مدرسة يتطوّع المدير لترميم سقفها
الرواد أيقونة العلم منذ عام 1954
بغداد – عامر محسن الغريري
مدرسة الرواد من أقدم المدارس الريفية الابتدائية في قضاء المحمودية، التابع لمحافظة بغداد، حيث تتصدر شعارها: النظافة والنظام وحسن التدريس، وهاجسها الأساسي تأهيل أجيال شبابية محبة للعلم ومتطلعة لخدمة الوطن.
استعدادات مبكرة
مع اقتراب افتتاح العام الدراسي الجديد، تحرص إدارة المدرسة على تهيئة الصفوف وتجهيز الوسائل التعليمية الحديثة، مثل السبورات الذكية ووسائل الإيضاح وأجهزة الكمبيوتر. كما تم تنظيم جولات داخل المدرسة لتفقد صيانة الصفوف، وترتيب الحديقة، وتجهيز المكتبة، لضمان استقبال الطلبة في بيئة تعليمية محفزة وآمنة. وقال المدير اسكندر هاشم عباس الذي التقيناه كل المعلمين على أتم الاستعداد لإطلاق البرامج التعليمية والأنشطة الطلابية والمسابقات بين الصفوف منذ اليوم الأول، لضمان بداية سلسة ومثمرة للعام الدراسي. واضاف متحدثا عن واقع المدرسة وطموحاتها، فقال: «أسست مدرسة الرواد الابتدائية سنة 1954 على يد الشيخ الحاج حسين العبد الله في العهد الملكي، بعد أن لاحظ معاناة أهالي المناطق الريفية في التوجه نحو المدينة طلبًا للعلم، بسبب بعد المسافات وقلة وسائل النقل والشوارع الرديئة غير المعبدة. فبادر بإنشاء المدرسة، لتكون محطة استقبال للطلبة الساعين للعلم والمعرفة. واليوم، نجد خريجي هذه المدرسة في مواقع مختلفة، يخدمون وطنهم كالأطباء والمهندسين والمعلمين وأصحاب الرتب العسكرية». وقد نال تفوق المدرسة على صعيد القضاء اهتمام وزارة التربية، حيث زارتها الدكتورة خنساء الراوي، مديرة قسم الإشراف التربوي، وأثنت على جهود الإدارة وكادرها التدريسي، وعلى التزام الطلبة وتطلعهم للنجاح والتفوق، وقدمت للمدرسة كتاب شكر تقديرًا لهذه الجهود.
وسنحرص هذا العام كما في الاعوام السابقة عل التواجد في الصفوف لمتابعة سير الدروس والوقوف على الصعوبات التي تواجه المعلمين والطلاب، وتذليلها، واردف قائلا:
«أعود بعد الغداء في أغلب الأيام لإنجاز متطلبات الإدارة، وممارسة تنظيم الحديقة المدرسية، والاطلاع على ملحقات المدرسة الأخرى». وقد لاحظنا أثناء جولتنا في المدرسة النظافة والترتيب وأناقة الطلبة، إضافة إلى اللوحات الفنية على جدران المدرسة التي تحث على العلم وتشجع الطلاب على الدراسة، وتعزز علاقتهم بالمدرسة.
مكتبة مدرسية
تتميز مكتبة مدرسة الرواد بأنها مفتوحة الأبواب أمام الطلبة، وتحتوي على كتب وقصص وأطالس تنمي خيال الطالب وتطلق مواهبه وتشبع رغبته في القراءة. كما خصص المدير جناحًا للأشياء الثمينة والقديمة من كتب وهدايا وورود وتحفيات، إضافة إلى لوحة بأسماء مديري المدرسة السابقين وصورهم تكريمًا لهم.
الرواد التي تقع في الريف يعمل كادرها التدريسي على تنظيم مسابقات تعليمية بين الصفوف، لتعزيز روح التنافس والتعلم الإبداعي، مما يرفع من مستوى التحصيل الدراسي ويشجع الطلبة على المشاركة الفاعلة في العملية التعليمية.
لا يقتصر تميز مدرسة الرواد على التفوق الأكاديمي فحسب، بل يمتد ليشمل المواهب الفنية والرياضية للطلبة، حيث يشارك العديد منهم في مسابقات الخطابة والشعر والفنون التشكيلية على صعيد القضاء. كما يقدم المعلمون مبادرات متنوعة في الفعاليات الرياضية والفنية، مما يخلق بيئة مدرسية غنية بالإبداع والتميز. هذه المدرسة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل منارة للعلم والأخلاق، تجمع بين التفوق الأكاديمي وتنمية المواهب، وتعكس صورة رائعة عن التعاون بين الإدارة والمعلمين والطلبة والأهالي، لتظل دائمًا صرحًا يضيء دروب العلم والمعرفة في قضاء المحمودية.