الربيع الإسلامي والغرب
الثورات والحروب الكونية تنفجر دائما من الظلم والعدوان وازدراء الاديان وان عناصر الثوران تأخذ طابعها الشمولي المفتوح بلا حدود ، فالحروب الصليبية كانت حروبا دينية استهدفت الاسلام ، والثورة الفرنسية تفجرت في اثر صيحات الجياع ، والثورة البلشفية الشيوعية مزدوجة ما بين الظلم وازدراء الاديان فهي ذاتها ظالمة ذات طابع دموي ، والحرب العالمية الاولى عدوانية انطلقت شرارتها الاولى بعد قتل السفير النمساوي في يوغسلافيا ، والحرب الكونية الثانية كان سببها العدوان الهتلري ، والحروب العربية في العصر الحديث ضد الصهاينة ناجمة عن ظلم اليهود والصهيونية للعرب ، واليوم يعيد التاريخ نفسه ولكن بإطلالة جديد بالرغم من المسببات التاريخية ذاتها ألا وهي ازدراء الدين الاسلامي ونبيه الاكرم وان آلياتها المستحدثة اخذت مقوماتها من الربيع العربي الذي باتت ان يكون اسلاميا شاملا ربما يعصف بكل الانظمة التي تدور في الفلك الامريكي والغربي العميلة منها او المنصبة منه او تلك المتحالفة معه ، ولعل السبب هذه المرة الذي فجر الربيع الاسلامي هو استهداف قدس الاقداس عند المسلمين النبي الاكرم واشرف الخلق ومن المؤكد يعد اقوى الاسباب وأكثرها ظلما وعدوانا وازدراءً ، فالمؤمنون المسلمون الراسخ ايمانهم وعزمهم وحبهم لنبيهم هم الذين اشعلوا فتيل الربيع الاسلامي كرد فعل مشروع الناجم عن صبر طويل يشبه الى حد بعيد تحمل الانبياء وصبرهم وجهادهم ضد مؤامرات النصارى والصهاينة المتعصبين والمتطرفين والإرهابيين بما فيهم انبيائهم ورسلهم ، ان الرعب الذي انتاب حكومات الغرب ومعهم الحكومات العربية والإسلامية العميلة من جراء الفلم المسيء للنبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان في محله وسببه كونه مصوبا ضد الرعايا والمصالح والبعثات الدبلوماسية الغربية والأمريكية وكراسي الحاكم الدائرين في فلكهم الاسود ، ولكن هل هم قادرون مع الحكومات المنصبة من قبلهم من الوقوف بوجه هذا التيار الربيعي الاسلامي العارم ؟
اشك في هذا ؟
قال بعض اولئك الحكام ان النبي محمد (ص) خط احمر . ماذا يعني الخط الاحمر بالنسبة للجماهير الغاضبة ؟
وكم خط احمر وضعتم انتم الحكام الخونة ؟ قبل سنتين كان حدثا ممثلا في الدنمارك وقلتم في حينها هذا خط حمر ؟ ألا يجف الحبر الاحمر من خطاباتكم وضمائركم كما جف الحياء من وجدانكم؟
نعم داءكم هذا علاجه بدواء الربيع الاسلامي الذي سوف يعصف بكم الى مزابل التاريخ كما عصف من قبلكم بأشباه الملوك والرؤساء والسلاطين الذين خانوا امانة عهود شعوبهم وشرفها ومقدساتها وعلى رأسها شرف الاسلام وعزته ورايته المحمدية التي لا تكبوا ابدا لأنها محمية من رب العزة سبحانه تعالى ؟
سفيان عباس – تكريت
/9/2012 Issue 4307 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4307 التاريخ 18»9»2012
AZPPPL