التدريب المهني، الذي يعد أحد توجّهات الحكومة نحو تطوير القدرات والمهارات واكتساب الخبرات بما يعزز سوق العمل وتنمية القطاع الخاص)، وشدد السوداني على (رغبة بغداد في التعاون مع برلين، بالشكل الذي يصب في تحقيق الأولويات التي تتبناها الحكومة في مجال تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل، عبر تفعيل قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة وغيرها من القطاعات الحيوية في العراق).
وكان السوداني قد التقى ،اول امس الخميس ممثلي الشركات الألمانية، على هامش الدعوة التي أقامتها غرفة التجارة العربية الألمانية في برلين، وقال إن (الحكومة الجديدة تتوجه نحو المزيد من مشاركة الشركات الألمانية في إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية)، مبينا ان (العراق يضـع ثقته بالشركات الألمانية، لما تمتاز به من خبرة وكفاءة عاليتين وسمعة عالمية)، واستطرد بالقول ان (الحكومة تسعى إلى تشخيص التحديات التي تواجه عملية الاستثمار في العراق، ووضعها في الاتجاه الذي ينسجم مع المعايير العالمية)، واوضح السوداني ان (حكومته تعمل على تذليل العقبات أمام عمل الشركات في العراق، وتقديم التسهيلات اللازمة، والحد من البيروقراطية التي تواجه المستثمرين وتبسيط الإجراءات)، مضى الى القول (وجهنا بتسهيل منح سمات الدخول إلى الأراضي للمستثمرين مباشرة في المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية، لغرض الاستثمار)، داعيا الشركات الألمانية الى (الاستثمار في العراق بمختلف المجالات، ولاسيما في مشاريع الطاقة المتجددة والغاز والبتروكيمياويات)، وتابع انه (من المتوقع أن تكون كلف إنتاج الطاقة المتجددة في العراق منخفضة مقارنة بالدول الأخرى، وكذلك دعم خطة الحكومة في تطوير قطاع الطاقة والكهرباء)، وحث السوداني الشركات الألمانية على (المشاركة الفعالة في المعارض والمؤتمرات المشتركة، التي ستمثل خارطة طريق في عمل الشركات الألمانية في العراق)، واضاف ان (الحكومة تسـعى إلى فتح خطوط جوية بين العاصمتين بغداد وبرلين وباقي المدن العراقية والألمانية، لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والسياحية بين البلدين). ويرى خبراء ،ان الزيارة التي يجريها السوداني إلى ألمانيا ،ستركّز على قضايا الطاقة والكهرباء، وربما تتوج بتوقيع مذكرة تفاهم للنهوض بهذا القطاع الذي يعاني من مشاكل في العراق. وافصح السوداني قبل توجهه الى المانيا عن (نية الحكومة توقيع مذكرة تفاهم تنطوي على فقرات تمثل خطة واعدة للنهوض بقطاع الكهرباء مع شركة سيمنس في مجال الإنتاج والنقل والتوزيع).
عقد طويل
وأضاف أن (المذكرة ستتضمن عقداً طويل الأمد لأعمال التأهيل والصيانة، وستوفر كُلفاً بحدود 20 بالمئة، وتضمن انسيابيةً في أعمال الصيانة وبقاء المحطات بكامل طاقاتها التصميمية). وأكد عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية مهند الخزرجي، أن زيارة السوداني الى برلين، ستخلق انعطافة كبيرة في الملف الاقتصادي وخصوصا ما يتعلق منه بملفي الكهرباء والغاز المصاحب.
بحث وزير الخارجية فؤاد حسين مع نظيره الألماني معالجة أوضاع العراقيين ممن رفضت طلبات لجوئهم في ألمانيا. وذكر بيان أن (حسين، التقى الجمعة، وزير الدولة في وزارة الداخليَّة الاتحادية الألمانيَّة بيرند كروسر، على هامش زيارة السودانيّ إلى برلين، على رأس وفد رفيع المُستوى). واضاف البيان، أن (الجانبين بحثا الإجراءات الكفيلة بمُعالجة أوضاع العراقيين المرفوضة طلبات لجوئهم على المُستوى الثنائيّ مع ألمانيا وكذلك على مُستوى بقية دول الإتحاد الأوروبي). وأكَّد الوزير (ضرورة دعم برامج العودة الطوعيَّة وإعادة الاندماج وتوفير فرص العمل للعائدين طوعياً من اللاجئين إلى العراق، موضحاً جهود الحكومة العراقيَّة في هذا الإطار على المُستوى الداخليّ من خلال تهيئة الأوضاع المُناسبة لتشجيع العودة الطوعيَّة للاجئين العراقيين الذين لا يتمتعون بوضع قانونيّ مُستقر في البلدان التي يتواجدون فيها). واضاف، أنَّ (الحكومة العراقيَّة تولي اهتماماً كبيرًا لهذا الملف، وإنَّ أوضاع اللاجئين العراقيين تأتي في مقدمة أجندتها، بالنظر لما توليه السلطات الألمانيَّة لملف الهجرة واللجوء من أولوية، لاسيما عقب أزمة اللاجئين الأوكران).
