ستانلي (الولايات المتحدة)-(أ ف ب) – عندما زرعت القنّب لتحقيق بعض الإيرادات الإضافية في المزرعة العائلية في الريف الأميركي، لم تكن سوزان كوربيت تتصور أنها ستواجه مشكلة… اللصوص.
وقد اضطرت المزارعة إلى تركيب كاميرتين لمراقبة جزء من محاصيلها التي تتشابه مع الماريجوانا بالشكل والرائحة لكنها تحوي جرعة صغيرة جدا من رباعي هيدرو كانابينول، المادة ذات المفعول النفسي الموجودة في الحشيشة.
ووضعت المزارعة على أراضيها في ولاية فيرجينيا عند السواحل الأميركية الشرقية، لافتة كتب عليها “هذا ليس ماريجوانا”.
وواجه منتجو القنب أوضاعا كثيرة لم تكن في الحسبان منذ السماح بزرع هذه النبتة في الولايات المتحدة سنة 2018.
فبالإضافة إلى اللصوص، اضطر هؤلاء إلى مواجهة تشبّع السوق والظروف الزراعية المعقدة والشكوك لدى الشرطيين وواجب إحراق المحاصيل فور بلوغها نسبا مرتفعة من رباعي هيدرو كانابينول.
ويحوي القنب الذي يُزرع من أجل جذوره وأليافه وزيته، مادة كانابيديول غير المسببة للهلوسة والمعروفة بآثارها المسببة للاسترخاء.
لكن من ناحية علم النبات، فإن هذه النبتة هي نفسها المستخدمة في صنع الماريجوانا وهو منتج لا يزال محظورا من الحكومة الفدرالية وفي ولايات أميركية عدة.
وتقول كوربيت “الجميع بدأ بالزراعة وهم يقولون +هذا رائع+. لكني كنت أبادرهم بالدعوة إلى التريث قليلا”.
وحظرت الولايات المتحدة زراعة القنب طيلة القرن العشرين قبل السماح به سنة 2014 لغايات بحثية، ثم في 2018 للاستخدامات اليومية.
ومذاك، أقرت 46 ولاية قوانين تحدد أطر هذه الزراعة. وارتفعت التراخيص الممنوحة لها في 34 ولاية بنسبة 455 % في 2019، وفق مجموعة الضغط “فوت همب”.
وقد أصبحت مادة كانابيديول، سواء كانت مباعة وحدها أو ممزوجة بأطعمة أو مشروبات، شعبية جدا وقد ترتفع مبيعاتها بنسبة 45 % بحلول 2024 لتصل إلى 18 مليار دولار، بحسب شركة “كاناكورد جينويتي”.
وتنطوي عملية إنبات القنب على صعوبات لافتة، إذ يجب رش النبتة باستمرار بالمبيدات الحشرية ثم حصدها يدويا وتجفيفها.
ورغم ذلك، خاض مزارعون كثر غمار هذه السوق منذ تشريعها، من دون أن يجدوا بالضرورة جهات يبيعونها منتجاتهم لتحويلها.
يقول ديفيد تورنر الذي يزرع أيضا القنب في فيرجينيا “عندما ندخل سوق الكانابيديول، يقال لنا +ستقبضون مستحقاتكم عندما نقبض نحن+، ما يضعنا في موقف حساس بمواجهة الجهات المزودة لنا”.
وعلى المزارعين أيضا الحرص باستمرار على أن تبقى نسبة رباعي هيدرو كانابينول تحت السيطرة. ويقول تورنر “قد أصبح تاجر مخدرات إن لم أكن مخطئا” في حال عدم التقيد بالنسبة القانونية.
كذلك ينبغي التنبه إلى اللصوص. ويلفت تورنر إلى أن حوالى عشرين شخصا أوقفوا على خلفية سرقة محاصيله.
وفي مزرعة كوربيت، لم يقطع اللصوص سوى الجزء الأعلى من نبات القنب.
هل التبس الأمر لدى هؤلاء بين القنب والماريجوانا؟ وهل حاولوا خداع شراة مغفلين؟ لا يعرف المزارعون الجواب على ذلك.
وتبقى المشكلة الأكبر لدى المزارعين هي تصريف زيت القنب الذي ينتجونه.
وتقول مديرة الجمعية الوطنية للقنب إريكا ستارك “حصل تشبّع واضح في السوق العام الماضي، ما انعكس تراجعا كبيرا في الأسعار”.
وتضيف “الأمر يبقى مربحا إذا ما وجدتم من يشتري محاصيلكم، لكن هذه المهمة ليست سهلة”.
وسيتحسن الوضع على الأرجح عندما سيصبح من السهل أكثر تحويل الألياف في النبتة ومع وضع السلطات أطرا قانونية واضحة لاستخدام الكانابيديول، وفق الخبيرة.
لكنها تقول “أنا مقتنعة بزراعة الكانابيديول، وإذا ما حقق موسم هذا العام لديّ نجاحا، فإني سأكمل هذه الزراعة لسنوات خمس إضافية بلا شك”.