الدوري العراقي والليغا – اكرام زين العابدين

الله بالخير رياضة

الدوري العراقي والليغا – اكرام زين العابدين

تسعى الدول الآسيوية والعربية الاستفادة من تجارب الدول الاوروبية في تنظيم الدوريات المحترفة من خلال الروابط المستقلة للمحترفين ، وتسعى لتوقيع اتفاقيات توأمة او شراكة.

استبشرت خيراً عندما تابعت اجتماعاً للاتحاد العراقي لكرة القدم مع ممثلي رابطة دوري المحترفين الاسباني (الليغا) مساء الجمعة ، للبحث في سبل تنظيم دوري المحترفين العراقي، ودراسة آلية التعاون والرعاية والتسويق وتعظيم الموارد الماليّة، بما يخدم منظومة الاتحاد والأندية المُشاركة في دوري المحترفين.

ولكن الشك بدأ يراودني لان الاتحاد العراقي غير مسؤول بشكل مباشر عن تشكيل (رابطة دوري المحترفين العراقي) والتي ستتمتع باستقلالية ادارية ومالية وقانونية ولن يكون للاتحاد سلطة عليها ، الا من خلال بعض البنود او وجود عضو اتحاد سيكون حلقة الوصل بين الاتحاد والرابطة.

وللتوضيح فان رابطة (الليغا) الاسبانية لها شخصية اعتبارية ووضعًا قانونيًا مستقلًا لتنظيم شؤونها وأعمالها ويتمثل الدور الرئيس للرابطة في تنظيم بطولة الدوري في درجتيه الأولى والثانية بالتنسيق مع الاتحاد الإسباني ، وإدارة نظام الرقابة المالية للأندية وامور اخرى .

علما ان الاندية الاسبانية من الممكن ان تعترض على قرارات الرابطة اذا كان فيها ضرر على حقوقها كما حصل قبل عام ، عندما رفضت ادارة نادي ريال مدريد لتوقع اتفاقية رابطة (الليغا) مع صندوق الإستثمار الدولي (سي في سي) لمدة 50 عاماً ، لانها تضر بالاندية مالياً وتصادر 10 % من وارداتها  .

مازال الاتحاد العراقي لكرة القدم يصر على ان لجنة المسابقات هي المعنية في تنظيم المسابقات والتي يرأسها نائب رئيس الاتحاد وتضم في عضويتها موظفين في الاتحاد ، ونحتاج الى تغيير الافكار والمبادئ القديمة بأسس حديثة تعمل بها الدول الاوروبية وتطور بها مسابقاتها سنويا من خلال الاعتماد على (رابطة دوري المحترفين) هذه الرابطة التي يقودها اشخاص من خارج الاتحاد ولا يترأسها اعضاء الاتحاد او رؤساء الاندية ومن الممكن ان يكون من ضمن اعضائها المراقبين عضو اتحادي ليكون حلقة وصل بين الاتحاد والرابطة .

وهنا نذكر ان رابطة الدوري الانكليزي لكرة القدم تقودها سيدة وهي ، أليسون بريتين وستتولى ادارتها خلفا للرئيس المؤقت بيتر ماكورميك ، وان رابطة الدوري الالماني لكرة القدم (البوندسليغا) تراسها السيدة دوناتا هوبفن ، وهما ليسا من ضمن اعضاء الاتحادين الانكليزي والالماني.

ان التحول الى الاحتراف الحقيقي يحتاج الى قرارت شجاعة من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية العراقية وادارات الاندية ، لتغيير الافكار القديمة من خلال ادارات اندية جديدة تؤمن بالتغيير والدخول بعالم الاحتراف الحقيقي.

وبالرغم من التطورات التي شهدتها العالم الا ان الدوري العراقي بقي اسير افكار بالية لم تسهم في تطويره وانعكس على المشاركات الخارجية التي لم تكن بالمستوى المطلوب.

عمل الاتحاد الاسيوي لكرة القدم على تطوير مسابقاته وصولا الى تطبيق الاحتراف فيها من اجل تشجيع الدول الاسيوية للدخول في المشروع الاحترافي التي تبنته الفيفا ، ولكن ظروف العراق الخاصة، وعدم رغبة الاتحاد العراقي بكرة القدم بقيادة حسين سعيد وناجح حمود وعبد الخالق مسعود في تطبيق الاحتراف الحقيقي بالمسابقات المحلية ، جعلنا نخسر الكثير في السنوات العشر الاخيرة، لان الدول المجاورة للعراق دخلت في منظومة الاحتراف الآسيوي وبدأت تطبق شروط الاحتراف ومن ثم شروط التراخيص الاسيوية والتي اسهمت في تنظيم عملها وتطورها وصولا الى تحقيق النجاحات والارباح في استثمار الرياضة.

وقد يسأل احدهم ، من الذي سيمول نشاطات الرابطة المحترفة العراقية ؟

والجواب بسيط جدا وهو من خلال بيع حقوق مباريات الدوري ، علما ان الاتحاد يحصل على جزء منها ايضا دون ان يدخل في اشكاليات تنظيم المسابقة ، لان واجب الاتحاد الرئيسي هو وضع استراتيجيات لتطوير اللعبة واعداد المنتخبات الوطنية للبطولات .

مشاركة