الرئيس السوري بعد تظاهرات اللاذقية: العديد من المطالب الشعبية محقة

دمشق (أ ف ب) – اعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع الخميس، بعد يومين من تظاهرات حاشدة في محافظة اللاذقية الساحلية، أن العديد من المطالب الشعبية “محقة”، مؤكدا على أهمية الوحدة الوطنية في هذه “المرحلة التاريخية”، بعد نحو عام من إطاحة الحكم السابق.

وتظاهر الآلاف الثلاثاء في مدينة اللاذقية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية في البلاد، تنديدا باعتداءات متكررة استهدفت هذه الأقلية، كان أكبرها أعمال عنف على خلفية طائفية حصدت في آذار/مارس نحو 1700 قتيل غالبيتهم الساحقة من العلويين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي اتصال أجراه خلال اجتماع عقده محافظ اللاذقية مع وجهاء ولجان أحياء في اللاذقية، قال الشرع “لقد شهدنا خلال اليومين الماضيين العديد من المطالب الشعبية المحقة، لكن بعضها كان مسيسا إذا أردنا تسمية الأمور بمسمياتها”، مؤكدا في الوقت ذاته استعداد الدولة “الكامل للإصغاء إلى مختلف المطالب ومناقشتها بجدية”.

وشدد الشرع، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، على أن “الوحدة الوطنية تشكّل ركنا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه”. معتبرا أنه “آن الأوان لإنهاء حالة الانقسام التي زُرعت في نفوس السوريين لأكثر من ستين عاما”.

ولأول مرة منذ إطاحة عائلة الأسد، التي حكمت سوريا بيد من حديد طيلة عقود، خرج آلاف السكان في محافظة اللاذقية الثلاثاء في تظاهرات، طالبت بوقف الانتهاكات بحق أبناء المنطقة والإفراج عن العسكريين السابقين المعتقلين منذ إطاحة الأسد، والبالغ عددهم نحو تسعة آلاف، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وردّد المتظاهرون هتافات عدة بينها “الشعب السوري واحد” و “الشعب العلوي ما بيركع”.

وجاءت التظاهرات غداة أعمال تخريب طالت أحياء علوية في مدينة حمص (وسط)، بعد العثور على زوجين مقتولين داخل منزلهما، اتهمت عشيرتهما علويين بارتكابها. وفرضت وزارة الداخلية إثر ذلك حظر تجوال في المدينة واكدت أن الجريمة ذات منحى “جنائي”.

ولم تصطدم قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية المنتشرة في مدينة اللاذقية ومناطق أخرى مع المحتجين، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس. وحصل توتر في مدينة جبلة بعد خروج تظاهرة مضادة تبعها اشتباكات بالأيدي، قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريق المتظاهرين.

ورفع متظاهرون في جبلة لافتات طالبت باعتماد الفيدرالية، وهو مطلب يرفعه الأكراد في شمال شرق البلاد وترفضه دمشق بالمطلق.

وقال الشرع “الساحل السوري من أبرز أولويات العمل الوطني في المرحلة الحالية”.

وتابع “الجغرافيا السورية مترابطة ومتكاملة، ومن الصعب فصل أي جزء منها عن الآخر، فلا يمكن للساحل أن تكون له سلطة قائمة بذاتها منعزلة عن بقية المناطق، فموارده ترتبط بشكل مباشر مع المنطقة الشرقية، وكذلك العكس، كما أن سوريا بلا منفذ بحري تفقد جزءا أساسيا من قوتها الاستراتيجية والاقتصادية”.

وأقرّ الرئيس الشرع بان “التحديات التي يواجهها الوضع السوري معقدة وتتطلب قدرا كبيرا من الوعي والمسؤولية لتحقيق الهدف الأهم سوريا موحدة ومستقرة”.

وقال “نحن اليوم أمام مهمتين أساسيتين في المرحلة المقبلة، حماية البلاد من المخاطر الداخلية والخارجية والتنمية الاقتصادية”.

ومنذ وصول الشرع الى دمشق، تشكل إعادة بناء مؤسسات الدولة والجيش والنهوض بالاقتصاد الذي أنهكته سنوات الحرب الطويلة، أبرز أولويات السلطات الانتقالية التي يقودها. إلا أنه لم يتمكن بعد من تعزيز سيطرته على كامل التراب السوري، مع تعثر مفاوضات يقودها مع الأكراد، وبعد أعمال عنف اندلعت على خلفية طائفية، تورطت فيها قواته وحصدت مئات القتلى من العلويين والدروز.

 

مشاركة