إحتفالية لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
السوداني: العراق ينتهج سياسة بناء المؤسسات لتحقيق العدالة الإنتقالية
بغداد – اسراء القيسي
اقامت وزارة حقوق الانسان احتفالية بمناسبة ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان بحضور الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي فلادينوف.
وقال الوزير محمد شياع السوداني في كلمته خلال الحفل الذي حضرته (الزمان) امس ان (العراق ينتهج في سياسته العامة تجاه ملف حقوق الانسان نهجا علميا يتمثل في بناء المؤسسات لتحقيق العدالة الانتقالية من خلال مؤسسات عدة كان من بينها الوزارة والمفوضية المستقلة لحقوق الانسان) .
واضاف ان (الوزارة اضطلعت بالعديد من المهام في مجال المراقبة والرصد والتوعية والتثقيف عبر ما اقامته و تقيمه من دورات و ورش وندوات و مؤتمرات فضلا عن الاسهام في اعداد المناهج الدراسية التي تكرس ثقافة حقوق الانسان و سن التشريعات والقوانين للمواد الدستورية المتعلقة بالحقوق والحريات بما يتطابق والمعايير الدولية).
واوضح السوداني ان (ما يتعرض له الشعب العراقي من اعمال ارهابية تستهدف بث الخوف والرعب والهلع بين المكونات كافة هي جرائم ابادة جماعية ضـد الانسانية حسب اراء المنظمات الدولية فهي تسعى لتقويض الجهود الرامية لانجاز المصالحة الوطنية ووأد التجرية الديمقراطية) . مشيرا الى انه (برغم كل اشكال الارهاب التي تهدد البلد الا ان جهود الوزارة توجت مؤخرا باقامة المؤتمر الدولي الاول حول اثر الارهاب في انتهاك حقوق الانسان في العراق و ان رؤية الوزارة في مجال مكافحة الارهاب هي ان المسؤولية لا تقع كاملة على عاتق الدولة بل هناك واجبات اخلاقية وقانونية تقع على عاتق الامم المتحدة والمجتمع الدولي) واكد على (ضرورة اجراء الانتخابات المقبلة في موعدها المحدد لانها تمثل فرصة تاريخية لابناء الشعب لاختيار ممثليهم من ذوي الكفاءة وان على مؤسسات الدولة كافة العمل الدؤوب لضمان اجراء انتخابات حرة نزيهة) .
وقال فلادينوف في كلمته خلال الحفل ان (العراق قد نجح في الخلاص من عقود الاستبداد والدكتاتورية التي اعقبتها 10 سنوات احتلال تعرض خلالها المواطنون لاعمال عنف لذا فالعراقيون يدركون الان اهمية حقوق الانسان) .
واضاف أن (على العراقيين ان يضمنوا عدم عودتهم لعصور الدكتاتورية مرة اخرى فحقوق الانسان مصانة للجميع وان البلاد قد قطعت اشواطا كبيرة منذ عام 2003 اذ تم انجاز الكثير منذ ذلك الوقت) . مشيرا الى ان (اعمال العنف والارهاب لا يقتصر تاثيرها فقط على المعاناة الانسانية و الخسائر في الارواح بل انها اضعفت ايضا قدرة المواطن في الحصول على الخدمات الاساسية والتمتع بالاستقرار الذي يستحقه) .
وتابع فلادينوف ان (الامم المتحدة مستعدة للمساهمة في تسوية الخلافات و تشجيع الحوار البناء و تقديم المصالحة الوطنية و هي تتطلع لايجاد قنوات تعامل جديدة مع الحكومة العراقية لاننا اذا عملنا سويا بامكاننا التصدي للارهاب) .
الى ذلك دعا عضو مفوضية حقوق الانسان قولو سنجاري في كلمته خلال الاحتفال الحكومة الى (العمل بشكل جدي لحماية الاقليات في الموصل وكركوك و طوزخورماتو) . مبينا ان (الطلبة في الموصل يتعرضون للاستهداف والتهديد بالقتل منذ اسبوعين) . واضاف ان (على الدولة تبني استراتيجية خاصة لتطوير الواقع الاقتصادي والاجتماعي والتربوي لجميع المواطنين كما على سلطات الدولة ان تعمل كافة لتحمل مسؤولياتها في سبيل حماية ابناء الشعب
و قال السوداني لـ (الزمان) امس على هامش الاحتفالية ان (الوزارة عملت خلال الـ10 سنوات في محاور عدة تمثل مهامتها وفق سلطة الائتلاف الذي يعد قانون الوزارة و كانت هذه المهمات في مجال تصفية تركة النظام السابق بالعمل مع مؤسسة العدالة الانتقالية و ملف المقابر الجماعية و المفقودين في الحروب مع ايران والكويت فضلا عن محور مهم يتعلق برصد وحماية الحقوق والحريات) .
واضاف ان (لدينا فرق رصد في عموم المحافظات ترسل ملاحظاتها للجهات المعنية كذلك محور يتمثل بنشر ثقافة حقوق الانسان و قد قطعنا اشواطا كبيرة من خلال المركز الوطني لحقوق الانسان وان هذا المركز هو نقطة اشعاع لنشر الثقافة و قد تمكننا من افتتاح اكبر مكتبة على مستوى العراق تضم امهات الكتب المعنية بحقوق الانسان تم جلبها من كافة الدور والمعارض الدولية حتى تكون متاحة امام الطلاب والدارسين والباحثين واستمر العمل فيها لاكثر من عام) .
من جهته بين رئيس دائرة حقوق الانسان في وزارة الخارجية حسين العامري لـ (الزمان) امس ان (العراق لم يختلف عن المستوى العالمي لاحترام حقوق الانسان برغم وجود جهود مضنية تبذل لتقليل الانتهاكات و لاننسى التحديات اوالعمليات الارهابية التي تجر بالعجلة الى الوراء) . واضاف (انا متفائل بالجهود الكبيرة المبذولة لكن الحقيقة ما زال امامنا الكثير) . مناشدا (الجهات المعنية سواء الاحزاب ام الكتل الى ان تترك الخلافات وتعمل من اجل العراق والانسان العراقي لازالة هذه الانتهاكات) .
