الزيارة الأربعينية تدخل اليونسكو بوصفها تراثاً إنسانياً

الملف أحيل إلى اللجنة الدولية في 20 آذار 2018

الزيارة الأربعينية تدخل اليونسكو بوصفها تراثاً إنسانياً

بغداد – امير ابراهيم

النجف – سعدون الجابري

تزداد الجوانب المتعددة في الذكرى السنوية لزيارة اربعينية الإمام الحسين عليه السلام  طقوسا وعادات وتقاليد مختلفة، ألفها الزائرون على امتداد الطريق المؤدي إلى محافظة كربلاء المقدسة قبل الوصول إلى مقام مرقده الشريف وأخيه العباس عليهما السلام ، وتتمثل بكرم الضيافة والخدمة التي يتكفل بها القائمون على المواكب الحسينية .

وتأتي الزيارة هذا العام وقد إدرجت طقوسها على لائحة التراث العالمي غير المادي في المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو ، بعد التصويت خلال اجتماعات الدورة الرابعة عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي وشهدته مدينة بوغوتا الكولومبية للمدة من  9-14 كانون الاول .2009

وتمثل من يقوم بهذا الواجب الإنساني والاجتماعي يفخر كونه يعكس الصورة الجميلة للكرم العراقي الحاتمي إلى العالم المستوحاة من جود وكرم أهل البيت عليهم السلام ، حيث إطعام وشراب وايواء الملايين من المسلمين الذين يتوافدون إلى المدينة المقدسة سواء من محافظات العراق ام الدول  العربية والأجنبية في صورة روحانية يتفاعل معها الوجدان الإنساني ، والادراج لم يكن ليتحقق لولا الجهود الرائعة التي بذلتها دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار بدعم مباشر من المدير العام فلاح حسن شاكر .

وقالت مسؤولة إعداد الملف الخبيرة في مجال التراث الثقافي غير المادي ، مسؤولة المنظمات الثقافية الدولية في قسم الاتفاقيات في الدائرة  أيمان عبد الوهاب ، والتي مثلت العراق في الاجتماعات ، قبل الإدراج الرسمي أحيل الملف  إلى سكرتارية لجنة التراث الثقافي غير المادي في  اليونسكو ، وتم رفعه بعد إكماله من كافة الجوانب في 20/اذار / 2018 لأجل تسجيل هذه الطقوس والعادات والممارسات التي تميز بها العراقيون ، وتوارثوها عن آباءهم وأجدادهم ، لحفظ وصون هذه الممارسات التي تعكس الكرم العراقي لخدمة ضيوف سبط الرسول محمد (ص) الأمام الحسين (ع) في ذكرى اربعينيته ، ولتبقى حية وشاخصة في ذاكرة الأجيال ، باعتبار أن قضية الأمام الحسين قضية للإنسانية جمعاء ، وليست مقتصرة على العراقيين فقط ، اخذين بنظر الاعتبار الزوار العرب والأجانب ، ويشاركون في المسيرة المليونية الإيمانية كل عام إلى جانب العراقيين ، علما ان التواصل مع الجهات ذات العلاقة في اليونسكو لأجل استلام الملاحظات التي وردت الينا تباعا مستمر ، للأخذ بها ومعالجتها بما يسهم في عملية تسجيل الملف ، وهو ما تحقق في النهاية .

تشكيل لجنة

وأشارت عبد الوهاب الى أن الملف تم أعداده من خلال اللجنة التي شكلتها دائرة العلاقات الثقافية العامة برئاستنا ، وعضوية العطاف إبراهيم من قسم المهرجانات، ومن البيت الثقافي ألنجفي رشيد جبار شنيار ، بالتعاون مع اللجنة التي تم تشكيلها من قبل مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية برئاسة مدير المركز عبد الأمير القريشي ، وعضوية عدد من الأساتذة المتخصصين بشؤون الزيارة المباركة .

على صعيد آخر أستقبل محافظ النجف لؤي الياسري قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء الركن علي غازي الهاشمي  بحضور نائبه الأول هاشم الكرعاوي امس الثلاثاء، حيث جرت خلال اللقاء مناقشة الخطة الأمنية لزيارة الأربعين ، بمشاركة القوات المسلحة من جيش وشرطة وأجهزه أمنية وأسناد جوي  في تـنفيذ هذه الخطة .

