الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بيزشكيان المؤيد لانفتاح أكبر على الغرب

 

المرشح الإصلاحي للانتخابات الرئاسية الإيرانية مسعود بيزشكيان يصافح مؤيدين له خارج مركز اقتراع في طهران في الخامس من تموز/يوليو 2024
© ا ف ب عطا كناره

 

طهران, 6-7-2024 (أ ف ب) – يدعو الإصلاحي مسعود بيزشكيان الذي انتُخب رئيسًا لإيران السبت بحسب نتائج أولية، إلى سياسة اجتماعية أكثر تسامحًا وانفتاح أكبر على الغرب.

وحصل بيزشكيان على ما يزيد عن 16 مليون صوت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران، فيما حصل منافسه المحافظ المتشدد سعيد جليلي على أكثر من 13 مليون صوت، بحسب نتائج أولية نشرتها وزارة الداخلية.

وقال الرئيس المنتخب بعد فوزه في منشور على منصة إكس “الطريق الصعب أمامنا لن يكون سهلًا إلا برفقتكم وتعاطفكم وثقتكم. أمدّ يدي لكم”، مكررًا ما تعهد به الثلاثاء بـ”مد يد الصداقة للجميع” في حال فوزه.

ولم يكن أحد يتوقّع أن يتمكّن هذا النائب عن تبريز، أكبر مدينة في شمال غرب إيران، من تحقيق هذه النتيجة عندما قبل مجلس صيانة الدستور طلب ترشّحه مع خمسة مرشّحين آخرين، كلهم من المحافظين، للانتخابات المبكرة التي تقرر تنظيمها بعد وفاة الرئيس ابراهيم رئيسي في تحطّم مروحية.

وبيزشكيان البالغ 69 عامًا ليس شخصية بارزة في معسكر الإصلاحيين والمعتدلين الذين تراجع تأثيرهم في مواجهة المحافظين في السنوات الأخيرة.

– “صوت الذين لا صوت لهم” –
لكن الرجل الشديد التقوى تمكّن من كسب دعم هذا المعسكر، لا سيما تأييد الرئيسين الأسبقين محمد خاتمي وحسن روحاني، وكذلك وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، مهندس الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى الكبرى في العام 2015.

وخلال حملته الانتخابية، أظهر بيزشكيان تواضعًا سواء في مظهره إذ غالبًا ما اكتفى بارتداء سترة عادية، أو في خطاباته التي خلت من أي مغالاة أو وعود كبرى.

وهو رب أسرة تولى بمفرده تربية ثلاثة أولاد بعد وفاة زوجته وأحد أولاده في حادث سير في العام 1993، ويعتبر نفسه “صوت الذين لا صوت لهم”.

وتعهّد العمل لتحسين الظروف المعيشية للفئات الأكثر حرمانًا.

مقارنة مع خصومه، تبقى الخبرة الحكومية لهذا الطبيب الجراح محدودة. وهي تقتصر على توليه حقيبة الصحة في حكومة خاتمي الإصلاحية من العام 2001 حتى العام 2005.

منذ العام 2008، يمثّل مدينة تبريز في البرلمان وهو أصبح معروفا بانتقاداته للحكومة، لا سيما إبان الحركة الاحتجاجية الواسعة النطاق التي أثارتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في أيلول/سبتمبر 2022 بعد توقيفها لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وبيزشكيان مولود في 29 أيلول/سبتمبر 1954 في مدينة مهاباد الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية، ويتحدث الأذرية والكردية، ما يشكّل حافزًا له للدفاع عن الأقليات.

ودعا خلال حملته إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بغية التوصل إلى رفع عقوبات تلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد.

– الخروج من “العزلة” –
وقال بيزشكيان “لن نكون مناهضين لا للغرب ولا للشرق”، آملا خروج إيران من “عزلتها”.

وتعهّد الانخراط في مفاوضات مباشرة مع واشنطن لإحياء المحادثات حول ملف البرنامج النووي الإيراني، المتوقفة منذ انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق الدولي بعد ثلاث سنوات على إبرامه.

وشدّد بيزشكيان على أنه “في حال توصّلنا إلى رفع العقوبات الأميركية، ستكون حياة الناس مريحة أكثر”.

من جهة أخرى، يندّد باستخدام الشرطة العنف لفرض إلزامية الحجاب.

ويقول “نعارض أي سلوك عنيف وغير إنساني (…) بما في ذلك تجاه أخواتنا وبناتنا، ولن نسمح بمثل هذه الأفعال”.

وسبق أن ندّد في العام 2022 بانعدام الشفافية من جانب السلطات في قضية أميني التي قضت في الحجز بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء.

 

مشاركة