1- هدف المشروع:
يهدف مشروع ترجمة الآداب العربية «بروتا» إلى نقل أرقى ما أنتجته العبقرية العربية في تاريخها الطويل نقلاً فنياً إبداعياً إلى الانجليزية أولاً ثم إلى لغات عالمية أخرى وعلى رأسها اللغة الاسبانية بسبب انتشار هذه اللغة في رقعة واسعة من العالم وانتماء أغلب الناطقين بها إلى العالم الثالث.
2- بدء المشروع: بدأت فكرة المشروع تنمو في رأسي في سنة 1976 وهي السنة الأولى من إقامتي في الولايات المتحدة كأستاذة للأدب العربي. فقد اتضح لي عندئذ الأمران:
الأول: أنه ليس في المكتبة العالمية إلا عدد قليل جداً من الترجمات الفنية من الأدب العربي. وفيما عدا ذلك تظل خزانة الكتب العالمية خالية من آثار ابداعنا الأدبي وعطائنا الثقافي اللذين انسحبا على خمسة عشر قرناً من الزمن على الأقل.
الثاني: هو أن الاهتمام بنا كأمة لها تاريخ حضاري راح يزداد بصورة كبيرة في السبعينات عندما بدأ العالم يشعر بقدراتنا الاقتصادية ويعي الدور الكبير الذي يستطيع أن يلعبه الاقتصاد العربي في الاقتصاد العالمي. وقد عبر هذا الاهتمام عن نفسه بعدد من المؤتمرات العالمية التي انعقدت منذ سنة 1974 في أمريكا وانجلترا وسواها من البلاد الغربية حول أدبنا وثقافتنا.
ولكن خلو يدنا من ترجمات أدبية راقية تدل علينا وتكشف عن عبقريتنا وقيمتنا الثقافية وفعاليتنا الحضارية كان دائماً يضعف من حجتنا.
وكان واضحاً أنه ليس من تفسير مقنع يبرر هذا الفقر المجحف. فالأمة العربية قد قدمت للتراث الحضاري الإنساني ثقافة شاملة مكتملة الجوانب وفكراً لامعاً، وأدباً رفيعاً متميزاً. وقد بدا أمراً فاجعاً أن يظل كل هذا مجهولاً، بينما يحاول أعداء هذه الحضارة العريقة تصويرنا للعالم كما يشاؤون، وإعطاء الشعوب الأخرى صورة مشوهة أو في أحسن الأحوال، صورة منقوصة عنّا، لا سيما وأننا قادرون ثقافياً ومالياً على قلب الوضع قلباً، وتأكيد وزننا الحضاري من جديد في العالم.
وقد بدأت فكرة المشروع تتحقق عملياً عندما كتب إليّ مدير دار جامعة كولومبيا للنشر في نيويورك ودعاني أن أهيئ لهم كتاباً بالانجليزية من منتخبات من الأدب العربي الحديث أقدم لها بمقدمة وافية حول تطور أدبنا الحديث بفروعه المختلفة. وقد قبلت دعوته شريطة أن يجتمع لي أولاً فريق جيد من المترجمين، ويتهيأ لي ثانياً المالي الكافي للقيام بالمشروع بشكل متقن.
ويسرني أن أخبركم أن هذا قد تحقق. فقد تمكنت أولاً من استقطاب عدد جيد من المترجمين المتقنين للغتين ثم من خيرة الأدباء والشعراء الناطقين بالانجليزية ليتعاونوا معنا.
كما تمكنت ثانياً، من الحصول على دعم مالي ومعنوي كريم من وزارة الثقافة العراقية التي تبنّت الكتاب الأول وأرسلت مشكورة مساندتها المالية إلى دار جامعة كولومبيا للنشر في نيويورك التي تقوم هي بتوزيع المكافآت للمترجمين كما تقوم بدفع المصاريف وأجور الأعمال السكرتيرية إلخ.
