الدكتور سهل النقاش لـ (الزمان ): التلوث البيئي أخطر من الإرهاب
مالمو – السويد – علي كاظم
قبل ثلاثة أعوام تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فديو للدكتور سهل النقاش يتحدث مع محافظ بغداد حول الخطر البيئي الذي يداهم العراق وشعبه وخلال ساعات من عرض الفديو وصل عدد مشاهديه الى اكثر من ثلاثة ملايين شخص جميعهم تضامنوا مع ما طرحه دكتور سهل من خطورة التلوث البيئي ومع ذلك كما يقول لا حياة لمن تنادي رغم رسائله لكل المسؤولين إبتداءً من رئيس الوزراء الى وزير الصحة والنفط والبيئة والتعليم العالي لكن دون جدوى : صحيفة الزمان التقت به في مدينة مالمو السويديةً ليحدثنا عن مخاطر التلوث البيئي في العراق
{ دكتور سهل قُراء جريدة الزمان يريدون ان يعرفوا من هو الدكتور سهل النقاش
– أنا مواطن عراقي ولدت في مدينة الحلة وحاصل على شهادة الدكتوراه عام 79 في الكيمياء من بريطانيا . وغادرت الوطن عام 82 وعملت في الجامعات الجزائرية والليبية من سنة 82 الى عام 96 وبعدها غادرت الى السويد ومازلت مقيما فيه
{ هل عدت للعراق بعد عام 2003
– نعم عدت عام 2006 حيث صدر قرار من وزارة التعليم العالي بإعادتي الى الوظيفة ودّرست في جامعة بابل والكوفة حتى عام 2012 وبعدها أحيلت على التقاعد لبلوغي السن القانونية
{ من خلال متابعتي لمحاضراتك حذرت من وقوع كارثة بيئية في العراق وضح ذلك للقارئ الكريم
– التلوث في العراق يشمل تلوث الهواء الناتج من احتراق البنزين لاحتوائه على الرصاص لأضافة رابع أثيل الرصاص إليه في المصافي والذي يسبب سرطان النخاع . ويعتبر العراق البلد الوحيد في المنطقة الذي يستخدم تلك المادة . اضافة الى تلوث الهواء من الغازات الناتجة من عوادم السيارات ومعامل الطابوق ومعامل الإسمنت وحرق النفايات الطبية في جميع المستشفيات
{ وماذا عن المياه التي نستخدمها يوميا في الشرب والاستعمالات الاخرى
– نعم مياهنا أيضا ملوثة بسبب عدم مرورها بعمليات التدوير والتعقيم اللازمة قبل أن تصل للمواطن وايضا ناجم من اختلاطها بمياه الصرف الصحي مما يعني ان المصدر لمياه الشرب هو نفسه الذي يتم فيه التخلص من مياه الصرف الصحي . ويوميا الف متر مكعب من مياه الصرف الصحي تصب في نهر دجلة شمال بغداد . كما أن جميع المجمعات الصناعية من البتروكيماويات والحديد الصلب والأسمدة والاسمنت والدباغة والنسيج والبطاريات تدفع بفضلاتها الى الأنهار . وليس هذا فقط بل ان جميع المختبرات الكيميائية في الكليات والمعاهد العليا والمدارس الثانوية والمتوسطة تتخلص من مياهها مع ما تحمله من مواد كيميائية سامة بواسطة رميها في مياه الصرف الصحي
{ وماذا عن التلوث الغذائي
– مثال بسيط على التلوث الغذائي هو استخدام مادة السكرين المتحلية في المشروبات الغازية بدلا من السكر العادي لتقليل الكلفة وزيادة الربح وان من مضار السكرين يسبب الضعف الجنسي عند الرجال والعقم عند النساء . كذلك اللحوم المستوردة من الهند معالجة بأشعة ” كاما ” لإعطائها شكل مقبول مما تسبب انواعا من السرطان أهمها سرطان القولون . وايضا الاجبان المستوردة يضاف اليها الفورمالين كي لا تتعفن والفورمالين مادة مسرطنة . وهناك الأسماك التي تصدر الى احدى دول الخليج ويعاد تصديرها الى العراق والتي تربى في مياه الصرف الصحي وفِي أجسامها كميات من الزئبق والرصاص وهذا مسبب للسرطان وقد منعت في الدول المجاورة
. وحتى أن العاملين في المطارات العراقية قد يتعرضون للسرطان نتيجة تعرضهم لاجهزة الفحص عدة مرات في اليوم
{ دكتور ما تحدثت به امر خطير ومقلق هل خاطبت الجهات الرسمية المسؤولة
– نعم ولكن للاسف ليس هناك من يهتم بالأمر بشكل جدي حيث معظم المواد الغذائية المستوردة والمصنعة في العراق تحتوي على المواد السامة والمسرطنة التي حذرت منها منظمة الصحة العالمية . وقد خاطبت رئيس الوزراء عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك اكثر من مرة . خاطبت وزير البيئة في رسالة مسجلة وأستلمت من قبلهم . خاطبت وزارة التعليم العالي مُقترحا عليهم تثبيت يوم البيئة في كل جامعات العراق لنشر الوعي البيئي داخل الجامعات . وخاطبت وزارة الصحة والصناعة حول خطورة الوضع لكن للأسف كانت الردود لا تتناسب مع حجم الكارثة حيث ان الأمراض السرطانيةً في تصاعد بالعراق والعقم والضعف الجنسي وهشاشة العظام تطال الكثير من العراقيين
{ هل أوصلت صوتك للإعلام لياخذ على عاتق مسووليته ويوصل صرخاتك للمسؤولين
– نعم حيث قدمت ثلاثين حلقة أذاعية حول التلوث وكذلك مقابلات تلفزيونية حول تأثير التلوث على الاقتصاد وكانت لي عدة حلقات سجلتها الإذاعة السومرية fm حول التلوث . وايضا تسع حلقات فديو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أنبه فيها المواطنين من خطورة التلوث وشرحت المسببات وطرق الوقايةً وطلبت من المسؤولين المعنييين اخذ دورهم الحقيقي في هذه القضية .
{ ماذا تطلب من الاعلام الان ولا سيما القنوات الفضائية
– أطالبهم في اخذ دورهم الحقيقي من خلال تقديم برامج تلفزيونية واذاعيةً وحملات توعية للمواطنين بالابتعاد عن المواد الغذائية المسرطنة التي تكلمنا عنها وايضا دعوة المسؤولين الى اقامة المؤاتمرات لوضع الوقاية والارتقاء بالوعي البيئي وان تقوم أيضا الصحف والمجلات بنفس العمل من خلال لقاءتها بالمسؤولين والمعنيين بالشأن البيئي والصحي
{ كلمة اخيرة
– أقول على المسؤولين المعنيين وبالذات وزارة الصحة والبيئة الانتباه الى خطورة الكارثة البيئية وأن لا تاخذهم العزة في الاثم وأن ياخذوا دورهم الحقيقي في هذا الامر فالتلوث البيئي قد يكون أخطر من الاٍرهاب اذا لم تم معالجته ووضع الحلول الصحيحة والضوابط في استيراد المواد الغذائية وغيرها من المواد التي تؤثر على البيئة والمواطن
الدكتور سهل النقاش في سطور
رئيس اللجنة المشرفة على مؤتمر البيئة في جامعة بابل عام 2007
عضو الهيئة التحضيرية لمؤتمر التلوث والبيئة المنعقد في محافظة النجف عام 2008
قدم ثلاثين حلقة من إذاعة بابل لمدة عام وعلى الهواء مباشرة حول التلوث
قدم الكثير من المحاضرات حول التلوث في الجامعات