الديمقراطية والتجديد المنشود – جواد العطار

الديمقراطية والتجديد المنشود – جواد العطار

لم تكن الديمقراطية يوما نوعا من انواع الترف الفكري ، الا اذا اقترن الوصول إلى السلطة بالاستئثار والامتيازات والانعزال عن الشعب صاحب الارادة والحكم. وفي العراق هناك انفصال كبير بين الساسة والشعب وفقدان ثقة واضح بين الوعود والفعل ، ويمكن ملاحظته جليا من نسب المشاركة الشعبية المتدنية في الانتخابات الماضية اولا؛. وتكرار نفس الوجوه ثانيا؛ خلافا لمبدأ التجديد الجزئي او الكلي الذي تتيحه الديمقراطية بعد كل دورة انتخابية. وخيبة الأمل الكبيرة من السياسات ثالثا؛ التي لا تحقق تطلعات الشعب. النقاط الثلاث اعلاه قد تدخل اية ديمقراطية في دوامة تخرجها تماما من الهدف المنشود ، لذلك فان مراهنة الغرب على الديكتاتورية في العراق قد تصبح أمرا واقعا ولكن بلباس صوري ديمقراطي. عليه لا بد من الساسة والمتصدين للمشهد العمل بجد على تحسين وتصويب السياسات اولا؛. وبث دماء جديدة في المشهد السياسي ثانيا؛. والاستثمار الامثل للموارد بعيدا عن الفساد ثالثا، على امل ان تحقق الديمقراطية القادمة جزءا من تطلعات الشعب بالعيش في حياة كريمة تحفظ الكرامة وتؤمن مستقبل افضل. اننا بحاجة الى مراجعة حقيقية لكل المراحل الماضية ، ودراسة اسباب العزوف الانتخابي وتوسع جبهة المقاطعين ومحاولة ترميم العلاقة بين المواطن الناخب والمرشح وبين السلطة والشعب من خلال إطـــــــــــــــــــلاق وعود قابلة للتحقيق. ومرشحين يؤمنون بالخدمة العامة بعيدا عن الاستئثار واللهاث خلف المناصب والامتيازات… هذا ما نريده من الانتخـــــــــــــــابات فعلا تجديد ونظام سياسي قوي يستند الى إرادة الشـــــــــــــــــعب لا قوى واحزاب تسيدت المشهد لأكثر من عشرين عاما وتستخدم مــــــــــــــقدرات الدولة واموال الفساد للبقاء والاستمرار … ولا تقبل ان تغادر المشهد او ينافسها احد.

مشاركة