وأحب أن أنوه هنا أيضاً بالمساندة المعنوية والمادية التي لقيها المشروع من السيد جاسم جمال سفير دولة قطر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك. فقد كان أول مساند عربي لبروتا وساعدت المنحة التي أرسلها في تأسيس المشروع ودراسة جوانبه والاتصال بالمترجمين والأدباء والاتفاق معهم وترجمة بعض المنتخبات على سبيل التجربة وذلك قبل الاتفاق مع وزارة الثقافة العراقية.
ونحن الآن نعمل على الكتاب الأول وأرجو أن أتمكن من دفعه إلى دار جامعة كولومبيا في أوائل أكتوبر سنة 1981.
3- استمرار المشروع: من البديهي أن كتاباً واحداً يشتمل على منتخبات من الأدب الحديث لا يفي بحاجتنا الماسة إلى الدخول بقوة إلى حقل الثقافة والأدب العالميين. فنحن إن أردنا أن يكون لنا في هذا المجال صوت مسموع وأدب مقروء ووجود له قيمته ووزنه فيعرفنا العالم كأمة ذات عبقرية وإنجازات حضارية، وذات تاريخ طويل من العطاء الإنساني الخلاق، فإن علينا أن نترجم كل ما يمكننا نقله من الأدب والفكر العربيين منذ خمسة عشر قرناً حتى اليوم.
هذا هو طموح المشروع: أن نحوّل هذا الغياب الثقافي عن العالم إلى حضور ثقافي قوي في العالم. أي أن نقلب الوضع الراهن قلباً.
وأحب أن أشير هنا إلى أمرين مهمين:
الأول: هو أن غيابنا عن حقل الثقافة العالمية قد سمح لمن يحبون تشويه سمعتنا أن يعملوا بهدوء ونجاح، إذ أنه ليس ثمة ما يكفي من النصوص الأدبية المترجمة لدحض مزاعمهم عن تخلفنا الثقافي وضعف عطائنا الحضاري.
والثاني: هو أن أن الثقافات الأخرى في الشرق الأوسط، لاسيما الثقافة العبرية المعاصرة، حريصة حرصاً شديداً على عرض إنتاج أدبائها ومفكريها عن طريق الترجمة المتواصلة. ففي مكتبات الجامعات الأمريكية مثلاً يجد الباحث عشرات الترجمات من الأدب الإسرائيلي وعمره لا يتجاوز بضعة عقود من الزمن بينما لا نجد إلا نسبة ضئيلة جداً من الترجمات من الأدب العربي الذي انسحب على أكثر من خمسة عشر قرناً. إن المفارقة عظيمة.
إنما المهم الآن هو أن نتلافى هذا الوضع بالسرعة الممكنة.
4- أسلوب العمل: 1- انتخاب النصوص: الهدف هو أن تجيء النصوص معبرة أحسن تعبير عن ذرى الإبداع الأدبي والفكري عند العرب قديماً وحديثاً. ويقوم في المنتخبات الأدبية على أساس الجودة الفنية والمضمون الإنساني الكريم الذي يعكس قيمنا وتجربتنا ومواقفنا الإنسانية، وفي المنتخبات الفكرية المعاصرة على أساس المستوى الفكري الرفيع والبحث الموضوعي الجاد وأهمية المحتوى لقضايانا الحيوية.
2- الترجمة: تعتمد الترجمة على أساس النظرية التي تقول بأنه لا يترجم الأدب إلا أديب في اللغة المترجم إليها.
وتتم على مرحلتين:
الأولى: يعهد بالنص المنتخب أولا إلى مترجم قدير يتقن اللغتين ويتمتع بحاسة أدبية مرهفة فينقله إلى الانجليزية وأدقق أنا في صحة الترجمة بالتشاور معه. ثم في المرحلة الثانية يعهد بالنص المترجم إلى أديب أو كاتب معروف إن كان نثراً وإلى شاعر إن كان قصيدة ممن كانت لهم اللغة الانجليزية هي اللغة الأم فيصقل النص أو يعيد كتابته ويحرره من روح الترجمة وضعفها.
