السلم

السلم

 

 

كاظم السعيدي

 

الصبح برعم تتفتح فيه البهجة والسعادة الغامرة في نفوس الاحبة.

 

سياج يشاكسني في علوه مغطى بشجرة الورد الجهنمية الزاهية الالوان و التي يزهو بها البيت جمالا و خضرة دائمة بورد متعدد الالوان ..

 

وهو الذي يفصل مسكني عن مسكنها تمتد يدها اسمع اهتزازات اغصان الورد ارى وجهها المشرب بماء الورد يشرق من بين الورود وكانه قمر يتوسط النجوم المتلئلئة في كبدالسماء بليلة قمرية .آه كم هي جميلة ورقيقة .

 

ظل الورد يشاكسها باشواكه التي توخز يديها الرقيقتين …تلقي علي تحية الصباح .. اسالها عن صحتها وعن مرض السكر الذي اتعبها كثيراً .

 

ينطلق صوتها مغرداً ليعانق مسامعي كي اكون بانتظارها عند الباب اثناء خروجها للدائرة ..كنت خالي المشاعر ملأتني بالود .. علمتني الحب وطهارته وصدق النوايا .حببت لي الحياة .افصحت عن جوهرها ..وفشل تجربتها بارتباطها الاول …و

 

خرجت من التجربة بعمل كبير تنوء بثقله اثنان من الاولاد.. تشردت من دار الى دار ومن محلة الى محلة..ظل السياج مصدر قلقنا وازعاج دائم للقائنا ..قالت:حينما تطاير النحل من داخل الورد ووخزتها احداهن..حتى تجد حلا لهذا الحاجز ..؟ايعجبك ان اتالم من الاشواك ووخزات النحل ؟كانت تخاف امها كثيرا.. بحيث كثرت من التفاتها الى الخلف حينما تناديني من خلف السياج .. خوفا من رؤيتها وهي تحدثني ..اتفقنا على الارتباط ..

 

اردت ان اكمل ما تبقى من حياتي معها ..كانت تكره كل الرجال الذين كانوا على شاكلة زوجها ..واعتبرت كل الرجال يخونون ازواجهم ..وكلهم لا يعيشون لزوجاتهم فقط.. نرسخ ذلك الانطباع السيء في ذهنها وصارت لا تثق باحد لاكن حينما تعرفت علي تغيرت نظرتها للاخرين تماما ..

 

حيث التقيتها في البيت وهي لوحدها بقيت محتفظا بهدوئي واخلاصي لها كاي صديق يزور صديقه وبرغم من انها تمتلك جمالا مغريا اخاذا يسلب الالباب . احيانا يهاتفني نقالها تبحث عن طريقة التقي بها وفجاة رفعت يدي حاملا السلم عاليا قائلا لقد وجد الحل ابتهجت ضاحكة .

 

تناوته من يدي فرحة ،طرحته على الارض مستندا على السياج ..

 

ارتقت درجاته عانقتني بحرارة يغطي شعرها الليلي وجهي فتلقفة فمي القرنفلة الجميلة فطبع على شفتيها سيل من القبل و ما هي لحظات حتى سمعت صوت امها من الخلف تناديها   قائلة : ماذا تفعلين يا ..ه تتكلمين مع من ؟ اهذه الامانة و الثقة التي اودعتها فيك ..ارتبكت اختل توازنها سقطت من السلم تلقفتها شجرة الورد فعبثت الاشواط بجلدها وغابت عن الوعي ….