أضواء على دراما 2020
الدراما اللبنانية السورية الساخنة في أولاد أدم
بغداد – حمدي العطار
تقدم الدراما اللبنانية السورية المشتركة مسلسلات أفضل مما يقدم كلا منهما منفصلا، وتوجت الدراما المشتركة والتعاون المثمر بين كاتب المسلسل (اولاد أدم) السوري رامي كوسي مع المخرج الليث حجو في تقديم دراما ساخنة جدا، تناقش مجموعة محاور، يعتقد المشاهد بأنها الشخصيات الرئيسية الاربعة على المحورين المتناقضين لا توجد مناسبة ان تتقاع او تلتقي، فما هو الشيء الذي يرب قاضية وفيما بعد وزيرة للعدل، تشتهر بالاستقامة والنزاهة في مجتمع اشكالي (المجتمع اللبناني) ، شخصية ديما – ماغي بو غصن – متزوجة من رجل الاعلام السوري- سعد- مكسيم خليل- كيف يمكن ان نتصور ان تلتقي هذه الشريحة الراقية من المجتمع المخملي اللبناني (السياسي والاعلامي) ، بشخصيات من قاع المجتمع، مايا – داليدا رحمة- الراقصة في الملهى ، وشقيقتها زينة – ندى ابو فرحان- المسجونة مؤبد لقتل زوجها الذي يضربها بعنف، وصديقها السارق النشال سعد – قيس الشيخ نجيب- ، لكن الخيو الدرامية يتم حياكتها بعناية وبجودة احترافية دقيقة لتحمل المشاهد بالمتابعة وهو يتمتع بالاداء الفني المبدع للنجوم السوريين واللبنانيين ويتمنى لو ان الحلقة تمتد ولا تنتهي حتى الحلقة 24- 25 تلتقي شرائح المجتمع في اسوء لقاء، الوزيرة تشاهد افلام الفديو لزوجها الاعلامي المشهور مع مجموعة من النساء والفتيات بعضهن متزوجات وواحدة منهمن صديقتها وبمثابة اختها النائبة في البرلمان اللبناني (صفاء) والتي تتعرض في وقت سابق الى الاغتيال بتفجير سيارتها وهي تحمل اموال لتهريبها من لبنان الى سوريا! وحينما تواجه زوجها الذي كان يسعى لأسترداد هاتفه المسروق من سعد ومايا، تعنفه وتلب منه ان يموت لأنه لا يستحق الحياة، فيواجهها بحقيقة قبح البقات السياسية الراقية، وبمعرفته بإنها دهست فل ولم تحمله الى المستشفى بل هربت لأنها كانت مخمورة! وبإنها توست بعد تسليم شقيقها المدمن على المخدرات والذي تسبب بقتل صديقته لكي يوضع بالمصحة لمكافحة تعاي المخدرات بدلا مما يوضع في السجن مثلما يحدث لأي موان عادي! يقول لها سعد (اذا انا كنت وحشا ومذنبا) فأنت ايضا (قاتلة وشقيقك قاتل) كلنا مذنبون لأننا (اولاد أدم). الاداء الرائع لشخصية اللص النبيل (سعد) قيس نجيب الشيخ يكسب تعاف المشاهد حتى يتمنى له التوفيق، وهو الذي له مفهوم خاص تجاه الناس، يدافع ويحمي مايا حينما تتعرض الى الاذى والسجن وعندما تتعرض شقتها الى الحريق ، يفتح لها بيته ليعيشوا بسعادة، فضلا عن مساعدته لأمه البديلة (هالة) – سوسن ابو عقار- والمريضة بمرض السران، الكاركتر غريب عصابة على عين مشوهة تذكرنا بموشي ديان ، دراجة نارية يستخدمها لسرقة الحقائب النسائية !لكن سرعان ما يدخل قلوب المشاهدين ببيته وشجاعته وفلسفته بالحياة، التلقائية والتمثيل بلا تكلف او تشنج هو السمة الاداء للنجمة اللبنانية (داليدا رحمة) – مايا- التي قدمت دورا مركبا لا تنساه بسهولة، وشكلت مع سعد ثنائي عافي محبوب، ويحتار المشاهد مع من يقف حينما يجبر سعد مايا ان تنزل حملها للتخلص من الفل لأنه يرى ان مستقبله مجهول وخير! فتسرق نقوده وهاتف الاعلامي سعد الذي يساوي 200 الف دولار وتهرب! النص بمثابة (رواية) تضع مشاكل الشخصيات امام المشاهد ليقول مع نفسه هؤلاء يمثلون اناس اعرفهم ومشاكلهم هي اساس الصعوبات التي يعاني منها الشباب في الون العربي، يملك الاخراج القدرة على التنقل المقنع بين المشاهد وابتكار شخصيات شيقة ليحولها من الورق الى صورة بصرية ممتعة، في حـــوار لا ثغرة فيه!