غير أن العمل لا ينتهي بالفعل إلا بعد أن تنال المنتخبات استحسان ناقد مرموق في اللغة المترجم إليها، مهمته أن ينظر إلى مجموعة المنتخبات الجاهزة ويعطينا رأيه بها قبل دفعها إلى النشر.
قد قمنا في السنة الماضية بتجربة هذا الأسلوب على ست قصائد للشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب (وهي «جيكور والمدينة»، «في المغرب العربي»، «النهر والموت»، «أغنية في شهر آب»، «أنشودة المطر» و»صراخ من مقبرة») وقصيدة نازك الملائكة «زنابق صوفية للرسول»، وقد قام بإعادة هذه القصائد شعراً بعد ترجمتها الشاعر الانجليزي المعروف الدكتور كريستوفر ميدلتون الشهير بترجماته من الألمانية. كما ترجمنا أيضاً مطولة الشاعر السوداني محمد المهدي المجذوب «المولد» وقد قام بإعادة كتابتها شعراً الشاعر الأمريكي الدكتور تشارلس دوريا وهو ضليع بالترجمة من اللغات القديمة.
إننا بهذه الطريقة نضمن نقل أدبنا إلى أدب باللغة المترجم إليها يتمتع بمزايا الأدب الرفيع كما يتمتع به النص الأصلي بالعربية. وقد قصرت الكتب القليلة التي ترجمت شيئاً من شعرنا إلى الانجليزية من قبل لأحد الأسباب الثلاثة التالية:
• لأنه قام على الترجمة عرب كانت العربية لهم اللغة الأم، ولكنهم كانوا يتقنون الانجليزية فظنوا أنهم قادرون على امتلاك ناصية التعبير الأدبي فيها وهذا لا يتسنى عادة لغريب مهما أتقن لغة الحديث والكتابة التحليلية والبحث. فلغة الأدب تختلف جذرياً عن لغة البحث والتحليل.
• لأنه قام على الترجمة عرب يعرفون الانجليزية واستعانوا ببعض الناطقين بها دون أن يكون هؤلاء أدباء أو شعراء في لغتهم، ولذا فإنهم لم يتمكنوا من تحويل المصطلح الأدبي العربي إلى مصطلح أدبي انجليزي لأنهم أنفسهم لا يملكونه.
• أو لأنه قام على الترجمة أكاديميون مستعربون يهمهم في الدرجة الأولى أداء المعنى قبل كل شيء.
ونحن نريد أن نتلافى كل هذا. وأحب أن أشير هنا إلى أنه –لكي تنجح ترجمة الآثار الأدبية والفكرية بأساليبها المتنوعة، فإن علينا أن نستعين بأدباء أجانب مختلفي الأساليب. وقد توفقنا إلى هذا لأني، بسبب إقامتي الطويلة في الغرب، ومعرفتي الشخصية بعدد غير قليل من أدبائه، قد تمكنت من استقطاب عدد منهم وإثارة حماستهم للعمل في المشروع.
