الخيانة
البعض في زماننا هذا ينمق التعبيرات والمصطلحات مع علمه بانها كاذبة ، تلك مصيبة حقيقية انه لا يكف عن عادة الكذب التي تربى عليها واخذ يربي الناس عليها ، يتكلم كلام الصديقين ويقتل النبيين ، هو اذن هل يدرك انه فاجر “الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار … وتلك خيانة اذا صدرت من الالسن خاصة من يقود ويوجه .. انها خيانة الذات وخيانة المجتمع” .
قصم ظهري هذا الذي يخطأ ولا يعتذر باعتقاده انه هو الصحيح والعالم من حوله خطأ . وفي دول الغرب يقول المسؤول والمواطن الذي ربّاه المسؤول : لقد اخطأت في الموضوع الفلاني واني اعتذر وهذه خصلة جميلة فالاعتذار صفة الشخصية القوية المتواضعة ، والاخطاء المتراكمة تؤدي الى الهدم خاصة عندما تكون كبيرة تؤذي الناس ، وياليت هذه الصفة اي الاعتذار انتقلت من مجتمع الغرب ومسؤوليهم الى مجتمعنا والى مواطننا . فهذا المرض الخطير وهو عدم الاعتذار معناه ابتعاد الذين يمارسونه عن الله تعالى فالماء عند النبع يكون رائقا عذبا لكنه ما ان يبتعد عن النبع تفسد عذوبته ويتلوث بعضهم يأكل المن والسلوى ويبني شققا لقططه وكلابه في الوقت الذي يسكن فيه الفقراء والمعدمين في العراء ويتضورون جوعا . حتى ان بعضهم اليوم يتبارى في امتلاك ما يعجز الناس الفقراء والمساكين عن امتلاكه من مقتنيات وثروة باطلة والانكى من ذلك انه يدرك انه قد بنى سعادته على حطام الاخرين ، انه فقد الضمير ومن فقد الضمير فلن يبقى لديه شيء ، فهو يرى الباكين اضعاف الضاحكين والمرضى الذين لم ولن يجدوا الطبيب والدواء .. انها خيانة حقا .. خيانة الضمير وخيانة الامة .
انها مأساة حينما تخون الزوجة زوجها فمصيرها الى النار “ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين” التحريم اية 10 . ومأساة خيانة الولد لابيه .. والخادم لسيده الذي اواه في بيته واطعمه من طعامه والبسه من لباسه وكرّمه . ومأساة عندما لا يخلص المعلم في درسه الذي يلقيه على ابناء وطنه وهم ينظرون اليه كالاب الروحي لهم ، ولكنها اكبر المآسي والكبائر عندما يمد المسؤول عن البلاد والعباد يده ليسرق اموال الشعب . فهل يدرك انها خيانة ؟ وهل يعلم انه انما يمسك بمعول الهدم لتبقى شوارع مدننا في ظلام دائم وارضها جدباء بلا زرع ولا شجر وفقراؤها الغلابى يموتون جوعا .
لعن الله تعالى الخيانة والخونة في كتابه العزيز “وان الله لا يهدي كيد الخائنين” وقد حذرهم من هذه الصفة الذليلة التي تذهب لذتها وتبقى تبعاتها خزي في الدنيا وخزي وعذاب في الاخرة ، فتعال اخي نزرع الاشجار ونحافظ على الازهار ونبني المدارس للصغار والكبار لنصلح ما فسد من النفوس وندرأ عن الجميع المفاسد والمخاطر ونجنبهم شرور الخيانة .
لفته عباس القره غولي- ذي قار
/9/2012 Issue 4296 – Date 5 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4296 التاريخ 5»9»2012
AZPPPL