وأكد الياسري في تصريح أن (الحكومة المحلية وقيادة العميات تعمل كخلية واحدة ، وهناك تعاون عال لتحقيق الهدف بتأمين الزائرين الكرام ، وتحقيق الإنسيابية في الحركة وتطبيق النظام والقانون ، ومنع أية محاولة لزعزعة أمن وإستقرار النجف الأشرف) . من جهته قال الهاشمي ان (هناك تعاونا مشتركا دائميا بين قيادتنا والحكومة المحلية في النجف الأشرف، والآن الخطة الأمنية التي تم وضعها ، بوشر العمل بها وحسب توجيهات السادة وزراء الدفاع والداخلية).

 وأشار الهاشمي الى ( الجولات التفقدية لبادية كربلاء المحاذية لمحافظة الأنبار ولبادية النجف من جهه الحدود مع المملكة السعودية عبر الجو)، وقال (وجدنا إنتشاراً كبيراً لرجال حرس الحدود العراقي وكذلك لمجاهدي الحشد الشعبي الأبطال ، في كافة مناطق البادية والحدود العراقية السعودية ، لمنع أي تسلل لعناصر داعش نحو المدينتين المقدستين).

 وباشرت دائرة صحة النجف وبالتعاون مع مديرية الدفاع المدني بالتنسيق مع المؤسسة العليا للمواكب الحسينية ، برش وتعقيم أماكن إقامة واستراحة الزائرين، وذلك للحد من إنتقال العدوى.

 وأوضح مسؤول وحدة الأمراض التنفسية الحادة في قسم الصحة العامة ليث الموسوي في بيان امس ( الزمان ) أن (خطة دائرة الصحة لهذا العام خطة إستثنائية ، تمثلت بالتعاون والتواصل مع جهات مثل مديرية الدفاع المدني وهيئة المواكب). وبين انه (تم تشكيل خلية نحل ثلاثية إذ وفرت مديرية الدفاع المدني المواد المعقمة بيركلورات الصوديوم، وطلبنا من أصحاب المواكب تجهيز مرشات وتم تدريبهم. مؤكداً (خصوصية هذا العام تتمثل بوجود فايروس كورونا وهو مايمثل مهمة إضافية كبيرة ، تتمثل بالتعقيم المستمر لمنع إنتقال العدوى، مع التوعية والتثقيف والحث على إرتداء الكمامات وغسل اليدين بإستمرار). مضيفاً ان (حملة الرش والتعقيم مستمرة لحين انتهاء الزيارة الأربعينية .

تقسيم خطة

من جهتة أوضح ضابط فريق  في مديرية دفاع مدني النجف المقدم رباح سعيد جفات : أن الخطة تنقسم الى قسمين الأول قيام الدفاع المدني بتوزيع المادة المطهرة على المواكب الحسينية ، ولأن أعدادها كثيرة ومن الصعوبة تعقيمها كلها من قبل المديرية أو دائرة الصحة، لذلك تم توفير مرشات ومادة مطهرة لغرض تعقيم المواكب من قبل أصحابها). لافتاً الى أن (دائرة الصحة تقوم بدور مساند ومكمل للخطة، من حيث التعفير و الإرشادات، وقد تم وضع خطة متكاملة لتغطية جميع المواكب في كل الرقع الجغرافية للمحافظة). واشار جفات الى ان (التعفير المباشر يكون من قبلنا أو بإعطاء المادة المعقمة وقيام أصحاب الموكب بالتعقيم).

جانبه قال ممثل المؤسسة العليا للمواكب الحسينية حيدر الميالي ( تعودنا من دائرة الصحة ومن الدفاع الدفاع ومن الأخوة المتطوعين ، بالتعاون والتنسيق مع القوات الأمنية ، للقيام بهذه الجهود الكبيرة خلال الزيارة . وبين الميالي : أن دورهم كمؤسسة  مواكب هو حث اصحاب المواكب على تهيئة خزانات ومرشات للقيام بعمليات التعقيم الذاتي لاماكن استراحة  الزائرين ، للحد من إنتقال الوباء والحفاظ على صحة وسلامة الزائرين).

ووصل إلى مدينة كربلاء الجهد الخدمي لسلطة الطيران المدني العراقي  للمساهمة في عملية نقل زائري أربعينية الامام الحسين. وأكدت السلطة في بيان تلقته (الزمان) امس أن (عملية نقل زوار الأربعينية لهذا العام ياتي بتنسيق وتعاون مشترك مع محافظة كربلاء المقدسة والعتبتين المقدستين ( الحسينية والعباسية ) والجهات الخدمية الساندة في خطة نقل الزائرين ، ويكون محور الجهد الخدمي للسلطة داخل القطوعات الرئيسية لمدينة كربلاء المقدسة باتجاه بغداد وبالعكس ).

مشاركة