الروائي شوقي كريم .. من اللا سرد تقديم بداية الحكاية مع الموت
ماذا علي ان أقرأ وأنا اشعر بالالم ، صباح هذا اليوم سألت نفسي ، الجميع ذهب للعمل والجامعة والمدارس الا أنا! كم هو العمل جميل ومفيد! وكم هو المرض مزعج وكئيب؟ !قلت مع نفسي سوف أقرأ (زوربا العراق) شوقي كريم ، فهو القادر على اخراجي من الوحدة ويخفف المي، على الاخص وهو يكتب روايته عن تجربة المرض والعمليةالجراحية لقلبه و(تجربة موت) اول ما اثارني هو ما يطلق عليه شوقي (اجتياز حواجز الأسئلة) ويطاردك في البوابة الاولى – كما يطلق على فصول روايته الصادرة من دار العرب – دمشق ودار الصحيفة العربية – بغداد والتي تقع في 163 صفحة من القطع المتوسط ،سنة الاصدار 2022 – نعم في البوابة الاولى يجعل المتلقي لا يقتحم النص الا بعد المرور بما يشبه التجهيز عبر طقوس شوقي التي تتناول الماضي والحاضر والمستقبل!”منذ دبت خطواتك بين طين الشط، وزفر السوق، وأنت تكره الأرقام، ولا تقيم لها وزنا، تجدها مجرد خدع تسور العقل بأسئلة غريبة”ص7 هنا يتعرف القارئ على حكايات داخل حكايات ليصل الى الثيمة التي يريد شوقي ان لا يدخلها المتلقي قبل عملية (الاحماء) التي تسبق كل الرياضات العنيفة “يضحك الجد بهوس ماجن، لأنه يعرف ما الذي حدث لعلوان الجاسم، يحاول إقناع جدتي بالرحيل صوب المدن التي لا أعرف كيف منحها وجودا في مخيلته..- ما الذي تنتظر؟ خذهم وارحل؟ المدن حياة تختلف عن قدرنا الذي نعيش فيه…قحط وذل وسوالف ساقطة الى حد النخاع…هذا الولد يحلم بأكثر مما تحلم به أنت”ص10
اننا امام نص مفتوح – كما يقول أمبرتو إيكو- شوقي يطلب من القارئ ان يشاركه في تكملة النص لا ان يلجأ للقراءة التداولية المباشرة، انها دعوة الى (أجراءات القراءة الحديثة التي يتطلبها النص التجريبي)
“أنت تفلش كل سنوات الانتظار ما ادراك ان ليس ثمة أشياء هناك عند البعيد؟ أريد ما يوقف نزف القلب وهدير الروح”ص11
*الانفتاح المرجعي للرواية
وانا ابدأ بقرائة الرواية استذكرت قصيدة الراحل محمود درويش ( غرفة العناية الفائقة) التي جسد فيها درويش تجربة موته لمدة 3 دقائق وعودته للحياة، والغريب هو انه يرى الموت (ابيض) ولا كما نتصور ظلام في ظلام “يا ايها القلب كيف كذبت على فرس\ لا تحل الرياح تمهل لنكمل هذا العناق الاخير”
كما تذكرت الروائي الالماني العظيم “توماس مان” وهو يصف اعراض مرضه بحمى التيفوئيد في رواية (آل بودنبرك) وكذلك يصف مرض السل في رواية (الجبل السحري) حينما يضعون مرضى السل المميت في ذلك الوقت في مصحة تقع على قمة الجبل، وفي الرواية يتحدث عن الحياة من وجهات نظر متنوعة لثلاثة نزلاء وهي رواية تدعو الى تجنب الامراض بالوعي!كذلك تذكرت وصف ديستوفسكي في رواية (الابله) وهو يصف مشاعره تجاه الموت عندما كان يسير بالممر الى الاعدام بإنتظار الموت قبل ان يصدر عليه عفو القيصر بدقائق قبل التنفيذ! كما تذكرت تجربة المخرج يوسف شاهين الذي خضع لعملية القلب في لندن جسدها في فيلم (الاسكندرية ليه) فانتازية الذكريات تحت تأثير المخدر!
التمهيد لرؤية نقدية
الم اقل ان شوقي يملك فلسفة زوربا العبثية + موهبة المثقف باسيل ،لنتوقف عند بعض العبارات لتكون مدخلا لطرح رؤية نقدية – لاحقا- عن الرواية “الضحك إدمان يمارس من خلاله الفوضى والخديعة”ص23? “لا أدري كيف جيء ب هاملت ليقف الى جواري مواسيا، قال- اشتقت اليك؟\ قلت – بل اشتقت الى الدم\ قال- افكارك الغريبة عني هي التي قربتني منك\قلت- حين لبست رداءك الاميري احسست اني ارتدي كلك الذي يشعر بالفجيعة والانتقام”ص18 “كانت (فطيم وحيلي)، هي من يراقبني، وأنا ألج كهوف الموت متمنيا لو كانت طبيبة التخدير تصحبني في رحلة الاكتشاف تلك التي ما لا ادري الى أين تصل بي”ص19
لنكون مع شوقي وهو يهزم الموت في روايته المثيرة للجدل (نهر الرمان) – تجربة موت-كي يساعدني حتى اهزم المي!