الراقصون بوجه الموت
قد سئمنا سياسة التفريق
واهتدينا إلى سواء الطريق
يا عدوا لنا بثوب صديق
أنت بين الوصي والصديق
لست إلا مزورا أجنبيا
فلماذا تكون فينا وصيا
هؤلاء الفتيةأصحاب الوجوه النضرة والأجساد اليافعة الغضة الذين يرقصون الآن بوجه الموت الذي تدفع به إليهم قنابلكم المسيلة للدموع ورصاصكم الذي لا يفرق بين من يحمل الوطن بين جنبيه وبين من يبيع الوطن بابخس الاثمان،هؤلاء أيها الساسة لا يعرفونكم ولا يعرفون الايدلوجية التي تحرك عقولكم فهم لم يقرؤوا عنكم ولا لمن نظر لكم وما تريده احزابكم يمينيون كنتم حد النخاع أو في أقصى اليسار ملحدون كنتم أو متأسلمون بصبغة العهد الجديد كل ما قرؤوه هؤلاء الفتية المنهج الدراسي المقرر أو بعض الفكاهة والألعاب التي يشغلون به أوقات فراغهم التي وفرها لهم هذا العالم الافتراضي الفيسبوك بسبب حماقاتكم وسوء استغلالكم السلطة التي منحكم أياها،كل الذين يعرفه أن وطنه قد سرق منه تارة بإسم الله وتارة بإسم الشيطان .فمن الحماقة السياسية أن لا يستمع السياسيون إلى صوت الشعب ، ظنا منهم أن هذا الصوت ممكن أن يصيبه الوهن والضعف وإن إستمرار الحال محال، وإن الوضع سيبقى على ماهو عليه ولابأس ببعض القرابين والأضاحي لهذا الحراك الشعبي الذي يمكن إن يستكين أو يخمد بما لدى سلطتهم من قوة وجبروت لإستخدام العنف ضد هؤلاء الفتية وكل جريرتهم أنهم يحلمون بوطن يحتضنهم ولا يفرط فيهم ويوفر لهم العيش الكريم.ومن الحماقة السياسية أن يصاب هؤلاء السياسيون بالحول العقلي كما أسماه أحد اساتذة علم النفس إذ يرون بعين ما يعجبهم فيضفون عليه القداسة ويرون بالعين الأخرى ما لا يسرهم فينعتنونه بالمؤمراة التي تهدد الأمن القومي كما في قول الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا
السياسة التي باتت تتحكم بعقولهم هي سياسة الحول العقلي الذي يصور لهؤلاء الساسة أن العنف يمكن ان يكون الطريق الوحيد لتقييد الحريات واسكات صوت الشعب متناسين أن نتيجة هذا الحمق السياسي يأتي بما لا تشتهي أنفسهم المريضة جوعا وجاها لأن لكل فعل ردة فعل فالوضع المتأزم يصنعه الحمقى من السياســـــــيين الذين ستدور دائرة السوء عليهم والاطاحة بكل برامج فسادهم التي أثقلت كاهل المواطن واوصلت الأمور إلى ما هو عليه الآن وإن غدا لناظره قريب.
ثامر الخفاجي