5 – المترجمون:
إن معي الآن حوالي أكثر من عشرين مترجماً، وهم:
• المترجمون الأول:
• د. روجر ألان Dr. Roger Allen
• باسمه بزرقان
• د. عيسى بلّاطة
• سركون بولص
• د. لينه جيوسي
• د. عدنان جيدر
• آن رويال Ann Royal
• ماتيو سورنسن Matthew Sorrenson
• د. محمد باقر علوان
• د. بيير كاكيّا Dr. Pierre Cachia
• د. تريفور ليجاسيك Dr. Trevor LeGassick
• إليزابيث هودجكين Elizabeth Lodgekin
• الشعراء والأدباء الناطقون بالانجليزية:
• د. أدوارد بريثويت Dr. Edward Brathwaite (شاعر مرموق من جزر الهند الغربية، وأستاذ التاريخ في جامعتها)
• كريستوفر تينجلي Christopher Tingley(أستاذ اللغة العربية في جامعة غانا، وهو من انجلترا، وقد اشترك معي في ترجمة المنتخبات الشعرية في كتابي الصادر بالانجليزية: الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث)
• انتوني ثويت AnthoyThwaite (شاعر وأديب انجليزي معروف)
• د. تشارلس دوريا Dr. Charles Doria (أستاذ الأدب الانجليزي في جامعة نيويورك، ومترجم معروف للشعر)
• فريدريك سايديل Fredrick Sidell (شاعر أمريكي مشهور)
• إليزابيث فرنيا Elizbeth Fernea (أديبة أمريكية، ذات اهتمام واسع بالثقافة العربية الحديثة ولها عدد من المؤلفات عنها)
• باري فاينبرغ Barry Feinberg (شاعر من جنوب أفريقيا، له نشاط واسع ضد العنصرية، واهتمام بالأدب المناضل)
• د. كريستوفر ميدلتون Dr. Christopher Middleton(شاعر انجليزي مشهور ومترجم معروف من الألمانية، وهو أستاذ الأدب الألماني في جامعة تيكساس)
• د. و. س. ميروين Dr. W. S. Merwin (شاعر ومترجم أمريكي مشهور، وأستاذ في جامعة هاواي)
• د. سامويل هيزو Dr. Samuel Hazo (شاعر روائي لامع من أصل عربي، وهو أستاذ في جامعة بيتسبيرغ في بنسيلفانيا)
• ريتشارد ويلبر Richard Wilbur (شاعر ومترجم أمريكي مشهور)
وإني أحاول الآن إنشاء العلاقات الأدبية مع شعراء وأدباء إيرلنديين، وأستراليين، وأفريقيين، حتى نتمكن من إثارة اهتمام كافة البلدان الناطقة بالانجليزية بأدبنا.
6- هيأة استشارية
للمشـــــروع: عندما قرّ في نفسي أن هذا المشروع إذا كان له أن يخدم الثقافة العربية خدمة حقيقية، يجب أن يصبح مشروعاً مستمراً، قمت بالتشاور مع عدد من الزملاء والمثقفين العرب والأجانب، ودعوتهم لتأليف هيأة استشارية للمشروع المستمر تتكون مما يلي:
• لجنة استشارية خاصة
• مستشارون في حقول معيّنة
• تتكون اللجنة الاستشارية الخاصة حتى الآن من الأساتذة التالية أسماءهم:
• د. إبراهيم أبو لغد جامعة نورث ويستارن
• د. خليل حاوي الجامعة الأمريكية في بيروت
• د. أدوارد سعيد جامعة كولومبيا
• د. إحسان عباس الجامعة الأمريكية في بيروت
• د. شكري عيّاد الأستاذ والناقد
• د. ايرنيست مكّاروس Dr. Ernest McCarus
جامعة ميتشيغان
وسوف يدعى عدد آخر من المختصين لعضوية هذه اللجنة.
وتتركز أعمالها في الدرجة الأولى في إعطاء رأيها ومقترحاتها حول برنامج المشروع عامة ومنحه المساندة المعنوية اللازمة لدفعه إلى النجاح – هذا إلى جانب اقتراح النصوص التي يراها العضو الواحد مناسبة للترجمة تحت مظلة بروتا.
