الراقصة والخباز – ياسر الوزني

الراقصة والخباز – ياسر الوزني

لست قاصداً في هذا المقال الأنتقاص من مهنة أياً كان راعيها  فما من أحد يرى شرفاً أعلى مما هو قاضيه على أنه من عظيم الأسى أن في الناس من لا يتحاشون أكتساب المال الحرام  فالحلال في عرفهم ما قدروا عليه، والحرام ما تعذر وصولهم إليه، يسلكون في طلبه مسالك معوجَّة وسبلاً مشبوهة، بل وقد لا يكترثون من المجاهرة بالمكاسب الخبيثة والأستيلاء على الأموال المحرمة، الذي أقصده أن بعضاً يهزون أفكارهم وعقولهم لأستخراج المعرفة والنور وأخريات على صوت الطبل يهزن (الوسط) لأشباع غرائزتسمع لها شهيقا وهي تفور، ومنذ آلاف السنين كانت الراقصة تكسب أكثر من الكاتب ويكسب الطبال أكثر من الخباز (هكذا يقول مصطفى محمود) ولو أنك دعوت أينشتاين اليوم لندوة علمية ثم دعوت أمرأة عارية لحديث صحفي ترك الجمهور آينشتاين وعلمه وتجمعوا حول العارية ألوفاً مؤلفة ، الذنب ليس ذنبنا فأكثر الناس من أهل الهوى ومن عبيد الشهوات، البعض يعتقد أن العلم يتحسس الأنسان من خارجه فقط وهو لايستطيع أن يخطو عبر هذا المظهرإلا بالأستنتاج على خلاف الفن الواعي الذي يستطيع أن يدخل الأنسان عبر العقل ليخاطبه من داخله ويكتشف منه مكمن الأسرار ، أن الزمان هونفس الزمان لكن المتغير فيه هو الأنسان فكلنا نتعرض للوأد كل يوم ونسترجع جاهلية الأقوام ، مشكلتنا أن الطبيب والمفكر والنزيه يخشى القتل مسموماً أو معدوماً وآخر يخاف الراقصة أذا غضبت منه فهي (بمكالمة واحدة) تنقلك الى جهة مجهولة ،ربما سيأتي اليوم الذي نقفل فيه مكتبات شارع المتنبي ونفتح بديلاً عنها حارة تغص بالمراقص والبارات فمن لم يدفع ثمن التغييراليوم سوف يدفع ثمن عدم التغييرغداً.

مشاركة