الستوتات وسيلة وصول مراجعي المرور بمشوار 3 كيلو مترات

تمشية معاملات الوساطات وغياب مقاعد الراحة يضطهد كبار السن

 

الستوتات وسيلة وصول مراجعي المرور بمشوار 3 كيلو مترات

 

بغداد – علي الموسوي

 

يعاني مراجعو دائرة المرور الكائنة بالقرب من علوة الرشيد في بغداد لدى ترددهم لتسجيل مركبات المنفيست من تخبط في الاجراءات الامنية وسيطرة مجاميع وصفوها بالمافيات على دراجات تنقل المراجعين من الشارع العام الى داخل مبنى الدائرة الذي هو عبارة عن ساحة كبيرة غير معبدة وفرشت ارضيتها بحصى كبير الحجم وتوزعت فيها كرفانات للضباط والمنتسبين فيما يبقى المراجعون يتلظون من ارتفاع درجات الحرارة بينما ينشغل الموظفون بالرد على اتصالات هاتفية واحاديث جانبية وتمشية معاملات الوساطات والمعارف من ابواب الكرفانات.

 

هذه المعاناة وغيرها تحدث في الدائرة ذاتها التي تم فيها قبل اشهر تفجير الحافلة الصغيرة العائدة لنقل موظفي (الزمان) من قبل قوة من قيادة عمليات بغداد بعد ان اشتبهت بها ومعها اكثر من عشر سيارات بلغ اصحابها من شرطة المرور برصفها بجانب سياج ارتفاعه اكثر من ثلاثة امتار يوحي بانه سياج لسجن خطير وليس لساحة فارغة اتخذت فيها اكشاك وكرفانات لتمشية معاملات مرورية في دائرة تخلو من مقعد واحد لاستراحة المراجعين رغم ان هناك مراجعين من كبار السن ونساء من اصحاب المركبات الذي يشترط قدومهم الى الدائرة لغرض ما يعرف بالبصمة والتنازل للمشترين. ويصف الشهود وهم مراجعون للدائرة المذكورة لـ (الزمان) امس معاناتهم من قيام القوات الامنية المسؤولة عن الموقع بمنع دخول المركبات عبر الطريق الذي خصصته للوصول الى الدائرة، مبينين ان (الدائرة تقع على الشارع العام الرئيس لكنهم اغلقوا واجهتها بكتل كونكريتية بذريعة التحوطات الامنية وحولوا المدخل لها من الجهة الخلفية عبر شارع ترابي تصل مسافته الى اكثر من ثلاثة كيلو مترات ويضطر المراجعون الى ركن سياراتهم في مرآب عند مدخل الطريق المذكور ويقوم صاحب المرآب بتصوير واجهة ورقم السيارة وكذلك تصوير سائقها من شخص مدني يعمل حارسا على السيارات في المرآب ويحمل بيده كاميرا رقمية فيما يقوم مساعده بقطع وصولات جباية بدل وقوف السيارات). واضافوا ان (هذه المحطة الاولى تاتي بعدها المحطة الثانية المتمثلة بعصابات الدراجات النارية وما يعرف بالستوتة حيث هناك نحو سبع ستوتات تعمل بالتناوب على نقل المراجعين من بداية طريق المدخل الى الدائرة ولا توجد طرق بديلة للوصول الى الدائرة سوى الستوتات كما لا فرق بين الشباب وكبار السن وحتى النساء اذ الكل مرغمون على ان يركبوا الستوتة ودفع مبلغ الف دينار عن كل شخص ولا تنطلق الستوتة الا بعد ان تمتلئ بالركاب بواقع 10 اشخاص اربعة في جانب اليمين ومثلهم يقابلهم في اليسار في خلفية الدراجة كما يجلس شخصان على صندوقين حديديين صمما لوضع الادوات والعدة الخاصة بالصيانة على جانبي سائقي الستوتات الذي جميعهم لا تتجاوز اعمارهم العشرين سنة وقيادتهم بشكل متهور ما يجعل المراجعين في خطر).مشيرين الى ان (بوابة الدائرة لا تبعد عن الشارع العام سوى اقل من مئة متر لكن لم يتركوا منفذاً لدخول المراجعين سيرا على الاقدام ما يجعل التواطؤ واضحا اذ لا توجد اية اجراءات امنية حقيقة إذ لا يوجد من يعمل على تفتيش المراجعين الذين يصلون الى داخل الدائرة ما يكشف عن وجود  تخبط في الخطة الامنية). وذكروا ان (عند بوابة الدائرة نصب سلاح رشاش بي كي سي حديث الصنع موجه على المراجعين بشكل يثير الرعب والفزع كون المسؤول عن السلاح يوجهه بشكل متعمد بوجه الداخلين الى الدائرة سواء كان بدواع امنية ام بدواعي المزاح !.بعدها تبدأ عملية مكوكية للتنقل بين الكرفانات لتمشية المعاملة والحق يقال انه لا يوجد ازدحام في الدائرة لكن ذلك لا يعني انجاز المعاملات بشكل سريع وسلس اذ يقوم الضباط والمنتسبون بتمشية معاملات المعارف والوساطات من الابواب الخلفية للكرفانات فيما يقف المراجع في شباك صغير واشعة الشمس مسلطة عليه بصرف النظر عن العمر او امرأة مسنة كما ان المنتسبين ينشغلون بمكالمات هاتفية واحاديث جانبية في سلوك مرفوض خلال ساعات العمل الوظيفي الذي يتقاضون عليه مرتبات من الدولة وعليه يجب اداء الواجب من دون اشعار المراجعين بمنية وتفضل عند انجاز المعاملات). وقالوا ان (من يشاهد وضع المراجعين ووضع الدائرة لايصدق انه في العراق وفي العام 2014 بل يعتقد انه في افقر مكان في العالم واتعسه حظا). ولفتوا الى ان (طريق العودة الى المرآب والشارع الرئيسي ايضا عبر الستوتات ولا يوجد اي منفذ لخروج المراجعين من الباب الى الشارع العام بالرغم من امكانية مشاهدته عن قرب). مطالبين (وزارة الداخلية ومدير عام المرور بانهاء العمل في تلك الدائرة لقلة المراجعين فيها وتحويلهم الى الدوائر الرئيسة في بغداد).

 

 

مشاركة