• وتضم هيأة المستشارين في حقول معينة (وهي هيأة غير محدودة العدد) الأساتذة التالية أسماؤهم:
• د. روجر ألان جامعة بنسيلفانيا
• د. عيسى بلّاطه جامعة ماجيل
• د. صبري حافظ الناقد المختص بالقصة القصير والمسرح
• د. عدنان حيدر جامعة بنسيلفانيا
• إلياس خوري الناقد والأديب
• د. فيصل درّاج الناقد والأديب
• محمود درويش الشاعر والكاتب
• د. حسن شامي جامعة إنديانا
• د. صالح جواد الطعمة جامعة إنديانا
• د. محمد باقر علوان جامعة هارفرد
• د. بيير كاكّيا جامعة كولومبيا
• د. طراد الكبيسي رئيس تحرير مجلة الأقلام – بغداد
• د. تريفور ليجاسيك جامعة ميتشغان
• د. جيمس مونرو Dr. James Monroe
جامعة بيركلي في كاليفورنيا
• د. وديعة طه نجم جامعة الكويت
ويكون عمل هذه الهيأة اقتراح ما يراه العضو مناسباً للترجمة، لاسيما في مجال اختصاصه ودراسة المقترحات المقدمة إليه وإعطاء رأيه بها، كما تقوم اللجنة الاستشارية بإعطاء رأيها واقتراحاتها حول برنامج المشروع عامة.
7- إدارة المشروع:
إنني إذ أتحمل مسؤولية المشروع وأقوم بمراقبته وتنسيقه وإدارته من الناحية الأدبية، وبالاتصالات بالأدباء والمترجمين، فإن اعتمادي يظل كثيراً على زملائي وآرائهم ومساندتهم المستمرة.
أما إدارة شؤون المشروع المالية، فإن معهد الدراسات العربية في بيلمونت، ماساتشوسيتش – الذي أسسه عدد من المثقفين العرب الأميركان، ويترأس مجلس إدارته الآن الدكتور أدوارد سعيد – قد تعهد بالقيام بها (انظر لطفاً رسالة مجلس الإدارة إلي)، فهو الذي سيتسلم المساندات المالية، ثم يقوم بدفع المكافآت وأجور الأعمال السكرتيرية إلخ مباشرة وفق قسائم بالدفع مرفقة بتفاصيل المادة المترجمة (عدد أبيات الشعر أو كلمات القطعة النثرية التي تستحق المكافأة) او صورة عن عقد العمل مع من يقومون بالأعمال المكتبية إلخ..
وقد اتبعنا هذا النظام حتى الآن مع دار جامعة كولومبيا للنشر التي تسلمت المنحة لكتاب المنتخبات من الأدب العربي الحديث من وزارة الثقافة العراقية.
8- برنـامج العمل
على المشروع: إنني إذ أرجو أن يستمر هذا المشروع طويلاً حتى ينقل أكبر جزء من الأدب والفكر العربيين إلى اللغات الأجنبية اقترح أن ننجز في السنوات الخمس القادمة (خريف 1981 إلى خريف 1986) ما يلي من الكتب:
• منتخبات من الأدب العربي الكلاسيكي: الشعر والمقامة والقصص.
• منتخبات من النثر الأدبي عند العرب قديماً وحديثاً.
• منتخبات من شعر المتنبي.
• منتخبات من شعر أبي نواس.
• منتخبات من شعر المعري.
• منتخبات من أدب الحب عند العرب نثره وشعره.
• نقل سيرتين أو ثلاث من السير الشعبية البطولية بأسلوب معاصر.
• نقل منتخبات من كليلة ودمنة بأسلوب معاصر.
• إعداد مجموعات قصصية مترجمة لأهم القاصين العرب المعاصرين.
• إعداد مجموعات شعرية مترجمة لأهم الشعراء العرب المعاصرين.
• ترجمة عدد من الروايات العربية، حوالي خمس عشرة رواية، وعدد من المسرحيات الحديثة.
• ترجمة عدد من الكتب الفكرية الرفيعة المستوى التي تدور حول قضايا العالم العربي المعاصر.
