الدولة المدنية والمتأسلمون – طارق الكناني

الدولة المدنية والمتأسلمون – طارق الكناني

 

أستغربت كثيرا قبل ايام حين رأيت شبابا يرتدون ملابس حرس الثورة الايرانية في شارع المتنبي وقد وضعوا على اكتافهم الخرقة البيضاء التي يضعها الخامنئي حول رقبته ويرفعون لافتات تندد بالتيار المدني ويتهمونه بالإلحاد والتقصير عن أداء واجبه تجاه الوطن …وقفت طويلا امام هذا المنظر الذي لايزال ماثلا في ذهني والصورة حاضرة في مخيلتي .

اثارت عندي تساؤلات كثيرة وتزاحمت هذه التساؤلات حتى لم يعد بامكاني ان اجد اجوبة شافية.

لماذا يرفع هؤلاء الشبان شعارات ضد التيار المدني وهو تيار لم يشارك بالسلطة نهائيا منذ سقوط النظام وحتى الآن وماجرى بالبلد هو من انتاج الإسلاميين حصرا فالصراع على السلطة وضياع المال العــــــــام وتهــــديم البنى التحتية واقفال المصانع وترك الزراعة كان تحت اشراف القوى الإسلامية وهدفها واضح هو جعل السوق العراقية مرتعاً للتجارة الايرانية والسعودية والتركية.

من قال ان هؤلاء الشبان الذين قاتلوا في الأنبار والموصل وصلاح الدين هم من التيارات الإسلامية وكيف تم حساب هذا الموقف وتجييره للقوى الإسلامية فهناك أبناؤنا ممن لاينتمون لأي من هذه التيارات ولكن نداء الوطن كان هو الدافع.

هل ضاع الوطن في ظل الحكم المدني او الاسلامي فاذا كان ضياع الـــــــــــوطن في ظل رايـــــــة الدولة المدنية فمن حق هؤلاء ان يتكلموا ولكن الوطن ضاع ونهب تحت راية الإسلاميين

لماذا الهـــــــــجوم على التيار المدني في هذه المرحلة من قبل الإسلاميين وكل مايمتلكه التيار المدني من ممثلين هم ثلاثة في البرلمان ولا أعرف أحداً غيرهم …

لماذا يشوه مفـــــــــــهوم التيار المدني وتصويره انه ضد الإسلام وهو ليس كذلك فالتــــــــــــيار المدني يدعــــــــــو الى سلطة الدولة بعيدا عن حكم الديانات المتعددة لأن بحكم اي ديانة ســـــــــــتتكون هوية الدولة ويتم اضطهاد الديانات الأخرى فالدين لله والوطن للجميع هذا هو حكم الدولة المدنية .

طوال هذه الفتــــــــــــرة لم يشترك العلمانيون في الســــــــلطة كفاعلين سوى وزيــــــــــــرين وقد أثبـــــــــــــتا نزاهتهما باعتراف الكل ….

أرجو أن يعترف الاسلاميون بفشل تجربتهم المريرة بشجاعة وترك الساحة السياسية بهدوء دون إراقة المزيد من الدماء وتنفيذ مخططات دول الجوار فالتاريخ لن يرحم ابداً وسيدون مافعلوه بكل أمانة ولاسبيل للتزوير.

مشاركة