الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة ؟ – لطيف دلو

الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة ؟ – لطيف دلو

نسمع تلك الكلمات في مجتمعنا كلما فقدت خيوط الإجابة عن سؤال محير، تحل الازمة بسؤال اخر لا مخرج منه في كثير من الاحيان وهو الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة ، واليوم بعد مرور قرن من الزمن على تاسيس الدولة العراقية تراكمت فيها مخلفات التعصبية القومية والطائفية والدينية التي لا تقبل الاخر حتى في الرايي وفي الفوارق الطبقية والمالية والاجتماعية وكل فئة تريد الاستحواذ على ما لها ولغيرها وفق الثقافة الموروثة من الصراعات الدامية بين الاقوام التي توالت من اجل الحياة على هذه الارض ام الكرة الارضية بتنوع سبل العيش فيها من الازمنة الغابرة ولم تشهد الامن والاستقرار حتى في العهد الحديث حيث قامت دول التحالف في الحرب العالمية الاولى بتشتيتها وتوزيعها فيما بينهم في معاهدة سايكس بيكو 1916 قبل ان تضع الحرب اوزارها في 1918 طمعا بها على شاكلة الاقوام التي مرت عليها ، وبالرغم من انسحاب المحتل واجتياح العلوم والمعرفة كل العالم مساهمة في تغيير مناطق كثيرة من مستنقعات آسنة الى مصانع وناطحات سحاب إلا ان ارض الرافدين نأت عن نفسها منها وغيرت ثوب الصراعات الى انقلابات عسكرية قادها اشخاص من ذوي افكار مرعليها الدهر وشرب واوصلوا العراق الى مافيه من انعدام الامن والاستقرار وفساد لا حصر له ولقمة سائغة في حلق الطامعين فيه للتدخل في سيادته واقتصاده وامنه ولا امل حتى في عودته الى الوراء لان امامه حافة الهاوية باقل من خطوات .

حافة الهاوية

إن سُإلنا هل الحكام الفاسدين الذين اوصلوا العراق الى حافة الهاوية هُم من الشعب ام الشعب الذي نال الامرين ساهموافي المحنة ، هُم من الحكام الفاسدين ، سؤال محير والجواب اصعب ولربما يتصور البعض بان اختلط الحابل بالنابل ، لان إذا قلنا لا نعلم الجواب فهو مصيبة وإن قلنا نعلم ولا نجاوب فهو الطامة الكبرى التي تواجه العراق دولة وشعبا فان الجواب في عنوان المقالة اصوب في دولة مهما تبدل الحكام او تغيرت الرؤس فهي من سيء الى اسوأ و يعدم فيها الشاعر على ابيات شعرية دون التعقيب عن الاسباب التي اوصلته الى اختيار تلك الابيات لربما من ظلم الحكام لان الظلم نار لاذعة تفقد الانسان العقل والمشاعر ، ويجري فيها الفاسد في مواكب مهيبة ومن يختاره الشعب لتمثيلهم ويؤمن لهم حياة حرة كريمة يخرج بعد اربع ستوات مليارديرا ويطالب بالتقاعد بمليونات الدنانير، وليؤمن ذلك يختار ويشرع لنفسه قانونا يفضله على موظفي الدولة والمجتمع لتحقيق مبتغاه وناخبيه يتحسر على لقمة عيش ، ويحسب نفسه هو اختار الشعب ليخدموه وليس بتكليف منهم لخدمتهم ، سمعت واحد منهم على شاشة التلفاز يقول (خـــــــــــــــــــــــــو) ما اروح اشتغل سائق تكسي والثاني يقول ما اروح اصير معلم والمهنتان الاولى وسام شرف على جبين كل من يفتش عن لقمة الحلال والثانية ام العلم والمعرفة لمن يفتش عن حياة مشرفة لنفسه ولشعبه ولربما منهما اليوم مستشارا فبماذا يستشير لرئيسه في تحسين لقمة عيش الجياعى وهم بنفس درجة المواطنة مثله  .

كل تلك الخيرات التي انعمها الله على العراق لم تطفأ ضمأهم ولم تشبع ضمائرهم يريدون الاطالة على دماء الفقراء بالفقراء لاحياء الصراعات القديمة لاحتواء ارادة الشعب واحتكار السلطة ، ليس عيبا الاستفادة من تجارب الغير حتى الاعداء ان كانت تخدم عامة الشعب وسيادة البلاد ، فاختارت بريطانيا ملكا للعراق ولا ادخل الاسباب لان لا تزال الدجاجة والبيضة امامي  والنهاية كانت دموية ماساوية واختار شعب النرويج ملكا لهم من خارج البلاد واختاروا له زوجة من سلالة ملكية ايضا من خارج البلاد لان لم يكن فيهم شخصا لديه القدرة السياسية والاجتماعية لادارة البلاد كما يقال رحم الله مرءا عرف قدر نفسه ، وهي اليوم الدولة النموذجية في العالم من جميع النواحي ، وكذلك ليس عيبا فك اللغز البريطاني من اندماج ثلاث ولايات مغايرة في الثقافة والعادات والتقاليد والجغرافية بالقوة لمصلحتها وكل منها تذهب لحالها حقنا للدماء وحفاظا على الامن والاستقرار في كل منها طالما لا توجد فيكم قيادة تكون مسؤلا عن جائع وعن شاة ضائعة في اقصى البلاد امام الله واضعف من مرتكب جريمة امام القانون  .

مشاركة