
الرباط – عبدالحق بن رحمون
تستعد مدينة تطوان المغربية المشهورة بلقب الحمامة البيضاء، احتضان السبت المقبل فعاليات الدورة 24 من مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية، ومثل الدورات السابقة سيقام حفل الافتتاح الرسمي بسينما مسرح اسبانيول .
ويشكل مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية، الذي تستضيف مدينة تطوان كل سنة فعالياته، نقطة إلتقاء بين مختلف الثقافات العالمية ومحطة لتلاقح الأفكار والانصهار بين مختلف الثقافات. وبتصريح منظمي هذه التظاهرة السينمائية الدولية، فإن هذا الموعد الثقافي السنوي المتميز يسهم في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدان، وخاصة منها الواقعة بضفتي حوض البحر الابيض المتوسط.
برنامج الدورة 24 للمهرجان عروض الأفلام السينمائية المتنافسة على الجوائز، فضلا عن ذلك تعرف الدورة أنشطة اخرى موازية، منها تنظيم ندوات فكرية، وورشات ،وموائد مستديرة ومجموعة من الحفلات الموسيقية واللقاءات المباشرة مع نجوم السينما، ويناقش أكاديميون وخبراء في مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في ندوة دولية علاقة السينما بالحريات، مثلما يناقش تحديات السينما المغربية من الإنتاج إلى التوزيع. وضمن البرنامج الثقافي للمهرجان، يلقي الناقد السينمائي الفرنسي فرانسيس بوردا محاضرة المهرجان «شابلن السينمائي»، وصراعاته من أجل الحرية والظفر بها في مساره السينمائي الزاخر. وضمن البرنامج الثقافي للمهرجان، يلقي الناقد السينمائي الفرنسي فرانسيس بوردا محاضرة المهرجان «شابلن السينمائي»، وصراعاته من أجل الحرية والظفر بها في مساره السينمائي الزاخر.
وفي غضون ذلك أكدت إدارة المهرجان لـ (الزمان) أن هذه الدورة التي تقام في الفترة من 24 إلى 31 آذار (مارس) الجاري، تنفتح على الشباب والأطفال، من خلال تنظيم لقاءات في المعاهد والمؤسسات العليا في المدينة، كما ينفتح المهرجان على تلامذة المؤسسات التعليمية في مدينة تطوان ومحيطها القروي.
كما أكدت لـ (الزمان) إدارة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط أن ندوة أكاديمية كبرى تنظم ضمن الفعاليات الثقافية للمهرجان تطرح على طاولة النقد محور «السينما والحريات» ، فيما أوضحت أرضية الندوة، أن الغاية من هذا اللقاء الأكاديمي هو «خلق نقاش رصين حول العلاقات الإشكالية بين حريات الإبداع ومختلف السلطات (السياسية والدينية والأخلاقية والفنية، الخ)، مع محاولة الإحاطة بهذه المفاهيم المعقدة التي تؤسس للعلاقة بين المواطنين والسلطة وفهم مختلف أبعادها». من هنا، ستحاول الندوة بحسب المنظمين الإجابة على تساؤلات من قبيل: كيف تمثل السينما المتوسطية مفاهيم «الحريات» و»الحقوق»؟ كيف يصوغ السينمائيون المتوسطيون خطابهم حول هذه المفاهيم والحقوق؟ كيف يتلقى المشاهد العربي والمسلم الخطابات السينمائية التي تعالج مفاهيم الحرية (حرية المعتقد والانتماء والرأي والإبداع…)؟ كيف يتعامل السينمائي المتوسطي مع الإكراهات العديدة التي تقف حجر عثرة أمام إبداعه؟ كيف تُمارس الرقابة؟ من يمارسها؟ وسيعمد المتدخلون والجمهور إلى طرح هذه الأسئلة وغيرها، في محاولة لتلمس الجواب الممكن وتسليط الضوء على موضوع ما زال، رغم الوعود المتكررة التي تقدمها الحكومات، يشغل بال الكتاب والفنانين، وخاصة السينمائيين الذين تحظى أعمالهم بالانتشار الواسع. ومن بين المحاور المقترحة للندوة علاقة السلطات بالحرية في السينما المتوسطية، و»التعبير عن التوترات بين السينمائيين والسلطة والمشاهدين»، وأشكال التعبير الفني المعتَمَدَة من قبل السينمائيين للدفاع عن الحريات، والسينما باعتبارها أداة للدفاع عن الحريات ونشر الوعي. ويشارك في هذه الندوة كل من الناقد السينمائي والروائي الإسباني خوان مدريد، والباحث والجامعي الفرنسي أوليفيي كيرا، والروائية والجامعية المصرية منى الشيمي، وعالم الاجتماع المغربي محمد الناجي.
