الدستور الشخصي
كل انسان في هذه الحياة يسير وفق مبادئ معينة ترسخت فيه بمرور الزمن تبعاً لتجاربه وبيئته ومجتمعه حتى أصبحت عادة ملاصقة له كأسمهِ تماما وفي هذا يقول الدكتور نجيب الكيلاني ” ليس في المبادئ أنصاف حلول” ,,,, فقد يتغير الانسان بتغير ظروف حياته فما كان يستهجنه بالامس اصبح عادته اليوم ولاضير في ذلك مادام هذا التغيير يصّب في مصلحته ومصلحة مجتمعه فالحياة تضيف لنا يومياً خبرات جديدة ممايزيد من وعينا ويفتح امامنا افاق لم نكن نعرفها من قبل حتى ان القوانين وكما يخبرنا التاريخ قابلة للتغير بتغير السلطات او حاجات المجتمع نفسه ,,,, لكن ان يغير الانسان مبادئه التي بنى على اساسها حياته فهذا امر مربك جدا فهو كما اخبرنا الكاتب كريم الشاذلي ” المبادئ الثابتة تولد سلوكا واضحا والسلوك الواضح ينتج شخصية محددة المعالم” اذن الانسان ذو الشخصية مبهمة المعالم هو غالبا انسان”بلا مبادئ ” تجعل الناس من حوله لايعرفون كيف يتعاملون معه فهو كما قالوا فيه ” انسان بلا مبادئ … كساعة بلا عقارب” . ومن هنا نستطيع ان نُعرف المبدأ بانه دستور يُشرع من قبل الانسان ليلتزم به طيلة حياته فهو قد يموت معه او دفاعا عنه واقرب الامثلة الى انفسنا هو استشهاد سبط النبي الاكرم الامام الحسين”عليه السلام” في سبيل مبادئه غير مبال بالتضحية في سبيل تلك المبادئ السامية بنفسه وعائلته واصحابه وكل شيء يملكه…. ياتُرى لوكنا متمسكين بمبادئنا فهل كنا سنصل الى ما وصلنا له اليوم؟!
نور سعيد – بغداد