السلطان الناصر

دماثة خلق وزهد وكرم

السلطان الناصر

وردَّ في الأثر لسيرة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي ، انه كان ينتهج منهج التقوى والزهد والورع في دراسة علوم الدين الاسلامي الحنيف وهو منهج الخلفاء الراشدين من قبله،

وتذكر المصادر التاريخية بأحرف من نور سيرته الخالدة والراسخة في عقول وضمائر المخلصين من أمة الأسلام بعد أن اجتهد اهل العلم في البحث والتقصي . وهم يوغلون في غياهب المكتبات ليتصفحوا كل ماهو قيم من أمهات كتب التاريخ من مصادر ومعاجم نادرة ونفيسة ليسلطوا الضوء على سيرة حياة احد رجالات الأسلام التاريخية . ومن هذه الشخصيات العبقرية الخالدة قائد عسكري وسياسي مسلم يُعّدْ من أعظم ما عَرف التاريخ الاسلامي القديم والحديث ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدين والقادة الأولين السابقين عليهم رضوان الله اجمعين ، لأهمية بطولاتهِ وعِظمِ إنجازاته و فتوحاته ، والتي تفوّق من خلالها على مُعظم صناع التاريخ ، حنكة ودراية في فن قيادة الرجال وذاع صِيتهُ في مشارق الأرض ومغاربها . أنه السلطان و الملك الناصر المسلم صلاح الدين الأيوبي ذو الأصول الكردية . موحد الأمصار وقاهر الصليبين وفاتح المسجد الأقصى أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . ومن بين ما جاءت به هذه البحوث القيمة قصص رائعة نطمح ان يكون لها صدى تنتفع منها الأمة المحمدية كسيرة عطرة لرجال خالدين ، سطع نجمهم في سماء الأمة الأسلامية هذه الأمة التي تتعرض ،  الى اعتى هجمة بربرية شرسة ، تحاول ان تعود بهذا الدين الى جحور الظلالة وغياهب العصور المظلمة و الجاهلية ، ومن ورائها تقف اجندات كافرة لا تريد لهذا الدين النهوض والازدهار عبر أذرع لها جاءوا نقمة على البلاد و العباد بأعتى نظريات التسلط والتعسف والدكتاتورية والمحسوبية التي حكمت بالحديد والنار من دون ان يراعوا في أمة المسلمين إلٍ ولا ذمة

لتنبذها كل قيم الأنسانية و الأديان السماوية على مر التاريخ .

ومن هذه الروايات انه جيءَ الى السلطان الناصر صلاح الدين بهدايا كثيرة ونادرة من حُلي ومجوهرات وتحف وأسلحة و خيول عُتاق ومقتنيات تُعد من أغلى ما يكون في ذالك الوقت ، بعث بها ملوك وأُمراء وولات امصار من اركان دولته ومن خارجها ومن أُناس من عامة المسلمين وكانت على قدر عال من القيمة من حيث جمال اشكالها و وندرة وجودها . جاءوا بها الى محل أقامة السلطان ووضعوها أمامه وبحضور جميع اركان دولته من قادة ووزراء . عندها بدأ الحُجّاب بأخراج الهدايا من خروجها ومن أوعويتها ليروها الى السلطان الواحدة تلو الأخرى وهو ينظر اليهم وإذا بأحد الحُجّاب يُخرج من بين شعث الهدايا ، مروحة يد (مهفة) مصنوعة من سعف و جريد النخيل .. مُرفق معها رق من الجلد مكتوب عليه هذه هديتك يا صلاح الدين لم تر ايها الملك انت ولا أباءك ، بأشرف وأغلى منها فنهض القائد صلاح الدين من مقامه مسرعاً الى الحاجب وقال له ناولني هذه الهدية وبعد أن أمعن فيها النظر ،، واذا مكتوب عليها بيتين من الشعر يقول مطلعه :-

أنا من نخلةٍ تُجاورُ قبراً سادَ .

من فيه ِجملةُ الناس طُرى .

شملتني عنايةُ القبر

حتى صرت في راحة ابن أيوب أمرا .

وحال انتهاءهِ من قرأءة ما مكتوب على (المهفة) ، خرَّ ساجداً الى الله شكراً وهو . يجهش بالبكاء تارةً و يلثم وبحضن ويقبل هذه المروحة (المهفة ) تارة اخرى وسط دهشت واستغراب الحضور .

وعند انتهائه رفع رأسه الى الحضور قائلاً . هذه المروحة صُنعت من سعف و جريد نخلة جاورت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبكى كل أصحابه وقادة جنده ووزرائه ، من شدة فرحهم بهذه الهدية ، واستبشروا بها خيراً .. فأمر صلاح الدين الأيوبي (رحمه الله) بتوزيع جميع الهدايا على فقراء و مساكين المسلمين واحتفظ هو بالمروحة لنفسه وكانت له أعز ما يملك

رحم الله الناصر صلاح الدين الأيوبي

وحشره مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحُسن أولئك رفيقا .. وأفادنا وأياكم من قصص و عِبر أولئك الخالدون مجداً .

زياد القيسي-   بعقوبة

مشاركة