الديمقراطية ما لها وما عليها – عبد الكاظم محمد الخشالي

الديمقراطية ما لها وما عليها – عبد الكاظم محمد الخشالي

اغلب  العراقيون درس ان الديمقراطية  تعني حكم الشعب ولكي يحكم الشعب نفسه ، لا بد أن يكون في مستوى ثقافي واجتماعي واقتصادية ان يعي الديمقراطية الحقيقة ليتبناها بشكل تلقائي  …اي ديمقراطية تضمن حق الفرد في المجتمع وتوفر له ادميته وليس ديمقراطية مجرده من كل معانيها الإنسانية لكون الديمقراطية هي عكس حكم التسلط  للدكتاتوريات وحكم العسكر او العصابات وكل هذه المسميات يصب الحكم في مصالح هذه المسميات على حساب مصلحة الشعب ..فكل شيء يجير لصالح الحاكم المستبد حتى لو كلف ذلك حرق الشعب عن طريق زجه في معاك ليس للشعب فيها ناقة ولا جمل .ان العراق مر بفترات تاريخية عصيبة منذ التاريخ العثماني ولحاضرنا هذا …تسلطت على شعبه حكومات مختلفة بين حكومات الاحتلال إلى الملكية إلى الجمهوريات المتعددة المشارب والاتجاهات كلها تنادي باسم الشعب وكل قراراتها  تصدر باسم الشعب حتى اعلان الحروب ، ولكن ليس للشعب رأي في إصدارها والنتيجة ان الشعب هو الخاسر الوحيد يرافق ذلك اعلام يدعو الشعب للالتفاف حول حكامه مهما عملوا هولاء الحكام مسخرين كل شيء من اعلام وتجهيل واستغلال صورة الدين  لدعم موقف الحاكم من خلال ظهور رجالات محسوبة على الدين وهي بعيدة عنه اضافة الى زج العلاقات  العشرائية في هذا المجال ، فالحاكم يُصور على أنه ضرورة او حتمية تاريخية او هو هبة الله للشعب  ومهما عمل وفعلم .

حكم شرعي

بفضل هؤلاء الحكام لم يرتقي الشعب إلى مستواه ضمن السلم العالم من التطور والتقدم وأصبح البلد متأخر ومقيد ببنود وعقوبات عالمية  نتيجة لسياسة حكامه الغير مدروسه حالت عزله وتدميره إضافة إلى قيام الحاكم باسم الديمقراطية والتي كرسها من خلال انتخابات التي في حقيقتها لا تتعدى انتخابات محــــــددة نسبة التصويت للحاكم 99  بالمئة  لتوهم الآخرين ان حكمها شرعي وان حكمها جاء بأمر الشعب المغلوب على امره او حكم الشعب من خلال أحزاب جيرت كل شيء لصالحها دخلت مجال الانتخابات لا من خلال برامج انتخابيه  واعدة .. تمتلك مضامين واضحه ومحدده لخدمة الشعب بل استغلت إطار الديمقراطية للوصول للحكم من خلال اعلانات وادعاءات تدغدغ رغبات اغلب المواطنين بميول طائفية او قومية اصلا قد زرعها في عقلية المواطن هم الحكام كما غالبا ما يطلقون الوعود الكاذبة المدغدغة لامال الشعب والنتيجة لا شيء كملف الكهرباء ومحاربة الفساد. اذا كيف يختار المواطن حاكمه المناسب وهو لا يمتلك وعي يجعله يفكر او يستوعب ماهي الديمقراطية وما هي حقوق الشعب  وماهي واجباته لكون لا حقوق بدون واجبات ..المجتمعات الناجحة هي من تخلق حالة توازن بين الحقوق والواجبات والواجبات المفروض تسبق الحقوق …ان ما موجود حاليا ان الشعب يعتبر قاصر في إنتاج الديمقراطية  والدليل نتائج الحكم للفترة السابقة ولعقدين . فالبلد يسلك سلوك الديمقراطيات من خلال دستوره ولكن نتاج هذه الديمقرطيات حكومات مبنية على المحاصصة التي نتج عنها الفساد والتخلف في اكثر من ملف اهما الخدمات والصحة والتعليم والاسكان ، ان طريق الديمقراطية في العراق طويل لكونه بلد خرج من واقع معقد ومتعب حيث الميول الطائفية والقومية تسبق البرامج والميول تسبق المؤهلات فعلى سبيل المثال لا الحصر لو ترشح شخصية وطنية  علمية كفوئه قادرة على القيادة وقادرة على رسم برامج واعدة في تحقيق متطلبات الازدهار والتقدم وشخصية أخرى عادية لا تمتلك اي مؤهلات للقيادة لكن لها امتدادات او غطاء ديني تجد ان الجمهور  يميل لانتخاب هذه الشخصية . على الرغم من كون هذه الشخصية ربما قد جربت وكانت فاشلة ..ان الديمقراطية ليست وصفة جاهزة قابلة للتطبيق في بلد مثل العراق يمتلك شعبه طوائف وقوميات ويمتلك تاريخ قريب كان الحكم فيه فردي او تحت مسمى الحزب الواحد حيث أن الرأي والرأي الاخر معدوم ولا مجال موجود لصوت الشعب في غياب منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان وفي غياب تعليم حقيقي ابتدأ من المدارس الابتدائية وانتهاء في الجامعات حيث تُعلم وتُدرس مفاهيم الديمقراطية وما هي الاسباب التي تدفع الدول المتقدمة  لتطبيق هذا النظام وتحقق نجاحات كبيرة على كافة الاصعدة ..على الرغم من تعثر الديمقراطية في العراق تبقى هي البديل الحقيقي لتطلعات الشعب ولا بديل غيرها لكون لا يمكن الرجوع إلى الوراء إلى نظام الانقلابات وحكم العسكر والدكتاتوريات حيث الانفراد بالسلطة وقمع المعارضة  .ولا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي تصبح فيه شجرة الديمقراطية شجرة عالية وارفة الظل يستظل بها الشعب من حرارة ونار الحكومات الفردية التي ولت انشاء الله دون رجعة وفساد وخيبة الأمل للحكومات بعد التغير ولكن للأسف الديمقراطية الهجينة والمفصلة بمقاسات محدد هي من جعلى مجموعة من الاحزاب تسيطر زمام البلد وقد تغولت مع مرور الزمن واصبحت تمتلك الجاه والمال والسلطة لتبقى في موقع القيادة دون إنجازات والشعب ان تحرك وصرخ بأعلى صوته وثار قمعت ثورته بالحديد والنار .فلا يبقى لها أثر سوى مئات الشهداء وسوى ذكريات الناس الموجوده في ساحات الاحتجاج.

مشاركة