9- تكاليف العمل:
ليس بالامكان تعيين هذه التكاليف جميعها مقدماً تعييناً دقيقاً لأنها تنسحب في المرحلة الأولى على خمس سنوات قد يتبدل فيها الوضع الاقتصادي كثيراً. غير أن الكتاب الأول الذي نعمل عليه الآن وهو كتاب «المنتخبات من الأدب العربي الحديث» الذي دعمته وزارة الثقافة العراقية ويتألف من ستمئة وخمسين صفحة سوف يكلف حوالي 52 ألف جنيه استرليني وتقاس الكتب التالية بناء على هذا القياس مع إضافة مرتبات لعدد من الباحثين من خريجي الجامعات يتعاونون معي في المشروع حتى نتمكن من إنجاز المخطط المقترح في المدة المحددة له، ومع إعطاء الاعتبار أيضاً لإمكان ارتفاع مستوى المعيشة في السنوات القادمة.
10- النثر:
لقد ذكرت أعلاه أن دار جامعة كولومبيا في نيويورك هي التي ستتولى نشر الكتاب الأول وهو منتخبات الأدب العربي الحديث. وقد عادت فطلبت إلي أن أعطيها مجموعة الأدب العربي القديم عندما أنجزها لنشرها أيضاً.
وآمل أن نتمكن من الاستمرار مع هذه الدار بالنسبة إلى شهرتها وحرصها على مستوى الكتب التي تنشرها وقدرتها على التوزيع الجيد.
وأحب أن أشير هنا إلى أن الكاتب في الغرب لا يجد عادة دار النشر بسهولة ولذا فإن استعداد دار شهيرة كدار جامعة كولومبيا لنشر كتبنا أو بعضها يعتبر فرصة عظيمة ويشير بشكل خاص إلى حاجة المكتبة العالمية إلى ترجمات أدبية تمثلنا. وهذا ما صرح به مدير الدار نفسه في رسالته الأولى لي.
أود أخيراً أن أنوه هنا بالمساندة العظيمة التي لقيها المشروع حتى الآن في العالم العربي وفي الغرب. فقد تلقت الأوساط الأكاديمية في الجامعات الغربية حيث تدرس العربية فكرة المشروع بحماسة كبيرة. كما أعطته دعمها القوي جمعية الخريجين العرب الأمريكان AAUG في الولايات المتحدة. وفي العالم العربي نال المشروع مساندة جميع من اطلع على فكرته حتى الآن من أدباء وشعراء ومثقفين وصحفيين ومسؤولين عن الثقافة في وزارات الاعلام والجامعات واتحادات الكتاب والمراكز الثقافية المختلفة.
وإني أكتب إليكم لأعلمكم أولاً، عن قيام هذا المشروع ولأدعوكم ثانياً، إلى مساندته بما تستطيعون من دعم معنوي ومادي. وإنه مشروع بدأته أنا ولكنه أصبح الآن مشروع كل مثقف عربي مسؤول.
ولاشك أنه يحتاج إلى الدعم المالي السخي لكي يتاح له أن يحقق أهدافه. وإني مؤمنة بأنه سينال هذا الدعم، فقد أنعم الله على أمتنا بالخير وبالوفاء لأصولها وثقافتها، وأتاح لها مسؤولين مخلصين قادرين على حمل الأمانة الحضارية التي يفرضها علينا عصرنا المليء بالتحديات.
وإلى هؤلاء المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي أتوجه الآن ليجعلوا هذا المشروع مشروعهم، ويتبنوه ويساندوه حتى نستطيع أن نضع الكتاب العربي على رفوف خزانة الكتب العالمية بقوة وثقة، جنباً إلى جنب مع آداب العالم، وحتى يكون لنا دور فعال وصوت مسموع في حركة الثقافة العالمية ونفرض عبقريتنا من جديد. عندها فقط نكون قد وفينا الوفاء الصادق لهذه العبقرية التي غذت الحضارة الإنسانية أكثر من خمسة عشر قرناً ولم تزل مع ذلك مجهولة في العالم.