على صعيد آخر، أكدت إدارة المهرجان أن البرنامج الثقافي لهذه الدورة سيسلط الضوء على السينما المغربية من خلال تنظيم مائدة مستديرة تناقش: « تحديات السينما المغربية من الإنتاج إلى الترويج». وفي هذا الاطار، كشفت أرضية المائدة المستديرة، أن المغرب يمتلك سياسة سينمائية متقدمة على مستوى الإنتاج، باعتمادات مهمة، ودفاتر تحملات واضحة، فإن المرحلة المقبلة باتت تفرض ضرورة وضع سياسية للترويج السينمائي، في مقابل سياسة الدعم والإنتاج. وذلك من أجل استكمال دورة الصناعة السينمائية في المغرب، من الإنتاج إلى الترويج. غير أن «كل ذلك لا يمكن أن يتحقق في غياب معطى آخر يتعلق بأهمية التكوين الأكاديمي في مختلف المهن السينمائية، من خلال إحداث معاهد وطنية وجهوية للتكوين، ببرامج ومقررات متخصصة»،. كما تنبه الأرضية إلى أن «تدخل الدولة من أجل النهوض بالقطاع السينمائي لا يبرر غياب القطاع الخاص، حيث لا يمكن قيام صناعة سينمائية دون تضافر جهود القطاع العمومي والقطاع الخاص». فكيف يمكن تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في السينما بالمغرب، على مستويي الإنتاج والترويج؟ وكيف السبيل خلق فضاءات جديدة للعرض أمام تراجع القاعات السينمائية؟ أمكن التفكير، ههنا، في إحداث قاعات سينمائية للأحياء، وخزانات سينمائية في مختلف المدن المغربية، وماذا عن فضاءات العرض السينمائي داخل المؤسسات والمعاهد الجامعية، قبل الحديث عن التربية على السينما في المؤسسات التعليمية، وعن درس السينما في الجامعات المغربية؟ وهي من جملة الأسئلة الملحة التي يناقشها في هذا اللقاء كل من المخرجة والموزعة إيمان المصباحي والناقد السينمائي بوشتى فرقزيد والسيناريست خالد الزيري والمخرج محمد الشريف الطريبق.
من جانب آخر، يحرص المهرجان هذه السنة على تنظيم التداريب والورشات، إلى جانب محاضرات ودروس في السينما، تقام تحت مسمى «في مدرسة المهرجان»، يؤطرها خبراء ومتخصصون، وتقام في عدد من المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافي بالمدينة. كما يعقد المهرجان فقرة بعنوان «الأستوديو»، تستهدف تكوين مواهب شابة من 18 إلى 30 سنة في مهنة التمثيل. ويؤطر برنامج «الأستوديو» كل من إسمهان باكيني وباسكال تورو.
فضلا عن ذلك تم تخصيص فقرة ثقافية تحمل اسم «مواهب المتوسط»، التي تقام بدعم من مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، فتستهدف التكوين في مهن الكتابة السينمائية والإخراج لفائدة المواهب الشابة من 18 إلى 30 سنة، وتنظم بشراكة مع مواهب المتوسط «ميديطالون»، وجهة بروفانس ألب دازور. ويؤطر البرنامج الباحث السينمائي علاء الدين الجم والمخرج السينمائي محمد زين الدين. كما ينظم المهرجان لقاءات في مؤسسات التعليم العالي بالمدينة، حول قراءة الفيلم وتحليله، وعمل المخرج، وأساليب كتابة السيناريو.


















