الدنيا برد برد – مجيد السامرائي

الدنيا برد برد – مجيد السامرائي

هنا عمان حيث تتصدر اخبار الطقس انباء المتحور الجديد القريب من اسم الرئيس الفرنسي ماكرون .. اذا كذبت جميع الاخبار بالادلة فانت محكوم بالوقوف في طوابير الخبز اثر كل موجة برد تعم البلاد وتنذر بهطول الثلج على المرتفعات.

استيقظت صباحا وانا استذكر اغنية ترددها دمية – هي في  كل الاحوال – ليست كعكي التي كان يؤديها زميلنا ( المسيبا وي) عدنان عاشور عبد علي شريك غرفتي في القسم الداخلي في الوزيرية ..كعكي ابرز دمى افتح ياسمسم.

تقول الطقطوقة :

الدنيا برد برد .. إني أجمد من بردي ،أسناني تك تك تك .. لا توجد نار عندي،يا ويلي إني أرجف .. وبجسمي لا إحساس،بردت بالرجل أصابع .. بردت رجلي ويدي

في الماضي كنت أقول.. واليوم أقول كذلك،سيعود الدفء يوماً ما.. لكني بذاك اليوم سأكون عجووز..والجسم جليد

استنزفت كل الاحتياطي الضخم  من البطانيات واستدعيت حارس العمارة لابدال جرة الغاز لبث الدفء في الاماكن غير المأهولة من البيت واحكام اغلاق ورتق اي (خرم ولو بحجم إبرة الخياطة)،وانا استذكر مجددا بذاكرة دافئة قصيدة فاروق سلوم – اول رئيس تحرير – كمحرر منتسب الى مجلتي والمزمار :

عَطَسَ القُنْفُذُ هَتْشُو،والبطّة قالت إمش،البَرْدُ أتى البَرْدُ أتى ،وَطرِيقُ الدَّرْسِ طَويل،وَمَشَيْنا مِثْل الجُنْدِ،للدَّرْسِ فَيَا للسَّعْدِ،وَلَبِسْنَا ضِدَّ البَرْدِ،أصْوافًا وسراويل،والقُنْفُذُ يَلْهُو يَلْهُو،بالبرد وبالأمطار،فَتَعَجَّبَتِ الأَطْيَار،قالتْ:من يَتَعَدّ الحَدَّ،سيُصابُ بِضَرْبةِ بَرْدْ،وَسَيَعْطُسُ هَتْشُوو هتشووو

لكني حاولت اعادة توزيع ما ظننته متمسكا بمنشر الملابس في البلكونة ؛ وحاولت ان اقول : لعلها ستكون نكتة طقس متداولة ؛ وسيحل علينا مرتفع تطلع فيه الشمس على التلال السبعة والروابي غير المنظورة …. الحافظة اللعينة تردد ماقاله العم ميخائيل نعييمة وانا اشفق لمستوطني المخيمات الذين كانوا وقود مرشحي الانتخابات …. الم يكن في زمان ميخائيل نازحون ومهجرون ؟!!

سقف بيتي حديد ** ركن بيتي حجر ،فاعصفي يا رياح ** وانتحب يا شجر،واسبحي يا غيوم ** واهطلي بالمطر،واقصفي يا رعود ** لست أخشى خطر،سقف بيتي حديد ** ركن بيتي حجر!

مشاركة