أصدارات جديدة
الرقيمات السومرية وساعة بغداد
حمدي العطار
لم يعد الشعر او الرواية حكرا على الرجال في العراق ،بل ان مكتبات المتنبي تقدم لنا اسبوعيا عناوين لأصدارات جديدة لشاعرات وروائيات تحظى بأهتمام القراء ومتابعة النقاد وهي تشكل ظاهرة صحية في الوسط الثقافي والأدبي ، والان بين ايدينا ديوان شعر ورواية من ادب النساء في العراق.
*ميثاق كريم الركابي وديوان شعري جديد
قدمت لنا الشاعرة المثابرة (ميثاق كريم الركابي) مجموعة من القصائد الرائعة في ديونها الجديد بعنوان (الرقيمات السومرية) صدر الديوان من دار الجواهري للنشر والتوزيع سنة 2016 وفيه 60 قصيدة ويقع في 108 صفحات من الحجم المتوسط ،تهدي الشاعرة ديوانها (الى من كانت وما تزال توأم روحي/ وظل ابتساماتي صديقتي ساندرا شمعون /والى …. روح فخر كل النساء والعراق المعمارية العالمية / زها حديد..
والشاعرة ميثاق كما عهدناه بما تكتبه من قصيدة تفوح منها رائحة التحدي وقوة التعبير والصور الشعرية الجميلة ،وفي كل قصائدها تفاجئ القارئ بأفكار متنورة ومشاعر جياشة ،وخطابات عاطفية بأيقاعات شعرية جميلة :- “أنبأني العراف…/أني سأهوى ملكا من العراق../ عصيا على النساء…له عطر الكبرياء/خطى خطوتين من خريفه،ولا زال جبينه ينبض/ بربيع وروده.. لم تصل اليه خطوات الجواري.. فهو ابن الأنوناكي المتعالي../غروره يتكئ على سحب التأريخ /سيطول بكاؤك عليه.. وستسيرين ضامئة الشوق/لبلاده البعيده../ عربات الضباب تحملك الى هاوية أدمانه،/يتغلغل بين أفكارك..كقصيدة تتنفس العصيان/ويأخذ روحك في أسفار وتتجولين بفصول الزمان/لا تدركيه ألا …بالحلم/ ولا تلمسينه…الا.. بالشعر
*شهد الراوي روائية تتصدر مكتبات المتنبي
ما ان صدرت رواية (ساعة بغداد) للروائية “شهد الراوي”من دار الحكمة في لندن بطبعتها الاولى 2016 حتى حظيت بالاهتمام والمتابعة فكانت الطبعة الثانية في شهر اكتوبر وسرعان ما نزلت للمكتبات الطبعة الثالثة في نوفمبر 2016 والرواية تقع في 259 صفحة من الحجم المتوسط ، شهد الراوي تؤمن بأسلوب الكتابة ما بعد الحداثة حيث لا يمكن فصل الواقع عن الخيال والقدرة على التلاعب بصوت الراوي (طفلة او الروائية) تبحث عن التدفق في المشاعر وبالكلمات ولا تنكر دور السحر واللامعقول في صناعة الحلم ليدين الواقع ،لا تخلو الرواية من التهكم والسخرية حيث تدور احداث الرواية في فترة الحرب والغارات الجوية للطيران الامريكي على بغداد،لا يوجد تسلسل محكم لزمن الاحداث فكل شيء يمكن ان يكون في خدمة السرد (الشخصيات- المكان- الزمان)(هكذا اضطرب التوقيت المحلي في مدينة واحدة،يتقاسم اهلها الوقت حسب أمكنتهم التي ينظرون منها الى ساعتها، ففي هذه المدينة الغرائبية أصبحت أجيال مختلفة تتعايش فيها وليس لديها احساس طبيعي بالزمن الذي تعيش بداخله. صار الناس يسبحون في فراغ زمني تختلط فيه قرون سحيقة مع سنوات حديثة، صار بالامكان رؤية نبوخذنصر وسميراميس يجلسان في مطعم يعمل فيه يزدجرد كسرى نادلا) تقول شهد الراوي “أنا مدينة بشكل كبير للروائيات الشابات اللواتي بدأن بأحتلال أماكنهن في الرواية ما بعد الحداثية ، خاصة في امريكا وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة واللاتي أستطيع أن أعدهن الموجة الاولى من روائيات عصر السوشيال ميديا من أمثال (أيما كلاين) و(جوجو مويس) و(هيلين ديني) حيث أضحت الرواية معهن عالما من التدفق الشعوري العميق الذي لا يتردد في قبول الاوهام والاحلام كجزء حقيقي من الواقع المعاش ولا مشكلة لديهن ان يتدخل السحر في تغيير اتجاه واعادة صياغته دون التضحية بهذا الواقع.