الدواء عندما ينقلب خطراً على البشر
طبيبة: يجب التخلص من العلاج بعد شفاء المريض
بغداد – داليا أحمد
احياناً يعتاد المواطن على سلبيات كثيرة دون وعي ومنها تراكم الادوية في المنازل او عدم الالتزام بتحذير ان (يحفظ بعيداً عن متناول الاطفال). يعد بقاء الادوية في المنازل لمدد طويلة قد تكون لها انعكاسات سلبية خطيرة وقد طرحت (الزمان) هذه القضية على عدد من الاطباء والصيادلة والمواطنين لتوضيح ارائهم من ذلك.
المواطنة ام عبير قالت لـ(الزمان) ان (الثلاجة غالباً ما يخصص لها اماكن لحفظ الادوية لكن هذا لايعني انها اصبحت بعيداً عن متناول الاطفال). واضافت (اقوم بتنظيف الثلاجة والاماكن الاخرى المخصصة للعلاج من الادوية التالفة واحتفظ بما لم تنته صلاحيتها لانه يمكن الافادة منها مرة اخرى).
يقول الصيدلاني سالم جميل لـ(الزمان) (يجب ان يكون الدواء في المنزل بحالات الضرورة القصوى فقط او عند وصف الطبيب العلاج للمريض). موضحاً (على ربة المنزل وضعه في الحاوية الاصلية له). وان ارتباك الخطأ وارد لاسيما عندما يتم تفريغ الدواء بحاوية غير تلك التي كان يحويها بالاصل ويحمل اسمه الحقيقي). واوضح جميل (يجب ان يحافظ على الارشادات المهمة واسم المريض الذي يتناوله كي لايحدث لبس بين دواء واخر) وشدد جميل ان (الادوية القديمة تفقد صلاحيتها بمرور الزمن لذا يجب التخلص منها بعد شفاء المريض وعدم اعتمادها واستخدامها لحالات مرضية جديدة بدون استشارة طبيب).
الى ذلك انتقدت طبيبة الاطفال بخشان سمين الطريقة التي تخزن بها كثير من السيدات الادوية وقالت لـ(الزمان) ان (زاوية الثلاجة واماكن اخرى في المنزل تحوي ادوية كثيرة لكن بعض الادوية بمرور الوقت تنتهي صلاحيتها او تمحي تعليمات الاستخدام التي كتبها الصيدلي والتي تتضمن الجرعات المخصصة وتوقيتات تناولها لذا يصعب تحديد اسم العلاج وطريق استعماله).
واضافت (بين مدة واخرى يجب فرز الادوية المتوافرة في المنزل بشكل دوري والاستغناء عن الادوية وعدم تخزينها والاحتفاظ بها فلكل شخص حالته المرضية التي يحدد الطبيب علاجها).
واشارت سمين الى (خطورة الادوية بالمنزل في الاماكن المقربة من الاطفال لانها يمكن ان تكون عرضة لعبثهم مما قد يؤدي الى اخطار كبيرة)، وقال الموظف هشام غازي لفته وهو اب لاربعة اطفال (مشكلة سوء التعامل مع الدواء شائعة فلايكاد يخلو منزل من صورة منظر ادوية متراكمة في الثلاجة تجمعت مع مرور الايام بل ان كثير منها انتهت صلاحية تناولها او ان صاحبها لم يعد بحاجة الى علاج الا ان الاحتفاظ بالدواء امر يحرص عليه الكثيرون تحسبا للحاجة الى الدواء في المستقبل متجاهلين ان لكل مريض دواء معين وجرعة محددة وان تشابه مرضه مع آخر فالجرعة تختلف تبعا لحالة المريض).
واضاف (يحتفظ بعضهم في المنزل بكميات كبيرة من الدواء وذلك على سبيل الاهمال او التناسي بمجرد الشفاء من المرض وهو الامر الذي يؤدي الى تخزين عدد كبير من الادوية المختلفة دون الحاجة اليها)، مختصون في الجهات الصحية اعدوا كثرة الادوية وتراكمها ظاهرة منتشرة في كثير من المنازل وتحتاج للتعرف على اسبابها ومعالجتها كي لا تهدر ادوية في غير محلها وتصرف اموال بشكل زائد عن الحاجة لاسيما وان بعض الادوية تكلفتها المادية باهظة الثمن مما يستدعي صرفها بشكل يتناسب وحاجة المريض للعلاج.
فيما ارجع الطبيب سعدون صالح ظاهرة تكدس الادوية في الثلاجة الى ان (كثيرا من ربات المنزل يعتمدن على شراء الدواء من الصيدلي دون الرجوع للطبيب فتبدأ بتجربة دواء معين ثم نلجا الى اخر وبمرور الوقت يكون لديها اكثر من نوع لعلاج مرض ما)، مشيرا الى ان (بعض ثلاجات المنازل تتحول الى صيدلية مصغرة لا يستخدمها ولا يستفيد منها صاحبها).
ووضع من خلال (الزمان) حلولاً عدة بدأها بعملية تقنين الدواء قبل صرفه للمريض حتى يكون بالامكان افادة الآخرين منه لان الزائد من الدواء يكون غير متوافر في المستشفيات الخاصة التي كثيرا ما يلاحظ عليها صرف كمية كبيرة من الدواء للمرضى بشكل يزيد عن حاجتهم).
واكد الصيدلاني شمعون متي (ضرورة نشر التوعية بين افراد المجتمع من خلال عدم تخزين الادوية لوقت طويل والاستغناء عنها في حال استعادة المريض لصحته مع الحاجة الى ادراك ثقافة ترشيد الدواء)، وحذر من (التبعات الخطيرة لتبادل الدواء بين مريض وآخر بداعي تشابه العلة المرضية دون الاخذ بالحسبان تاريخ المرض الذي يختلف بين الاشخاص كما ان الاعراض والآثار المترتبة على تناول الدواء مختلفة من شخص الى آخر مما يؤكد ضرورة مراجعة الطبيب للحصول على الدواء المناسب لكل حالة).
AZP02


















