الرأسمالية وأنماط الهيمنة الجديدة

الرأسمالية وأنماط الهيمنة الجديدة
رحلات جان دي تيفينو في الأناضول والعراق والخليج العربي 1664ــ1665
بيروت الزمان
إصدار جديد 2013 في أدب الرحلة من ترجمة وتعليق الباحث العراقي الدكتور أنيس عبد الخالق محمود الذي سبق له أن ترجم عدداً من الرحلات نذكر منها رحلة بيدرو تيخيرا من البصرة الى حلب، رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر، العراق وملاحظات شرقية في رحلة توماس هربرت سنة 1628، وجميعها صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
يقول د. أنيس عن كتابه الجديد
تتميز الرحلات الفرنسية بنكهة أدبية رفيعة قد تخلو منها كثير من الرحلات الأخرى. ورحلة السيد جان دي تيفينو إلى الشرق 1663ــ1667 واحدة من الرحلات ذات القيمة التاريخية والجغرافية والمعرفية الكبيرة، وهي من الرحلات القليلة التي شملت مناطق واسعة من العالم العربي في تلك المرحلة، كما أنها من المراجع المهمة عن تاريخ منطقة لا تزال معلوماتنا عنها غامضة ومنقوصة. وفي الترجمة الحالية انتخبنا ما يخصُّ جنوبي الأناضول والعراق والخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، تمهيدًا لترجمة الجزء الآخر من الرحلة الذي سيشمل مصر وبلاد الشام وشمالي أفريقيا وغيرها.
قسّمنا ترجمة الكتاب على ثلاثة أقسام تناول الأول طريق الرحلة من حلب عبر الأناضول إلى العراق؛ وتناول الثاني مشاهدات الرحّالة في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي الإحساء والقطيف والبحرين وهرمز والبصرة وصولاً إلى هرمز؛ أما القسم الثالث فهو رسالةٌ نادرة عن حملة السلطان مراد الرابع لانتزاع بغداد من الفرس في سنة 1638 . وتقع الترجمة في أحد عشر فصلاً.
يضمّ الكتاب الكثير من الحوادث والمعلومات الفريدة، من ضمنها تصحيح الكثير من أسماء ومواقع المدن التي مرّ بها الرحّالة، ووصفه المفصّل لمدينة الموصل وخسوف القمر فيها، كما ضمّ معلومات مهمةً عن النباتات والحيوانات في المناطق التي جال فيها، وعن أسماء وقيمة الأوزان والعملات في بغداد والبصرة، إلى جانب وصفه المفصّل لجزر الخليج العربي خرج، خرجو، ولار، قيس، كنج قشم، جزر طنب وأبو موسى، وجزر سلامة وغيرها ، ولطريق الحج من البصرة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحديثه عن التنافس بين الهولنديين والفرنسيين في الخليج العربي، وعن وحشية البرتغاليين أثناء احتلالهم الخليج العربي، وعن صيد اللؤلؤ في البحرين، إلى جانب الوصف المفصّل لحياة الصابئة المندائيين في جنوبي العراق.
لاشك أن هذه الرحلة، وما تزخر به من معلومات وحقائق، ستكون مصدرًا مهمًا للمؤرخين والباحثين والمثقفين المهتمين بأدب الرحلات.
يقع الكتاب في 256 من القطع الكبير.
كما صدر عن الدار نفسها كتاب الرأسمالية وأنماط الهيمنة الجديدة 2013 للكاتب محمد فرج. يتحدث الكتاب عن آليات تطوير المنظومة الرأسمالية لأدواتها لتتمكن من إحكام السيطرة على جمهور عالمي عريض، وإحكام السيطرة على وعيه بالتحديد. ومن ذلك أن عملت على تفتيت الأزمات العالمية الكبرى إلى إشكاليات تقنية بسيطة، يجري حل كل منها على حدا، وتشارك فرق متخصصة لتقديم وتنفيذ تلك الحلول. ساهم ذلك في إزاحة الوعي من حيز الحلول الجامعة والشاملة إلى حيز الحلول التقنية غير المجدية. تزامن تفتيت الشامل إلى التقني، مع تشويش مفهومي القديم والجديد، فباتت الحلول الشاملة توضع في خانة القديم، والحلول التقنية غير المجدية في خانة الجديد والمبتكَر حتى لو لم يكن متأصلاً. كل ذلك ولَد حاجة ماسة لحوارات جادة ومعمقة على جبهة المصطلحات، في مفهوم التقني والشامل، في مفهوم الحرية والديمقراطية، وغيرها.
يتضمن الكتاب أربعة فصول مجتمع الاستعراض وهو كتاب ألَفه الكاتب الفرنسي غي ديبور ، ويتحدث هذا الفصل عن أوهام مجتمع الوفرة الذي تدعي الرأسمالية تأمينه للناس، في الوقت الذي تؤسس فيه لمجتمع الاستعراض القائم على الوهم والخرافات واستعمار السلعة الكلي للحياة الاجتماعية.
إذن هي حياة الأفراد وهم يتفرجون على أنفسهم، في مجتمع يصر على أنه القادر على تقديم كل شيء، وإغراق المولات بالمزيد من السلع. مجتمع يصور نفسه وكأنه قادر على إشباع كل الحاجات، كما يصر على توسيط السلع في كل لحظة من لحظات الحياة.رزحت كل الأفعال تحت سلطة الاستعراض، فكل فعل ينجز هو غريب وخارجي، فهو ليس في سبيل إشباع حاجة ما إنما في سبيل إشباع حاجات على أطرافها
ناقش الفصل الثاني من الكتاب أدوات الهيمنة الجديدة التي طورتها الرأسمالية في سبيل إحكام السيطرة على دول الجنوب بعد انتهاء حقبة الاستعمار المباشر، وتضمن ذلك الحديث عن التفاصيل الاقتصادية المالية، والعلمية، والعسكرية، والثقافية كذلك. وعلى جبهة المصطلحات، يناقش الفصل الثالث مفهوم الحرية، وكيف تريد الرأسمالية أن تسوق له تعريفاً خاصاً ملائماً لتكريس هيمنتها، وبما يضمن كبح جماح الفئات الشعبية المحتجة منذ الجولة الأولى صياغة المطالب والتعبير عنها .
من الصناعة إلى التكنولوجيا الرقمية، نلحق بالآلة البسيطة والأنظمة الذكية، يمسي عملنا كدح مكروه، نظن أننا أسياد الطبيعة ونحن عبيد السلع والأشياء . يصف الفصل الأخير الرأسمالية باقتصاد المافيا والدعارة والموت، ويعتبر الكاتب أنها الرأسمالية منظومة غير قابلة للتشذيب كي تصبح البشرية قادرة على الحياة في ظلها، فالنمط المافيوي هو نمط ملازم للرأسمالية كمنظومة اقتصادية اجتماعية اقتصاد الكوارث، العلاقة بين السياسي ورجل الأعمال وولادة المافيات الجديدة، سياسات تبييض الأموال، وغيرها . كما تناول الكاتب التلوث البيئي واتفاقية كيوتو في الحديث عن العلاقة بين الرأسمالية والموت.
يخلص الكتاب إلى فكرة مركزية مفادها أن الشمولية هي نمط ملازم للاشتراكية والرأسمالية على حد سواء، ولكن الكاتب يرى في الشمولية الرأسمالية قاتلة ومفكِكة، في حين يرى في الشمولية الاشتراكية كما عرفها شاملة وموحدة. يقع الكتاب في 200 صفحة من القطع المتوسط.
AZP09